مركز الإستطباب بالنعمة : الواقع الأنكى أو وقف التنفيذ علي معرفة ما إذا السلحفاة أذكرا كان أم أنثى

bnhn (1)SAM_2338

تسود ساكنة الحوض الشرقي منذ ما يربو علي شهر و نيف حالة من الانزعاج و الحيرة نتيجة تعطل الخدمات الصحية في مركز الإستطباب بالنعمة.

و ليس السكان وحدهم الذين تعتريهم حالة الصدمة من واقع المركز بل و كذلك الطواقم الطبية إدارة و أطباء و ممرضين و عمال دعم و صيادلة…

يعاني مركز الإستطباب بالنعمة حالة مزرية  تجعل هذا المرفق الحيوي أشبه ما يكون مركّبا عمرانيا أتى الطاعون علي معمريه فذرأه خاويا علي عروشه إلا من مواء القطط الجائعة و ثغاء الغنيمات الضائعة في ليالي القطب الشمالي الطويلة.

  • مصلحة الحالات المستعجلة عابسة لا لقلة أو انعدام المرضى بل لافتقارها لأدنى المستلزمات العلاجية الضرورية لدى الأطباء و معاونيهم من الممرضين، بدأ بلوازم المعاينة و انتهاء بتقديم العلاجات و الحجز.

  • جناح الولادة لم يكن بأحسن حال من وقت عودة حنين بخفيه، و هو الجناح الذي كان من المفترض أن تولى له عناية خاصة لما لدوره في حياة الأم و الولدان النواتين الأهم في بناء و استمرار الجنس البشري. لا أخصائي التوليد  بحوزته من الأدوات الطبية لا يعينه علي غوث النساء الحوامل و المواليد الجدد، و ليس القابلات يملكن عصيا سحرية تستعين بها أثناء مساعدتهم لمرضاهن.

  • جناح الجراحة! و ما أدراك ما جناح الجراحة ! أدوات كأنها أخرجت لتوها من حفريات إرم الضائعة، مستلزمات التخدير تبخرت في الهواء مع تهاوي البرجين ، جراح و طاقم يخجلون من واقعهم أمام حالات الحالات المرضية التي لا تقبل التأجيل، غرف حجز خجولة كأن أفران شياطين سليمان أوقدت بداخلها.

  • جهاز الكشف بالأشعة( راديو) في إجازة صيفية منذ شهر أو يزيد قليلا، فلا يملك الفني القائم عليه سوى إلقاء التحية عليه من بعيد صباح مساء…

  • أجهزة الفحوص ربما آثرت التوجه إلي منطقة احميميم للفحص عن مكامن الذهب بدل تحمل أعمدة أتربة بطحاء  النعمة الثائرة.

  • جهاز تصفية الكلى يحتاج تصفية نفسه ليستعيد خلقته الصناعية.

  • الصيدلية الداخلية خالية رفوفها إلا من بقايا غبار نسيتها رياح السموم أيام رحلتها الصيفية ،و إلا من بعض أقراص الأسبرين، وإلا من إبر الوخز، وإلا من حفنات يتيمة من القطن..

  • جناح الحجز الطبي يغص بالأطفال و النساء و العجزة المرضى ينتظرون بأسى و حزن علاجات لا يملك الأطباء منها سوى قسمات الحنان و الشفقة.

  • أجهزة التبريد متعطلة لأنها صممت أصلا للكسل و لتوزيع الحرارة لا البرودة.

  • الميكروبات و أنواع الأجسام الغريبة في حل من أمرها نظرا لافتقار العمال اليدويين إلي مواد وآليات  التعقيم.

  • إدارة متوارية عن تحمل مسئولياتها الأخلاقية و الاجتماعية لأن ليس لها من الأمر شيء و لا هي تملك رخصة تصنيع لترقع مرفقها بما هو ضروري، و لا هي تملك قرار التصرف لاقتناء المستلزمات الطبية التي لا غنى عنها في تأخير المستشفى من النوم رمسه.

حيال هذا الواقع المر، يجد المواطن و بعض الأطقم الطبية أنفسهم رهم اعتقال  التسليم و الرضا عسى أن ياتي الله بالفتح أو بأمر من عنده. و يظل الأمر الشائع بين  أوساط  ساكنة الحوض الشرقي عامة ، و ساكنة النعمة خاصة  و الذي لا خلاف عليه هو أن وزارة الصحة الموريتانية أعطت تعاليمها الصارمة للسلطات الصحية في ولاية الخطابات التاريخية و صناديق الولاء، في عاصمة ولاية الوزارات الأولى، أن تغض القول و السمع و البصر و التفكير حتى علي رداءة خدمات مركز النعمة إلي حين اكتمال و تجهيز المركب الطبي الجديد.

فإلي حين قطع شريط افتتاح الخدمات في مركبنا المرتقب سيرزح مرضى الحوض و مقاطعاته تحت تهديد المعاناة والانزعاج و التنقل بين المرافق الصحية في الولايات الأخرى.

فهل يترك الأبرياء هكذا يقضون ؟فقط لأن رعمسيس أوقف التنفيذ إلي حين تبيين ما إذا السلحفاة أذكرا كان هو أم  أنها أنثى.

التحرير

اترك تعليقاً