النقل البري في النعمة :سلطة تنظيم أم سلطة استنزاف

قلة من سكان الحوض عامة و الناقلون خاصة من يدرك أهمية التنظيم عموما و بالأحرى إذا تعلق الأمر بالحركية و التنقل و النقل و ما شاكل ذلك .

سيارات أجرة متآكلة أشبه ما تكون بأشباح متحركة… سيارات رباعية الدفع لم تعد تسابق السلاحف… باصات تستخدم في البناء و الإعمار  تزعج بأعمدة دخانها و ضجيج محركاتها الفانية و توقظ الغول النائم في كهف الأعمـــاق… عربات عرجاء كأنها في تنقلها إوزات أصابها داء الروماتيزم فأثقل مشيتها…

إنها  وسائل(إن لم يكن المصطلح مجحفا) اعتمد عليها أصحابها في تحصيل ما يسد رمقهم و أسرهم اليومي، و قد لا يتعدي دخل سيارة الأجرة أو باص نقل مواد البناء..ما يمكن من  اقتناء  ربع كيلوغرام لحم و نصف كيلوغرام أرز.. من بعد تكاليف البنزين المرتفع سعره أصلا منذ مـرور قافلــة لشــــدان.

تقادم السيارات… و الفقر… و الحرمان …والنسيان في موريتانيا الأعماق و أعماق موريتانيا العميقة و ارتفاع سعر الوقود و ما إلي ذلك من النعوت و الصروف و القوافي والنصب و الجزم و الشد … كل ذلك لم يشفع لأصحاب نقلنا المزعوم  من ملاحقة سلطة التنظيم لهم في الشوارع ، في بطحاء النعمة ، في الأحياء و أزقتها الضيقة ،و إجبارهم علي دفع ضرائب و امتيازات ترجع لجيوب محصليها  دون أي خدمة تقدمها السلطة لممتهني ما يطلق عليه مجازا (( النقل في الحوض )).

اترك تعليقاً