نخبة المتناقضات و ساسة الفشل

يتهمون المحامي البارز محمد أمين في دينه لأنه رافع أمام القضاء من أجل قبول توبة مرتد يجيزها القانون الجنائي المعدل يوم أمس ، و يتجاهلون اللؤلؤة البولارية السوداء فاتيماتا أباي زميلته في المهنة و رديفته في المرافعة ، لتكفير فطري مسكوت عنه لكل ماهو زنجي على أديم هذه الأرض حتى و إن حسن إيمانه ” دين الكوري ” و لأنها دنية في فقه الإجتهادات .
يطالبون باستقلالية القضاء و سيادة دولة القانون و يتظاهرون لتحكيم لغة الشارع و قانون الغاب و شريعة الغوغاء ، لأنهم يريدونها سلطة على العقل و تغولا على الشرع و تطويعا للقضاء و إرهابا للقضاة .
تغلظ  السلطة و الدولة عقوبة المرتد و الزنديق و المتطاول على المقدسات و ترخص لباعة النصرة رياء الناس مسيرتهم ، يجادلونك في ماهية الظرف و غاية القصد ؟ و لماذا الآن ؟ و لماذا الترخيص ؟
تستأنف النيابة الحكم ضد المرتد بتدخل من السلطة نزولا عند نبض الشارع و ممارسة لعرف قضائي ، يطالعونك بتشكيك في وجود المتهم داخل البلاد ؟ و سخافة صفقة مع البنك الدولي ! .
باختصار ودون مجاملة او مواربة ..
نحن نخبة متناقضة و تائهة في عالم الخرافة و الشائعات  وصناعة الوهم و تزييف الوعي و الصلف الفكري و السياسي و العقدي .
ساستنا طبقة بائدة من الفشلة تجاوزها الزمن مسكونة بنظرية المؤامرة القرنية العشرينية و تهمة التخابر و المخابراتية الجاهزة المستمد من نظم الأحكام الدكتاتورية و الإستبدادية البائدة التي انتجتهم و رضعوها و عاصروها .
يعلقون أحلامهم المفزعة و فشلهم الذريع في إحداث التغيير على أمل ضعيف و جبان رجعي و تسلقي ، في إنفراط عقد الأمة أو إنهيار حالة الأمن و السكينة أو إشاعة الفوضى و الرعب بين الآمنين ، لتحقيق مآرب شخصية دفينة لم يجرء أيامنهم على البوح بها علنا لعامة الشعب أو خفية لخاصة النخبة حول حقيقة أهدافهم الوصولية و تصفية حساباتهم القبلية و الجهوية و الحزبية .
مكتفين بتمرير رغباتهم عبر ببغاوات تنتحل صفة النخبوية و الشبابوية و الحداثوية و الطلائعية و مدوناتية مقبوضة الثمن أو مدفوعة او مغرر بها يتمترسون خلفها ، و ما هي في الحقيقة إلا أجداث نخل منقعراتية تعاسر حالة التجديدية و تلعب أدوارا تقمصاتية لتتستر بها على حالة الفشل و الضياع و التيه الذاتية لنخبتنا الثقافية و الإجتماعية و السياسية و الفكرية .

 بقلم د، السعد ولد لوليد

اترك تعليقاً