صفحة الحركة العربية الأزوادية تكتب / حقيقة الأزمة!

أود الحديث في موضوع أثار الكثير من اللغط و من التجاذبات، موضوع الساعة في منطقة غرب أزواد ألا وهو “أزمة الارنب” المنطقة الواقعة في أقصى غرب ولاية تمبكتو و هو لعمري موضوع طال فيه الحديث و اختلط فيه الحابل بالنابل وشخصيا رأيت أنه موضوع لا يستحق كل هذا النقاش ولا تلك الخصومة لأنه من وجهة نظري واضح المعالم لا لبس فيه لمن أراد أن يعرف حقيقة الصراع الدائر هناك.

بلدية الارنب تقع ضمن منطقة تلمسي التي تتبع إداريا لدائرة ليره التابعة لولاية تمبكتو (الولاية السادسة في جمهورية مالي) لا يختلف إثنان أن البلدة تاريخيا استوطنتها قبيلة إيدلبة إحدى فروع قبيلة تجكانت ولا نزاع على ذلك فملكيتها لهذه القبيلة و لا أظن أن قبيلة ترمز الكريمة ادعاء ذلك لأن الوثائق موجودة و أرشيف المستعمر -على علاته- متوفر و لله الحمد.

أما قبيلة ترمز فأول استقرار لها في بلدة الارنب فكان في تسعينيات القرن الماضي و تحديدا عام 1997م بعد الرجوع الطوعي للاجئين الماليين من مخيمات اللاجئين في موريتانيا عقب التوقيع على اتفاقية السلام.

هذا من جانب و من جانب آخر ولمن له أبسط معرفة بالاتفاق المسمى اتفاق السلام الذي هو المرجع و الفيصل في كل ما له علاقة بالوضع السياسي و القانوني في دولة مالي حدد بما لا يدع مجالا للشك مناطق تتبع سيطرتها مؤقتا للحركات السياسية الموقعة على الاتفاق في انتظار تطبيع الوضع و رجوعه إلى سابق عهده و حينها لكل حادثة حديث.

هذا الاتفاق و البروتوكولات المتعلقة به حددت مدينة الارنب كنقطة من النقاط التابعة لحركات بلات فورم و تحديدا للحركة العربية الأزوادية و فيه يتم تجميع المقاتلين الذين سيندمجون فيما بعد بالجيش المالي المعاد تأسيسه على أسس وطنية واضحة كما هو الحال لنقطة خوبة رأس الماء و نقطة فيتا لحركات التنسيقية الأزوادية.

لقبيلة ترمز بعد ذلك الاختيار ما بين الفسطاطين، إن كانت تابعة سياسيا وحركيا لتنسيقية الحركات فالأكيد أن لاحق لها في الارنب و لتذهب بعيدا إلى إحدى النقاط المذكورة آنفا، و إن كانت تتبع لحركات بلات فورم فلامعنى لحرب الأشقاء.

و إن لم تكن قد حسمت وجهتها فلا مجال لقبيلة تحمل سلاحا في هذه المنطقة و في غيرها، أليس كذلك؟!

أم أنه من المستساغ أو المعقول أن تسمح هذه الحركة التي حصلت بعد جهد جهيد و مفاوضات شاقة و معارك سياسية و أخرى ميدانية على هذه المنطقة و بعد سنوات من الاستقرار و البناء و إرساء الأمن على هذه الربوع تتخلى عن كل ذلك لتسلمه على طبق من ذهب

-في سابقة هي الأولى من نوعها- أو مكون عسكري قبلي.

من خلال ما سبق يتضح زيف و كذب إدعاء البعض أن المشكلة ذات طابع قبلي، فقبيلة أولاد إعيش لم تدعي ملكية بلدة الارنب وليست لها خلافات تاريخية مع قبيلة ترمز الكريمة و إن وجدت فمراعي أولاد إعيش و آبارها و مظاعنها هناك في لكراكر و اظويه و لمكاسم و تودني ،هناك يمكن للقبيلتين حل مشاكلهما و الاحتكام للشريعة و الأعراف أو إن إرادا حلها بالقنا و الحسام فليكن.و إن كانت الشقيقة ترمز تدعي امتلاكها لبلدى الارنب فنقول لها هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين…

إذن لمن يريد أن يدخل في وساطة أو يحل ملف ما يسمى أزمة الارنب فينطلق من هذه المسلمات أما غير ذلك فهو مضيعة للوقت و لعب على الذقون أو محاولة لإعطاء من لا يملك لمن لا يستحق.

منطقة الارنب لجميع سكانها من عرب و طوارق و غيرهم لمن أراد تعميره أو تنميته أما من يريد تغيير الوقائع على الأرض أو اللعب في الوقت الضائع و امتلاك ما ليس له فهو واهم ، حالم أنار الله بصيرته.

صفحة الحركة العربية الأزوادية

اترك تعليقاً