توتر ونذر حرب بين موريتانيا و السنيغال
تصاعدت وتيرة التوتر بين حكام العاصمة الموريتانية نواكشوط وحكام العاصمة السينغالية دكار خلال الساعات الأخيرة بشكل كبير، وسط مخاوف من انزلاق البلدين إلى حرب عسكرية مفتوحة، إذا أستمترت مغامرة “مكى صال” بغامبيا، وتعرضت الجالية الموريتانية لخاسر فى الأرواح أوالممتلكات على أيدي الغزاة الجدد.
مكى صال الذى رفض مقترحات الرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز بشأن الأزمة الغامبية بشكل صريح. أعلن دخول قواته إلى غامبيا من ثلاثة محاور (ولو إعلاميا فقط)، رافضا أي تفاوض مع الرئيس المنتهية ولايته يحي جامى، أو افساح المجال للجهود التى يبذلها بعض زعماء القارة من أجل الخروج بتسوية سياسية مقبولة ، تضمن الإنتقال السلس للسلطة فى بانجول، وتضمن للرئيس المنتهية ولايته مخرجا آمنا هو ومجمل أركان حكمه خلال العقدين الماضين.
لكن بعض الأوساط المقربة من دوائر صنع القرار فى موريتانيا كشفت لموقع زهرة شنقيط عن حالة من الغضب غير المسبوقة لدى الرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز من جاره المتحمس للأجندة الفرنسية بالقارة السمراء، وسط مخاوف من تداعيات القرار الذى أتخذته قوات “الإكواس” على أمن المنطقة وخصوصا الجالية الموريتانية بغامبيا أكبر جالية إفريقية بالبلد المعرض للغزو الخارجى.
الحكومة الموريتانية وفى اتصال مباشر مع السينغاليين حملت الرئيس مكى صال مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع الأمنية ببانجول، معتبرة أنها ستتعامل مع نتائج الغزو السينغالى المفترض لغامبيا بقدر كبير من الحزم والجدية، وأنها لن تتهاون مع أي اعتداء يتعرض له مواطنوها من قبل الجيش السينغالى أو القوات المتحالفة معه خلال معركتهم المفروضة بضغط غربى.
وتنظر نواكشوط بقلق بالغ إلى امكانية تكرار القوات السينغالية المندفعة لغامبيا لسيناريو 1989 من خلال استهداف الأجانب المستثمرين فى غامبيا أو تمكين العصابات الإجرامية من العبث بأمن البلد بعد تقويض النظام القائم فيه، وهو أمر عاشته العديد من الدول الإفريقية المشابهة خلال تعرضها لغزو خارجى، مهما كانت قوة وحجم التحالف المشارك فيه والأهداف المعلنة من قبل صناعه.
زهرة شنقيط