مستشفى الأمراض السرطانية إنجاز مع وقف التنفيذ(عبدالله ولد القلاوي)

14018036_679424775548252_354084525_nما إن أعلنت نتائج الإنتخابات الرئاسية بفوز محمد بن عبد العزيز كرئيس للجمهورية الإسلامية الموريتانية، حتى بدأت الخطابات والوعود بالإنجازات وفي عديد المجالات، وهو في ذلك لا يختلف كثيرا عن غيره من الرؤساء، حتى توالت الأيام، فتحقق بعض ذالك، وهناك ما لم يتحقق، والبعض ما يزال قيد الإنجاز، في حين أن هناك ما تحقق ولم يكن ضمن المشاريع والوعود، لكن أمرا جوهريا لما ينتبه له الكثيرون، ربما يكون حتى فخامة الرئيس أحد هؤلاء، فمن بين ما تحقق على سبيل المثال: تطوير البنية التحتية، و تطوير القطاعين الصحي والعسكري، في حين أن شيئا لم يتحقق بخصوص التعليم، كما ما يزال مشروع مياه اظهر قيد الإنجاز، وفتحت جامعة العلوم الإسلامية في لعيون وعقدت القمة العربية في انواكشوط مما لم يكن ضمن المشاريع، لكن أخطاء أو نواقص ما تزال تشوه جوهر بعض هذه الإنجازات وهو ما لم ينتبه له الكثيرون، وكمثال على ذالك نتعرض لأحد أهم هذه الإنجازات وهو مستشفي الإنكولوجيا بانواكشوط( مستشفى الأمراض السرطانية ) تأسس هذا المستشفى برعاية سامية من رئيس الجمهورية وضم كوادر وطنيين يبدو أنهم متخصصون في المجال، كما تميز برقابة استثنائية على الأدوية ذات الصلة حيث أنها لا تباع خارج أسوار المستشفى، هي أمور يراد من ورائها على ما يبدو، أو حسب بعض التصريحات، تحقيق اكتفاء ذاتي للمواطنين، حتى تتوقف هجرة العلاج إلى الخارج، والتي ساهمت في تسريب الكثير من الأموال الموريتانية إلى تونس والسنغال على سبيل المثال بغض الطرف عن مردودها على خطوط النقل الموريتانية وشبابيك بيع جوازات السفر، فالإنجاز باختصار يسعى لوقف استنزاف جيوب المواطنين.
غير أن أحدا لا يمكن أن يقتنع بالموضوع عند ما يعلم أن الزائر لهذا المستشفى لن يتلقى علاجه قبل أربعين يوما من مكابدة الألم في انتظار فحص تكفلت إحدى العيادات الخصوصية بإرساله للخارج، لأن المستشفى المجهز بأحدث الوسائل لا يحتوي أجهزة أو آلات للفحص هذا مع العلم أن المرض قابل للإنتشار في منطقة أوسع من التي تعرضت للفحص السابق فهل سيتطلب الأمر انتظار أربعين يوم أخرى ليتأكد الطبيب المسكين أن المرض ما يزال محصورا في مكانه ؟ وهل سيتأسف المريض على ضياع وقته في ثقته العمياء بالمجهود الوطني؟ أم أن نبضات قلبه ستظل دائما تكرر :
بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي و إن ضنوا علي كرام
مع العلم أن استنزاف الجيوب قطعا أهون من استنزاف الصحة والوقت والجهد، ربما يكون الأسلوب التقليدي أكثر بلاغة في الرد على هذه التساؤلات، أو تكون مناصفة بين القديم والجديد إن جاز ذالك، حيث يتلقى المريض علاجه في الخارج ويعود لمتابعة مواعيده في الداخل كما يفعل البعض، لأن المستشفى المحلي أثبت أنه لا يستطيع تحمل المسؤولية كاملة.

الكاتب / عبدالله ولد القلاوي