القمة الروسية الإفريقية.. موسكو تريد إفريقيا بديلا عن الغرب

انطلقت في مدينة سوتشي الروسية صباح اليوم أعمال أول قمة روسية إفريقية، ومنتدى روسيا إفريقيا الاقتصادي، بمشاركة أزيد من 40 رئيس دولة إفريقية، بينهم الرئيس المالي السيد إبراهيم بوبكر كيتا .
وقد أشرف على انطلاق القمة الروسية الإفريقية، التي تستمر يومين، الرئيسان الروسي فلادمير بوتين، والمصري عبد الفتاح السيسي، بصفته رئيسا دوريا للاتحاد الإفريقي.
وتمثل 11 دولة إفريقية في هذه القمة من طرف نواب رؤسائها، أو وزراء خارجيتها، أو سفرائها، كما يحضر القمة قادة وممثلون عن عدة منظمات إفريقية، كالاتحاد الإفريقي، والمجموعة الاقتصادية لدول وسط إفريقيا، واتحاد المغرب العربي.
#ملفات القمة
يهيمن الملف الاقتصادي على أعمال قمة روسيا إفريقيا، ويؤكد ذلك، الإعلان عن تلقي 10 آلاف ممثل عن قطاعات اقتصادية مختلفة في إفريقيا دعوات للحضور إلى سوتشي.
وقال الرئيس الروسي فلادمير بوتين في كلمة ألقاها خلال افتتاح أعمال القمة، إن موسكو تسعى في غضون السنوات الأربع أو الخمس المقبلة، إلى “مضاعفة حجم تبادلها التجاري مع إفريقيا”، مضيفا أن بلاده عملت حتى الآن على شطب “20 مليار دولار من ديونها على إفريقيا”.
ويقول المختص في العلاقات الروسية الإفريقية أندري ماسلوف، في حديث مع “إذاعة فرنسا الدولية” إن “روسيا تريد قبل كل شيء تعزيز صادراتها نحو إفريقيا”، مضيفا أن مقاربتها بذلك “تختلف عن مقاربات الصين وأوروبا”.
ويعتبر السلاح، من بين أبرز المنتجات التي تصدرها روسيا إلى إفريقيا، خصوصا منها الجزائر ومصر، وتسعى البلاد كذلك إلى توسيع نطاق تبادلاتها التجارية مع القارة الإفريقية خصوصا في مجالي الحبوب الزراعية، والمنتجات النفطية والغازية.
#أرقام ومشاريع
تحاول روسيا جاهدة التغلب على تراجع حضورها بالقارة الإفريقية، لحوالي 3 عقود، صعد خلالها بشكل قوي ومتزايد الحضور الصيني والأوروبي.
وقد وصل حجم التبادلات التجارية بين روسيا وإفريقيا عام 2018 حوالي 20 مليار دولار، وهو ما يعني نصف حجم مبادلات فرنسا مع القارة، وهو أقل 10 مرات عن مبادلات الصين مع إفريقيا.
وتحاول موسكو تلافي عدم التكافؤ في مبادلاتها التجارية مع إفريقيا، حيث إن نسبة 80% منها موجهة إلى شمال القارة، وهكذا فقد أصبحت لها مشاريع تعاون مع الكونغو وزامبيا ورواندا في مجال “الاستخدام السلمي للطاقة الذرية”، وفي “استخراج الماس والطاقة الكهرومائية” مع أنغولا، وأخرى في مجال “استخراج حقول النفط” بالدول الساحلية لخليج غينيا.
ويوجد لدى موسكو تعاون مع أبوجا في مجال “الطاقة النووية”، وقد بنت أكبر محطة للطاقة النووية في مصر، وأول محطة للطاقة الشمسية بجنوب إفريقيا.
وعلى الصعيد المغاربي تقدر نسبة حجم التبادل التجاري بين موسكو والجزائر ب0.8%، مقابل 1.1% كحجم صادرات، فيما يتساوى حجم الصادرات والواردات والتبادل التجاري بينها والمغرب، حيث يصل نسبة 0.2%.
وفي تونس تصل نسبة حجم التبادل التجاري، والصادرات الروسية إلى البلاد 0.1%، مقابل 0.05% كنسبة واردات.
#العزلة الغربية.. والملجأ الإفريقي
ساهمت تزايد العزلة الروسية من طرف الغرب خلال الأعوام الأخيرة، في جعل موسكو تيمم وجهها شطر القارة الإفريقية، التي ظلت غير مدرجة في أجندة سياستها الخارجية حتى وقت قريب، عكس ما كان عليه الحال خلال الحقبة السوفياتية.
وهكذا بدأت روسيا تولي اهتماما كبيرا للقارة الإفريقية، تبتغي من وراء ذلك خلق علاقات بديلة وتكاملية مع دولها، وذلك من خلال 3 مداخل رئيسة هي التبادلات التجارية، وعقود السلاح، والدبلوماسية.
وقد جعلت روسيا في صدارة سياستها الإفريقية، بالدرجة الأولى الدول بالأساس الدول الإفريقية متوترة أو ضعيفة العلاقة مع الغرب، كما هو الحال بالنسبة لكل من زيمبابوي والسودان وجمهورية وسط إفريقيا.
لكن المفاتيح الثلاثة في سياستها الخارجية تجاه القارة “الدبلوماسية والتجارة واتفاقيات الأسلحة” باتت مفعلة، وتأخذ أبعادا متعددة ومختلفة مع عشرات الدول الإفريقية، ولديها مساع ومطامع للانتشار والتوسع بالقارة، لتنافس لاعبين دوليين آخرين كالصين والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا.

وكالات

 

اترك تعليقاً