حتى لا يظن المعتوه بنا وهنا.

حين تحاول الحمير تغليب نهيقها على أنغام مزامير داوود… حين يظن المغفل أن بصاقه قد يفيد الأرض أكثر من نفع السحاب… حين تظن عمياء اليمن أنها ترى أحسن مما تبصر زرقاء اليمامة… حين يظن معتوه لبس عمامة ليس أهلا لها مستغلا حب الناس لخير الناس، أنه قد يطفئ نورا أوقد من شجرة مباركة تمتد عروقها للمصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام… فذاك لعمري غاية الغي…
غوى فسكتنا، لكنه تمادى في غيه، وظن أن ناج بفعلته، بل وزينها له الشيطان، وغدا يسب الشيخ الرضى يمنة ويسرة، والشيخ ليس من عادته أن يرد الشحناء بالبغضاء، بل على العكس كانت أوامره لمريديه صارمة أن ادفع بالتي هي أحسن..
لكن سيل سباب الرجل بلغ زباه، ومضى غير آبه بمشاعر الناس ممن يحبون المصطفى ونسل المصطفى، يزيد طين غيه بلة، وما كان لنا ونحن من عرفنا الشيخ ومريديه وعايشناهم سراءهم وضراءهم أن نسكت فنبوء بآثامنا وآثام الرجل…
أيها البائع أخراه بدنياه، أيها المتاجر في أعراض الطيبين من خلق الله، المتواضعين لله، الزاهدين في الدنيا… إنك تصطاد في ماء عكر، فانزع عمامة غيرك والبس قلنسوة من جندك فما أنت وأيم الله فيما تقول بمصدق نفسك أحرى غيرك…
أترى – وأنت من أنت- أن كل ذنب الشيخ يا هذا أنه لم يسايرك في جمع الأموال على كواهل فقراء يحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم.. لأجل دنيا هو أحقر لها من آكل لحم أخيه ميتا!!؟
لا والله وألف لا… وأنت أعلم وأدرى… ما كان للشيخ وهو من هو علما وتقى وزهدا، وورعا عن ما في أيدي الناس.. أن يسايرك فيما تصبوا إليه…فتقيأ ما شئت من صديد .. واقض ما أنت قاض، إنما تقضي هذه الحياة الدنيا..
إني لك يا هذا ناصح أمين… إن كنت تظن أن من جندوك يحمونك… فتأكد أن للشيخ ربا سيحميه… وإن غدا لناظره قريب…

بقلم /بادو ولد محمد فال امصبوع

اترك تعليقاً