النعمة هل من مغيث
إن عناية فخامة الرئيس بمواطنيه ليست بالجديدة أينما حلّ زائرا في انواكشوط أو في ولاياتنا الداخلية ، و لكن من الملفت جدا هل القائمون علي المرافق العمومية يلتزمون بتنفيذ تعاليم و توصيات و توجيهات أعلي سلطة في البلد أم أنها توصيات فقط هي من باب مجاملة المواطن و بعث روح الصبر فيه و التريث و العيش علي الأمــل؟ فإن لم يكن، فعلي الأقل في النعمة ( عاصمة الخزان الإنتخابي و عصماء الخطابات التاريخية) سرعان ما ينسى أو يتناسى القائمون علي المرافق العمومية توصيات رئيس فقراء الحوض الشرقي. و يتجلى ذلك من خلال الإهمال الطبي الكامل ( راجع مقالتنا حول الصحة). هذه اللامبالاة تتجسد من خلال التعطيش المقصود لساكنة المدينة. لا ماء اظهر وصل، و لا ماء ابحيره و السدرة طرأت عليه تحسينات تستحق الذكر.
و في مجال التعليم نذكر أن رئيس الجمهورية أعطي التعليمات لوزراء التهذيب لإعطاء عناية خاصة لاستقبال تلاميذ الولاية في ثانوية التميز. و ها قد أفل نجمهم و أفلت معهم تعليمات السيد الرئيس.
نتمنى لو أدي السيد محمد ولد عبد العزيز زيارة مفاجئة للمستشفى الجهوي بالنعمة، هذا المرفق الذي زاره أكثر من مرة و جهزه بما أمكن.
نتمنى لو قام السيد الرئيس بزيارة مباغتة لمدرسة الصحــة بالنعمة، هذا المرفق العمومي النفيس الذي فيه ما يقال من انحراف بمستوى 225 درجة عن الأهداف و الغايات التي أوجد من أجلها.
نتمنى لو اطلغ رئيس الفقراء علي دكاكين أمل في النعمة ، علي المسمكة، علي المعايير التي اتبعت في اكتتاب عمال شركة ألبان النعمة الناشئة.
نتمنى علي الرئيس لو زار ثانوية الإمتياز بالنعمة هذا المرفق التربوي الذي يحتاجه أبناء الولاية مادام يشجع تمدرسهم و الحيلولة دون توجههم إلي مؤسسات انواكشوط و غيرها من كبريات مدن البلاد، فبدلا من تذليل العقبات أمام تلاميذ الولاية لولوج هذا المرفق، توضع كل مقاييس التشديد و التنفير و الإحباط …و يكأن وزارة التهذيب لا يرضيها أصلا أن تنعم النعمة بثانوية من هذا الطراز… و الأخطر من هذا أن الدولة تنفق الآن مئات الملايين لبناء و تجهيز الثانوية. فإن لم يواكب ذلك لفتة كريمة و تقديم بعض التنازلات لصالح الطلاب، ستبقى المؤسسة رهن الإخفاق و الإغلاق .و إلا كيف يعقل ضمان استمرارية الثانوية بوجود 4 تلاميذ فحسب و هم إلي حد اللحظة مجموع من سيتم بهم افتتاح السنة الدراسية المقبلة.
هذه هي حال بعض المرافق العمومية الحيوية في النعمة…المرافق التي يرتبط المواطن يوميا ارتباط الظل بمصدره. فهل من مغيث ينتشل هذه المرافق قبل بلوغها طور الأمل في خدمة المواطن؟