الأدب الحساني إبداع وتنوع (الكاتب سيد الخــير اخليهن بمدينة النعمـة )

 

Image1أنجز  المبدع و الأستاذ نجاح يوسف كتابه المعروف مبادئ الأدب الحساني وقد صنف  هذا العمل من قبل الدارسين والباحثين والمهتمين  بأنه   بحث قيم في مجال الأدب الحساني , قمة في الروعة والإبداع وكما انه المرجع الأساسي والوحيد من حيــث المنهج العلمي والأسلوب الفني المتميز لهذا النـــوع  الأدبي كما ربط ربطا محكما بين الفن و الأدب(  ازوان و لغن) و برهـــن  علي  قوة و صدق الهاجس الكامن لديه والذي عبر عنه  الأستاذ لحبيب عيديد  فــــي تقديمه للكتاب بعبارات ساخنة تخرج من جذور التراث وتنمـــــو و تترعرع في رحم هذه الحضـــارة الضاربة في عمق  التاريخ والجديـــرة بالدراسة والبحث والتحليل وقد اخترت الفقرات الأخيرة لتقديمه  لأنــها التعبير الخالد عن  التراث الحي  والضمير الجمعوي لهذا المجتمـــــــع الواحد وهي الآتي : /   ولعل الهاجس الذي يحركنا – ويحرك  المؤلف طبعا – هو الواجب الثقافي  الذي يفرض علينا تحمل المسؤوليـــــــــة التاريخية,للتعريف به وصيانته ومقاربته لاكتشاف كوامن حقيقتنــــــا  وحماية هويتنا الحضارية ……وهي لا شك واحدة من مسؤوليـــــــات الكتابة …………./

ولعل جل البحوث  والتي  قيم  بها  حتى الساعة لا  يتجاوز حدود    عملية الجمع والترتيب والغربلة  لنصوصنا الأدبية و الأمثلة علي ذلك كثيرة ومتنوعة فالدواوين القديمة  كديوان ســـــدوم ولد انجرت  والمسمي   ديوان الشعر الشعبي  عن المعهد الموريتاني للبحث العلمي 1996  وان كانت أبعده المختلفة قد  طبعها واقعه السياسي والاجتماعي وكذلك معانيه اللغوية جاءت من قاموس نادر لم يعد بوسعنا فهمه في أيام العولمة و الثقافة التكنولوجية والكونية  المتسارعة وان كان لونه الأدبي  سيظل

إرهاصا أوليا يضع قواعد الفن ويؤسس له وسيظل حاضرا  في قلوبنا لأننا نتمسك بتراث هذا المجتمع

    رغم عاتيات الزمن والأمثلة الحية علي شعره الرفيع كثيرة جدة وقوية جدا  وقد اخترنا هذه الطلعة في مدح خير البرية  عليه ازكي الصلاة والسلام

1

 

  وكذلك ديوانين أخري قد شهدت النور كديوان محمد بن آدب عن المعهد الموريتاني للبحث العلمي 1994 والمعروف  فتنوعت الأغراض و ابتعدت عن الشكر والفخر  والولاء  للإمارة والقبيلة   وتطور السبك اللغوي وانبهرت  المعاني وتعلق بحب  الوطن وطار أشواقا في البحث والتعلق بالمحبوبة وقد اخترانا هذا المقطع لدلالاته الفذة علي  حسه  الوافر وعباراته السلسلة والجذابة والأخاذة للقلوب  :

            هذا هو الكــــاف

2

و أما الطلعة فجاءت بكل معاني الجمال والرونق  وهي كالأتي :

3

وفي مطلع الاستقلال ومع وجود أنظمة سياسية  ومؤسسية معاصرة و مغايرة  تماما  للنط التقليدي دخل الإعلام الساحة الثقافية فكان للإذاعة  دورها البارز في نشر ثقافة الأدب الشعبي وظهرت أرقام صعبة لا يمكن تجاوزها وبرزت شخصيات لامعة كالأستاذ محمدن ولد سيد ابراهيم  صاحب كتاب تهذيب الأفكار في أدب الشعر  الحساني المختار و هو مرجع أساسي ومبسط جامع جمع  التراث الشعبي ونظمه  كما ظهر الأستاذ  الرصافي معروف وبرنامجه المتألق  وكان الأستاذ همام  قد ترك ديوانه القيم في جزئيه الأول والثاني والذي يعد  إرثا علميا وأدبيا لا يستهان  به  كما ترك مساجلاته الخالدة مع فحول الأدباء  وترك مدائحه النادرة والأخاذة للقلوب في مدح رسول الله صلي الله عليه وسلم .

وقد كانت مساهمة الأستاذ  بوكي ولد اعليات في  الأدب الشعبي  قد أصلته  وحاولت تدوينه وتنظيمه كما أنها  نشرته  بالصوت المترنم والجرس السلس فنوعت الإبداع ووزعته حسب المناطق والمواقع الجغرافية كما أنها كانت مثار حجاج وجدل للنزاعات الأدبية والادعاءات الكثيرة   في صميم المواد الأدبية المتاحة في حدود التراث  الشعبي والذي كان ينحصر أساسا في الروايات الشفهية المحورة من مكان لأخر  ومن منطقة لآخري  والمنسوبة من شخص لأخر وقد ترك لنا مرجع هام و أساسي و المتمثل  في  ديوان متاح  وهو   موسوعة الشعر  العربي الحساني لغن  الجزء الأول  الحوض الشرقي و الحوض الغربي.

وقد ساهمت بحوث دسمة تعلم الأدب وتبسط  البحور كجامع التراث الشعبي- لغن ازوان و الأمثلة الحسانية مع مضاربها في كفان – لمؤلفه  باب احمد ولد البكاي 2005  والذي جمع  الأدب والفن و قد قدم له الأستاذ حمدا ولد التاه  فزخرفه ونمقه  برأي العالم والمفكر والفقيه في قضايا الأدب والفن فجعله نبراسا يضئ لمن يريد أن يستفيد من التراث الأدبي الخالد و يفهم القواعد الفنية والثابتة والمتعارف عليها في ثقافة المجتمعات العربية الناطقة باللهجة الحسانية  وظهرت كتب وكتب مثل بلوغ الأماني من تقعيد  وتأصيل الأدب الحساني ومن سيرة النبي  العدناني ,- صلي الله عليه وسلم  لمؤلفه محمد الأمين  بن احمد بمبا (لكويري)1998  وقدم كتاب- كيف نتعلم لغن بدون معلم لمؤلفه المختار بن كاكية- طريقته التربوية للشباب المتمسك بتراثه والمحافظ علي أصالته حتى  لا يذوب في   فضاء العولمة 

اترك تعليقاً