نص خطاب وزير الداخلية أمام الولاة وحكام ولايات لعصابة والخوضين

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

السادة الولاة
السيد رئيس الجهة
السادة الحكام
السادة العُمد
أيها السادة والسيدات

عملاً بتوجيهات فخامةِ رئيسِ الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، قَرّرتْ وزارةُ الداخلية واللامركزية، تنظيمَ سلسلةٍ من الملتقيات التوجيهية و التكوينية لصالح السلطاتِ الإداريةِ والبلدية على عُموم الترابِ الوطني، تعزيزاً لقُدُراتهِم ودعماً للامركزية والتنمية المحلية، استُهِلتْ بملتقى لصالح رؤساءِ الجِهاتِ، تم تنظيمُه في انواكشوط.
وهذه هي المحطةُ الثانيةُ من تلك المُلتقياتِ، وستكون في دَوَراتٍ مُتتالِية:
– أُولاَها في مدينة لعيون لصالح ولاياتِ الحوضين، ولعصابة، وهي التي نفتتحها اليوم؛
– والثانية في مدينة كيهيدي، لصالح ولاياتِ كوركول، وكيديماغا، ولبراكنة؛
– والثالثة في مدينة أطار، لصالح ولايات آدرار، واينشيري، وتيرس زمور، وداخلت انواذيبو، وتكانت؛
على أنْ تحتضِن مدينة روصو دورةً لصالح السلطاتِ الإدارية والبلدية في الترارزة وانواكشوط.
وسيُختتم هذا المسلسل بالمؤتمر العام للعُمد، قبل نهاية السنة الجارية بحول الله.

أيها السادة والسيدات،
إن ترسيخَ اللامركزية، ودعمَ التنمية المحلية، يشكّلان إحدى ركائزِ رؤيةِ فخامةِ رئيسِ الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، لبِناءِ تنميةٍ مستديمةٍ شاملة. فقَناعَةُ فخامتِه، أنّ إدارةَ التنميةِ في بلادنا، انطلاقاً من المستوى المركزيِّ حصْراً، لا يُمكنُ أن تكونَ ناجعةً على النّحو المُؤَمّل.
ذلك أنّ وطنَنا مُترامِيَ الأطْرافِ، والتقرّي فيه عشْوائيٌّ، في الغالب، والتسْييرُ من المُسْتوي المركزيِّ لا يُتيح، بالقدْر اللازمِ، إشراكَ السّاكِنةِ في تدْبيرِ تنْميتِها المَحلّيةِ، الذي هو شَرْطٌ ضَرورِيٌّ في نجاحِ البرامجِ والمشاريعِ التنمويةِ.
فالتنميةُ التي تنْعكسُ إيجاباً على حياةِ المُوّاطنِ اليوميةِ، لا يُمْكنُ أن تمُرَّ إلا من بَوابةِ الحَكَامةِ المَحليّةِ.
ولِذا، ركّزتْ الحُكومة على ترقيةِ اللامركزيةِ ودعمِ الحكَامة المحلية.
فوضعتْ استراتيجيةً وطنيةً للامركزية، وأنشَأتْ المجلسَ الأعلى للّامركزية، وتعملُ الحكومة على زيادةِ الدّعمِ الماليِّ للسلطاتِ البلديةِ والمجالسِ الجهويةِ بالتوازي مع نقْل الصلاحياتِ إليهم، بشكل تدريجي.
غيْر أنّ مجهودَ السلطاتِ العموميةِ، بالغاً ما بَلَغَ، لن يُؤتِيَ أُكْلاً إلاّ بِقدْر ما تُواكِبُونَه من خِلال القُربِ من المُوّاطنِ، والاطّلاعِ الدّائمِ على أوْضَاعِه، وبالمُتابَعة المنتظِمةِ واليَقِظةِ لِما يُنَفّذً من مشاريعَ وبرامجَ في دَوائرِكُم.
و يتطلبُ ذلك تعْميقَ إدْراكِكُم لتحدّياتِ اللامركزية والتنمية المحلّية، ودعمَ قُدُراتِكُم في التخطيطِ والاسْتِصْلاح التُّرابي، وتسييرِ الإشْكالاتِ الحضريةِ، وفي التسييرِ الإداريِّ والمالي والتقنياتِ الجديدةِ للاتّصالِ كأداةٍ لتسييرِ وعصْرنةِ الإدارة.
وهذا بعيْنِه هو الهدفُ من تنظيمِ هذا التكوينِ الذي أرجو لكم منه جَمّ الاستفادةِ، مُعْلناً ـ على برَكةِ الله ـ افتتاحَه.
أشكرُكُم والسلام عليكم.

اترك تعليقاً