فشل الجيش من فشل المجتمع! / محمد الأمين سيدي بوبكر‎

عند كل إخفاق عسكري أو هزة أمنية نحاول بطريقة أو بأخرى خطأ تحميل المسؤولية للمؤسسة العسكرية وأجهزتها الأمنية وإن كانت قد لا تكون كالذئب من دم يوسوف لعاملي التفريط والتساهل إن لم أقل التواطؤ، إلا أننا نحن في المقابل لسنا إلا إخوة يوسف..!

ففشل المؤسسة العسكرية وأجهزتها الأمنية نابع من فشل المجتمع ونظرته الدونية للمؤسسة العسكرية – فرداءة المُنْتَجْ من رداءة المادة – وكما تزرع تحصد – والجزاء من جنس العمل.

فالمؤسسة العسكرية عندنا باختصار قمامة بشرية أو مكب للنفايات البشرية، والولوج إليها بالنسبة للمنضوين تحت لوائها والطامحين للانضمام إليها ضرورة وليس اجتيار وإكراه وليس قناعة، ومشروط بامتلاك الوساطة وليست الكفاءه، وهذا وار للعيان ولايستطيع أي مكابر منا إنكاره، إذ ينقسم المنتسبون إلى المؤسسة العسكرية – إذا ما استثنينا أبناء قادة المؤسسة “وكفى بهم فشلا وفسادا وتدليلا وانحطاطا وانحلالا وسفالة” – إلى قسمين رئيسيين وكلاهما مكره لابطل.
1. شاب متسرب من الدراسة منحط أخلاقيا معدم ماديا.. إلخ، – جمع المساوئ كلها – وصار “لا ناهي ولا منته ولا يطلب العفو عند الله” حينها يضطر ذووه لإرغامه على (الخدمة العسكرية) أو تشويه المؤسسة العسكرية وتمييع الخدمة بالأحرى، وهذا هو الأكثر.
2.  شاب أعيته البطالة واستبد به الفقر والعوز وأغلقت كل الأبواب في وجهه حتى سئم تكاليف الحياة، وكاد يلقي نأيده للتهلكة في هذه الحالة يضطر للبحث عن وساطة ل (الخدمة العسكرية)، وهذا ليس بالقليل.
ومع ذالك كله نريدهم أن يكونوا أشخاصا مثاليين إن لم أقل ملائكيين وكأنهم ليسوا هم – التعساء السفهاء الجهلاء الأغبياء الحمقاء “الخارجين من بين الإبط والمرفق”… إلخ.
#لا_لجعل_المؤسسة_العسكرية_مكبا_للقمامة_البشرية

اترك تعليقاً