رصد لأهم ردود الفعل على إطلاق سراح ولد امخيطير

أثار قرار محكمة الاستئناف اليوم الخميس في نواذيبو القاضي بإطلاق سراح المتهم محمد الشيخ ولد امخيطير جدلا قانونيا و سياسيا و حقوقيا واسعا في البلد، بين منتقد له و متحفظ عليه.

فبعد أن مررت محكمة الاستئناف بولاية داخلت نواذيبو حكما يقضي بإطلاق سراح المتهم محمد الشيخ ولد امخيطير بشكل إجرائي، ويتمثل الحكم في السجن سنتين اثنتين وهي الفترة التي قضى المتهم أكثر منها داخل السجن منذ إيداعه مطلع العام 2014 مع إلزامه بدفع غرامة بلغت 60 ألف أوقية.

و نرصد لكم في هذا التقرير أهم ردود الفعل القانونية و السياسية و الحقوقية على هذا القرار:

جدل قانوني:

ثمّن المحامي و القيادي في حزب اتحاد قوى التقدم المعارض لوغورمو عبدول – في تدوينة له ترجمها موقع الصحراء- قرار المحكمة قائلا ” أخيرا أظهرت العدالة قيمتها من خلال حكمها المتوازن في قضية ولد امخيطير، لقد شرّفت الأستاذة فاتيماتا امباي والأستاذ امين المحامين والقانون، إن من الجيد أن يحافظ النظام القضائي على استقلاله، وأن يرفض أي محاولة لاستغلاله من أي جهة كانت”.

فيما اعتبر المحامي سيد المختار ولد سيدي أن قرار المحكمة يعني تبرأتها للمتهم من تهمتي “السب” و “الزندقة” و قال في تدوينة له “حكمت المحكمة على اللعين بسنتين، وبالتالي برأته من الزندقة و من السب”.

و تعليقا على التعليمات التي صدرت مساء اليوم للنيابة العامة لاستئناف الحكم الذي صدر زوال اليوم من طرف محكمة الاستئناف بنواذيبو قال المحامي المختار ولد محمد موسى ” هذا بلا معنى من الناحية القانونية البحتة لأن النقض و يسمى “التعقيب” لدى المحكمة العليا لا يوقف الحكم الصادر عن محكمة الاستئناف الذي يجب بموجبه قانونا إطلاق المسيء فورا إذا دفع ستين ألفا و على الملف أن يذهب إلى المحكمة العليا التي هي ليست محكمة معنية بالوقائع و إنما مهمتها النظر في الإجراءات و الآجال ، واحتراما لذلك هي لا تحكم إذا كان هناك إخلال بالإجراءات و إنما تحيل الملف إلى محكمة حكم و هي محكمة الاستئناف في تشكيلة مغايرة”.

 وفاق سياسي:

رغم قلة العناوين التي يتفق عليها السياسيون الموريتانيون موالاة و معارضة، فإن “قرار محكمة الاستئناف إطلاق سراح ولد امخيطير” شهد توافقا بين مدوني القطبين، حيث عبّر المدون و الناشط في الأغلبية الرئاسية و رئيس وكالة تشغيل الشباب بيت الله ولد أحمد لسود عن استنكاره لهذا القرار و ان لا خيار غير الإعدام قائلا “.. الإعدام و الإعدام وحده لا يكفي”.

كما عبّر الناشط في الأغلبية الرئاسية و مستشار الوزير الأول محمد ولد محمد فال عن استنكاره لهذا القرار و قال في تدونة نشرها على صفحته بعد الصلاة على النبي ” اللهمّ لا تأخذنا بذنوبنا و لا بذنوب غيرنا و لا بما فعله السفهاء منا”

و في نفس الاتجاه علّق رئيس مجلس شورى حزب تواصل المعارض الصوفي ولد الشيباني على الموضوع في تدوينة مطولة قائلا ” لا شك أن الحكم الذي أصدرته محكمة نواذيبو ضد السيء المسيء هو حكم صادم و غير مستساغ ، إذ كيف يتحول الحكم في أخطر قضية تشغل اهتمام الرأي العام الوطني من الاعدام إلى حكم رمزي…”.

و اتفق معهم في نفس الطرح المدون و الناشط في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم أحمد محمد الدوّه فقد علق على قرار المحكمة بقوله ” لا خير في أمة لا تنتصر لنبيها و قُدوتها و شفيعها .. النفير النفير” , و دعا في ذات التدوينة إلى جعل يوم غد الجمعة يوم غضب  نصرة للنبي الكريم محمد صلى الله عليه و سلم.

المدونة و الناشطة الشبابية امغيلي محفوظ فبرهنت في تدوينة لها على غضبها من هذا الإجراء و قالت ” فلتشهدوا أنني بريئة من نظام يطلق سراح ساب رسول الله صلى الله عليه و سلم”.

و غير بعيد من ذلك كتب المدون المعروف بدفاعه عن النظام الشيخ عابدين الصعيدي تدوينة مقتضبة قال فيها “أشهدكم جميعا أني أتوب إلى الله من إطلاق لقب أمير المؤمنين على محمد ولد عبد العزيز…”.

ارتياح حقوقي:

و رغم أن طيفا كبيرا من المدونين معارضة و موالاة عبّروا عن تنديدهم و استنكارهم لقرار محكمة الاستئناف إلا أن الحقوقية مكفولة بنت براهيم عبّرت عن بهجتها بهذا الاجراء و قالت في تدوينة نشرتها على جدارها في الفيسبوك “تنفس دعاة السلام والتسامح الصعداء أخيرا و رغم القلة العددية الا ان الحق كان إلى جانبنا..”

تعقيب شبه رسمي:

الخلية الإعلامية للرئاسة خرجت عن صمتها بإشاعة خبر مفاده أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز غير راضٍ عن قرار المحكمة، حيث دونت المستشارة الإعلامية في الرئاسة آسية عبد الرحمن قائلة ” رئيس الجمهورية يشدد على استقلال القضاء الموريتاني، و يؤكد في الوقت نفسه أن حكم محكمة استئناف نواذيبو جاء مخيبا للآمال، و يوجه بممارسة حق الطعن في الحكم أمام المحكمة العليا، مطالبا بإنزال عقوبة الإعدام على المسيء لنفسه ولد امخيطير”.

و نشرت الإعلامية المقربة من النظام الدكتورة منتان بنت لمرابط تدوينة توضح فيها قرار الرئيس ولد عبد العزيز حيث قالت ” الإجراءات التي اتبعها النائب العام بأمر من رئيس الجمهورية بعد النطق بالحكم هي طعن بالنقض أمام الغرفة الجزائية بالمحكمة العليا و هي ليست استئنافا لأن الاستئناف لم يعد ممكنا قانونا أما الطعن بالنقض فهو الذي سيمكن من متابعة القضية و البت فيها مجددا”.

 صمت حزبي:

رغم مرور ساعات على صدور حكم محكمة الاستئناف القاضي بإطلاق سراح المتهم ولد امخيطير إلا أن أي من الأحزاب السياسية موالاة و معارضة لم يصدر بيانا رسميا يبين فيه موقفه من هذا الإجراء، تاركين الساحة لمنتسبيهم للتعبير عن آرائهم بشكل فردي.

حضور شعري:

وجد العديد من الشعراء في قرار محكمة الاستئناف مادة لقرض قصائد للتنديد بهذه الخطوة و نصرة الرسول الكريم عليه الصلاة و السلام حيث كتب الشاعر الشيخ ولد بلعمش قصيدة طويلة تحت عنوان الخميس الأسود اخترنا لكم منها هذه البيتين:

ما ذا أقولُ عن الخميسِ الأسودِ ** يومَ استُبيح هنا مقامُ محمَّدِ ؟!

و أطاع فيهِ قُضاتُنا كبراءَهَمْ ** و أولئِكَ الكُبَراءُ طوعُ المُعتَدي

فيما علّق الشاعر أدي ولد آدب على الموضوع بقصيدة قال فيها:

قَسَماً.. بِكُــــلِّ مُقَــــــدَّسٍ.. ومُشَرَّفِ

إنِّـــــي لَتَقْصُرُ-عنْ شُعُورِي-أحْرُفِي!

وَطَنِي.. تَعِـــــــيثُ بِهِ عَفَاريتُ الدُّنَا

مَا بَيْنَ ظَــــــاهِرِهَا..وَمَا بَيْنَ الخَفِي!

فَــقِـفِي.. عَفَاريتَ الدُّنَــــا..عنْدَ الدُّنَا

لاَ تَلْمَسِي.. دِيـــنِي..قِـفِي…تَبًّا..قِفِي!

لمْ يَبْقَ لِـي..مَالٌ..ولا شَرَفٌ..ولاَ…

فلْيَبْقَ لِـي.. رَبِّــي..نَبِيِّي ..مُصْحَفِي!

و كان الشعر الشعبي أيضا حاضرا في استنكار إطلاق سراح المتهم محمد الشيخ ولد امخيطير حيث دون الشاعر التاه ولد ابت بـ”كافٍ” قال فيه :

الا مدَّه تطلصْ لَعيـــــنْ = اِسبْ إمــــام المرسليـــــــنْ

مقابل عامين و ستِّيــــنْ = ألف ؟ و ذكامل من شِ باطْ

يخلكَْ فرضْ المرابطين = أرض المناره و الربــاط !!!

و علق الشاعر التقي ولد الشيخ على الموضوع بـ”كاف” آخر قال فيه :

راهمْ قضاتْ انواذيبُ

نعوذُ باللهِ جارُ

راهُ لِلْحادْ انْوَ ذِيبُ

وانْوَ كلبُ وانْوَ فارُ

الصحراء

اترك تعليقاً