رأي صوت الشرق| أني للرجـــل من حقوق معلنة؟

  تنشط منــذ شهور عدة منظمــات وطنية  و هيئات دولية تجعل من حقوق الطفل شغلها الشاغل و مستقرها و مستودعها.

حق الطفل في  التعليم، حقه في الغــذاء و المسكن و الملبس، أي حقه في الحيــاة ،و بعبارة أخرى حقه في “الأنا أفكر فإذا أنا موجود”.

وإذا تأملنا في  هذه الحقوق  التي  يتخذ منها نشطاء المجتمع المدني حججـــا لتطوير المجتمعات ولتحقيق  تنمية بشرية مستدامـــة، فإننا نجــد أن ديننا الإسلامي الحنيف قد كفلها للطفل، كمــا المرأة، منــذ أزيد من أربعة عشر قرنــا. فهذا الرسول عليه أفضل الصلوات و السلام ، و الصحابة الكرام يصدعون في وصاياهم لجيوشهم  أن” لا تقتلوا امرأة أ و طفــلا…”. و هذا الرسول صلي الله عليه و سلم تأتيه امرأة  حـــامل فتقول له بثبات و إيمان ”  يارسول الله  إنني قد زنيت فطهرني”، فيردها الرسول حتى تضع ما في بطنها. ثم تأتيه بعد أن وضعته، فتقول يارسول الله طهرني، فيقول لها ارجعي حتي ترضعيه….أليــست هذه المواقف هي قمــة حمــاية الطفل و حفظ حقوق في الوجود؟

” لا تقتلوا امرأة أو طفــلا”. أجل عدم قتل الطفل يعني الاعتراف لهذا المكون الاجتماعي المهم و الهش بحقه في العيش ، أي حق اكتساب نعمة الأكل و الشرب و المسكن و الملبس، التي هي حاجات تتعلق بحق البناء البدني.ثم  إذا تضافرت الحقوق البدنية، فإن هذا يفضي إلي تعليم الطفل، أي حق التمتع بالحاجة الروحية التي هي اكتساب المعارف و العلوم. و بعد يبقى حق لايقلّ أهميــة و هو حق الطفل في الحماية ضد الانتهاكات الجسدية و منهــا التشغيل و الانتهاك الممارس ضده.و إذا ما تتبعنــا نص القرآن الكريم و التعاليم النبوية الشريفة، فسنجد أن الإسلام  يحث الآباء و الأمهات بل البشرية جمعاء علي معاملة الطفل ، كما المرأة، برفق و ليــن و رحمة و حنان و ألا يحمّلوه من الأشغال و المتاعب ما لا يطيق حتى يستوي و يبلغ أشده “و أما الجدار فكان  لغلامين يتيمين في المدينة و كان تحته كنز لهما و كان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما و يستخرجا كنزهما رحمة من ربك…الآية (الكهــــف82 ). أولا يكفينا لحماية الطفل و صيانة حقوقه اعترافنا له بأنه   طفل أولا و قبل كل شيء؟ و أن له من الحقوق ما لكل آدمــــي بغض النظر عن لونه أو جنسه أو جهته أو قبيله و فصيله. و هل تحتاج المجتمعات الإســلامية و الموريتاني خاصة إلي من يهديها سبل العناية بالطفل و إنعامه بحقوقه من غير تقصير أو نقصان؟ أم أن الغزو الفكري و الأخلاقي أحـــاط بالنساء و يتجه لاستحواذ الأطفال لتكتمل لوحة  العبث بالثوابت الثقافية و الحضارية و العقائدية لأمتنا العربية و الإسلامية ، ثوابت طالما شكلت شوكة في حلق المجتمعات الغربية التي لا تبرح تبحث عن نقاط ضعفنــا لجرنا معها في حضيض التفسخ و الانحلال.

حقوق المرأة… هكذا سنّوا البدع و بيتوا المكائد، فألبوا من بيننا من يقدسون أفكارهم السفيهة ،و يعيبون علي مجتمعنا التخلف و التقوقع. فنسوا أوتناسوا أن الإسلام وحده هو الذي كفل و يكفل للمرأة حقوقها البشرية كاملة  تجعل منها حــواء حقا لا دمية يتلاعب بها في الملاهي الليلية أو علي الشواطئ البحرية  ثم ترفس بالرجل علي المخلفة إذا ما قضي منها وطرا.

حقوق الطفل..! حماية الطفل. .!

هكذا قالوا …

… و جندوا من بيننا متخلفيـــن علميــا و عمليـــا وثقافيا و حضاريا ليسيروا علي نهجهم ، يتتبعونهم في جحورهم المدلهمة.و جهلوا أو تجاهلوا أن الملة الإسلامية هي أسبق  الملــل و أثبتها علي صيانة الطفل كنفس إنسية يحرم قتلها و الإعتداء عليها (و إذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت)، و حقوقه الكونية في الغذاء و الكسوة و المسكن و الحنان ( و الوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة و علي المولود له رزقهن و كسوتهن بالمعروف لا تكلف نفس إلا وسعها لا تضار والدة بولدها و لا مولود له بولده…الآية)( البقرة233)،حق الأبوة أي النسب ( ادعوهم لآبائهم…الآية) (محمد)،  بل إن الإسلام يذهب إلي أبعد من ذلك في إمتاع الطفل بحق الإشراك في اتخاذ القرار ! و الأدلة علي ذلك في الكتاب و السنة كثيرة.

فأي حقوق بعد هذه الكونية ستدعوننا منظماتنا و هيئاتهم إلي إحقاقها ؟ أم أن الأطماع المادية و الولع بكل ما هو غربي و غريب علي بيئتنا هي المحرك الذي يدفع بمجتمعنا ” المدني” لإجراء غسيل لأدمغتنـــا و تعبئتها بمصطلحات و مفاهيم و قيم و مبادئ و أخلاقيات و سلوكيات تقربنا زلفى إلي عبد الطواغيت ؟

نـــادوا علي حقوق المرأة…

وحمــاية المرأة…

 فعمـــوا أنهم أرادوها  عــاهرة ، متبرجة، ناكصة منكصــة ، مغيرة لخلق الله، فلا هي حيوانية  تقتنى  و لا هي آدميــة ترتضى.

عمــوا وصموا ، ثم عموا و صموا أنّ علي المرأة  حماية نفسهــا من نفسها. حقها الطبيعي في الأنوثة.

و هاهم  ينادون علي حقوق الطفل….

حماية الطفل….

ممـــن ؟ و ممــــاذا ؟

      ألم  يئـــن لهم – اليونيسيف ، الإتحاد اللوثري العالمي، الرؤية العالمية ، و من علي شاكلتهم- أن ينقذوا الرجال ب”إعلان عالمي  لحقوق الرجل” إذ  أن الرجل في أمس حاجة  لإعلان من هذا القبيل و خــاصة في  الأيام التي تسبق الأعيــاد. فرب رجل يتمتع بحقوق  أمميـــة تكفل له عدم اعتداء الطفل و المرأة…(و هلم جرا) عليه ،في مناسبات الأعياد و غيرها، بمصــاريف يعجز عن ادخار قدرها وزراء المالية و الشئون الاجتماعية.

التحرير.

 

اترك تعليقاً