راي صوت الشرق|هذه هي فرنسا،أم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان !

صور إجبار مسلمة على خلع ملابسها في فرنسا تثير غضباً واسعا في أوروبا

نقلا من  القدس العربي Aug 27, 2016، و تعقيبا من صوت الشرق

لندن – «القدس العربي»: أثارت الصور التي تداولتها وسائل الإعلام الغربية لرجال شرطة فرنسيون يجبرون امرأة مسلمة على نزع ثيابها غضباً واسعاً في القارة الأوروبية، وخاصة في أوساط الجالية المسلمة التي اعتبرت أن الحادثة تمثل انتهاكا للحريات المكفولة في كافة القوانين والشرائع، فضلاً عن أنها تمثل اعتداء على هذه السيدة.
وكان رجال مسلحون من الشرطة الفرنسية أجبروا سيدة مسلمة في أحد شواطئ مدينة «نيس» الفرنسية على نزع ثيابها المسماة «البوركيني» على اعتبار أنها تشكل مخالفة قانونية، وهي الحادثة التي تمكن أحد الشهود من تصويرها ونشرتها بعد ذلك وسائل إعلام مختلفة، من بينها جريدة «الغارديان» البريطانية وجريدة «دايلي ميل» البريطانية، وأثارت جدلاً واسعاً وغضباً في أوساط الكثيرين الذين اعتبروا الحادثة انتهاكاً للحقوق والحريات التي يتمتع بها الناس.
وطغت الصور على حسابات الكثير من المستخدمين لشبكات التواصل الاجتماعي في أوروبا حيث نشر النشطاء الصور معتبرين أنها تظهر تحرش الشرطة الفرنسية بالسيدة المحجبة، وإجبارها على خلع الحجاب على الشاطئ أمام مجموعة من المصطافين الذين شاهدوا الواقعة بصمت.
وكتبت الناشطة هند العامري «يجب أن تبكي يا فرنسا» فيما قال عامر رحمن «الحرية: 4 رجال شرطة مسلحين يجبرون سيدة على خلع حجابها وإلا أن تهاجم من قبلهم». وكتب أحمد ياسين: «الشرطة الفرنسية أجبرت سيدة على خلع البوركيني على الشاطئ ويدعون احترام الحريات».
ونشر عدد من النشطاء صورة من أحد شواطئ فرنسا وتعود للعام 1925 ويظهر فيها رجل شرطة يقوم بقياس ملابس سيدة على شاطئ البحر بما يقيد حريتها ويتدخل بملابسها الشخصية، ووضعوا إلى جانبها مشهد إجبار السيدة المسلمة على نزع ملابسها على الشاطئ، وكتبوا إنه «من العام 1925 إلى العام 2016 لم يتغير شيء.. ما زالت الشرطة تتدخل في ملابس الناس على الشاطئ».
وسردت بعض النساء على الانترنت تجاربهن في فرنسا، حيث روت سيدة فرنسية مسلمة تدعى سيام؛ وهي من تولوز، تجربتها بقولها إنها غُرمت وتعرضت لإهانات عنصرية بسبب ارتدائها الحجاب، مضيفةً أنها «كانت تتمشى على ساحل البحر مع طفليها عندما أوقفها ثلاثة من رجال الشرطة الذين أخبروها أن زيها ليس مناسبا، وقاموا بفرض غرامة مالية عليها».
وتقول سيام أن العديد من المارة تجمعوا وصرخوا «اذهبي إلى بلدك» مؤكدة أنها لم تكن ترتدي البوركيني، بل كانت ترتدي حـجـاباً يغــطي شعرها فقط، وكان ذلك في السادس عشر من آب/أغسطس الحالي.
ونشرت الكثير من المتضامنات تغريدات مختلفة مع السيدة التي تم إجبارها على نزع ملابسها، حيث كتبت جيما توملينسون على تويتر: «منع البوركيني جعلني حزينة جداً. من المروع أن نرى صورا لرجال مسلحين يحاصرون امرأة ويجبرونها على نزع ملابسها».
أما الصحافية البريطانية المعروفة والكاتبة والمؤلفة كاثرين موران فكتبت تغريدة على تويتر تقول فيها لجمهورها تعليقاً على الحادثة في فرنسا: «بالتأكيد ان مستقبل السلام والوئام العالمي لا يبدأ بإجبار النساء على خلع ملابسهن».
أما كريس دويل، وهو رئيس مجلس العلاقات العربية البريطانية، فنشر صورة على «تويتر» لأحد شواطئ دبي وتظهر فيها العديد من النساء الأجنبيات وهن يرتدين مايوهات السباحة، وكتب معلقاً: «ما هو رد فعل العالم لو أن رجال شرطة مسلحون في دبي أجبروا هؤلاء النساء على ارتداء البرقع وفرضوا عليهن غرامات مالية بسبب ارتداء هذه المايوهات؟».
ونشرت إيرينا آدلر صورة مختلفة ظهرت فيها راهبات مسيحيات يرتدين زيهن الخاص على أحد شواطئ فرنسا الى جانب النساء الأخريات، وتساءلت: «هل فرنسا ستجبر هؤلاء النساء أيضاً على خلع ملابسهن؟».
وكتب ناشط آخر يقول: «أنا لا يهمني ما هو شعوركم بخصوص البرقع.. إنه أي شيء، ما يهمني هو: الحرية، المساواة، الأخوة»، وذلك في إشارة إلى أن ما قام به رجال الشرطة الفرنسية يمثل انتهاكاً لحريات الناس وحقوقهم.

***

أهذه هي فرنسا ثورة 1789؟ فرنسا مارلو و دانتون و فولتير و روبسبير و مارا و روسو و… العصر الذهبي للحريات، و الكرامة، و المساواة ؟  أهذه هي فرنسا مهد  الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؟ أهذه هي فرنسا الحاضنة للثقافة الأمميــة ؟ أهذه هي فرنسا الحاضنة للحركات التحررية؟ أهذه هي فرنسا المعتزة بألوانها الثلاثة ؟ أهذه هي فرنسا المارسييز و الشجاعة في غير تفريط و الإقدام في غير إذلال؟ أهذه هي فرنسا الصخر المحطم للظلم و الإستبداد و الهمجية؟

ها أنك فرنسا هولاند و ماري لوبن… تفقدين السفينة في لجج البحار المظلمة،و لا تكسبين إلا اشمئزاز و تأفيف من كانوا يحسبوك اقرب بلد مدنيـــة و رسوخا في تاريخ الدفاع عن الحريات و المعتقدات و الشرائع الكونية.

هكــذا أصبحت، بعيدة الإحتــرام ، ذليلة، مسوّدة الجبين بفعل… هولاند. نعم هولاند.

اترك تعليقاً