بلدية النعمة، سرعة الأخذ و قلة العطاء

SAM_2320 SAM_2321 SAM_2324 SAM_2325 SAM_2326 SAM_2327 SAM_2329كثرت إبان الآونة الأخيرة شكاوى المواطنين من بلدية النعمة. هذه البلدية الحضرية التي يتولى تسييرها نخبة من المثقفين و أصحاب الرأي ما بين مدرس مخضرم م سياسي محنك من أبناء المدينة و الذين كان من المفترض أن يكونوا أكثر حرصا علي تنمية بلديتهم و وضع ساكنتها في أحسن الظروف من حيث تقديم الخدمات الاجتماعية الضرورية.و لا ننسى أن نذكّر بأن البلدية قد انتزعها حزب الإصلاح و التنمية (تواصل) من الموالاة في انتخابات 2013. و حين صعد هذه الحزب ومبادئه القيمة ظن سكان النعمة أن آمالهم في التغيير لن تخيب و أن القائمين علي البلدية نظرا لما يتمتعون به من طيب النفس و حسن العلاقة سيكونون علي مستوى تحمل المسئوليات حيال مواطنيهم ككل و الفئات الهشة بشكل خاص. فعلي النقيض من ذلك، تنكر حزب الإصلاح عبر سدنة تمثيله في بلدية النعمة, تنكر لجميع التزاماته، و ابتعد عن كل القيم التي طالما يصدع بها ، و أصبح شغله الشاغل جمع المداخيل ووضع الضرائب، و التغاضي عن القمامات و البرك و جثث الجيف المنتنة لشوارع المدينة و مرافقها العمومية ،و تهالك المرافق التربوية، و إغفال الصيانة ليس فقط عن مباني البلدية بل كذلك العزوف التام عن صيانة المرافق التابعة كالمجزرة و سوق الحيوانات علي سبيل المثال لا الحصر.
أجل، إن ميزانية البلدية يعتمد الجزء الأوفر منها علي الضرائب. أجل إن مخصصات التجهيز وتنفيذ المشاريع تحصل من مشاركات المساهمين ( تجار، مهنيون، مؤسسات خصوصية، مصاريف، ضريبة السكن، ضريبة علي الحيوانات….)هي نوع من التكافل الاجتماعي من أجل إنشاء و خلق خدمات ينتفع بها الجميع.و كل ما كان المواطن أي المساهم يجد أثرا باقيا و ملموسا لمشاركته كلما شجعه ذلك علي مضاعفة جهوده الجمعوية. أما إذا وجد المواطن المغلوب علي أمره نفسه بقرة يرضعها القيمون علي أمر بلديتهم ليل نهار لإرضاء مآرب الله أدرى بها فلم تمكن البلدية من الجباية ، ساعتـئذ لا يلام الفقير المعدم الذي أوقفت البلدية عربة كانت هي الضمان الأول في معيشته و عياله، و لا يلام ذوو الحاجات الخاصة الذين امتهنوا صنعة تغنيهم عن المسألة، و لا لوم ظني علي المتقاعد اللئيم حظه إن لم يتمكن من دفع الضريبة علي سيارته المتهالكة لأن عشرات الأمعاء الخاوية تنتظر عودته ببضع أواق لا تربت الجوع سوى لسويعات معدودة… علي قدر الأخذ يكون قدر العطاء ذا هو الوسام الحي الذي ينبغي أن تفاخرنا به بلديتنا المحترمة في الأيام القادمة و ليبدأ أولا و قبل كل شيء بالرفق بمواطنينا الضعيف منهم و المحتاج و القوي المستقيم علي حدّ سواء.

اترك تعليقاً