أحمد ولد آبه يدعو لإعادة هيكلة قطاع الثقافة لخلق إدارة معنية بالثقافة الموسيقية (مقابلة مصورة
اعتبر رئيس المكتب الموريتاني لترقية الموسيقي أحمد ولد آبه، في مقابلة حصرية مع وكالة “موريتانيا اليوم ” ، أن الفنانين الموسيقيين في موريتانيا هم أكثر فئات الشعب تضررا لتأثيرات جائحة “كورونا” التي اجتاحت العالم وعطلت حالة الأنشطة الاقتصادية في دوله؛ مبينا أن مصادر عيش الفنانين الموريتانيين تنحصر في عائدات الأنشطة التي يمارسونها والمتصلة أساسا في إنعاش الأماسي والسهرات الثقافية، والمناسبات الاجتماعية والحملات الانتخابية والمهرجانات السياسية؛ وقد توقفت كل تلك الأنشطة والمظاهرات بفعل تفشي هذه الجائحة.
وأوضح ولد آبه أن الفن الموسيقي الموريتاني لم يجد العناية والمكانة التي تمكنه من الاستمرارية والتطور في ظل الدولة الحديثة؛ عكس المهن الحرفية والصناعات التقليدية التي وجدت مراكز التكوين المهني وعكس التعليم المحظري الذي فتحت له معاهد مؤسسات حديثة مكنت خريجيها من الاندماج في المنظومة التربوية الوطنية وبالتالي الولوج للعمل والتوظيف.
وأضاف رئيس المكتب الموريتاني لترقية الموسيقى أن غياب هذا النوع من المعاهد والمدارس الخاصة بالموسيقى في البلد، عكسا لباقي بلدان العالم، ساهم إلى حد كبير في بقاء الموسيقى الوطنية بنفس مستواها التقليدي ونفس أدواتها وآلياتها القديمة، ما فرض على الفنانين البقاء ضمن نفس الطريقة البدائية في تعليم فنهم والقائمة على التلقين والتدريب الفردي المباشر.
ونوه ولد آبه بما وصفها باللفتة الكريمة من رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني المتمثلة في منح دعم مالي لهذه المكونة الثقافية الوطنية؛ مبرزا أن هذا الدعم الذي جاء في ظرفية تفشي وباء “كورونا”، تعتبر الأولى من نوعها في تاريخ البلد وتؤكد رسوخ النظام الديمقراطي الجامع في البلد والذي يقوم على الاهتمام بجميع المكونات الوطنية وتجسيد إشراكها في كل الجهود الوطنية الهادفة للرفع من مستوى مختلف تلك المكونات.
ودعا إلى مراجعة هيكلة وزارة الثقافة باعتبارها القطاع الوصي على الفن والموسيقى من أجل استحداث إدارة أو مصالح تهتم، حصريا، بالمهن الثقافية المختلفة ومنها الفن الموسيقي مع العمل على إشراك أطر من هذه الفئة في تسيير وإدارة تلك المصالح المختصة؛ علما بأن من بين شباب تلك الفئة حملة شهادات عليا في مجالات متعددة والكفاءات عالية