إلى رئيس الجمهورية : أين هي السلطة الرابعة ..!؟ وهل ما زلنا في البيان رقم واحد ..!؟ / محمد عبد الله ولد أحمد مسكه

 

إلى رئيس الجمهورية :
أين هي السلطة الرابعة ..!؟ وهل ما زلنا في البيان رقم واحد ..!؟ وأين هو الدعم بدلا من الإعدام ..!؟

يمثل الإعلام أداة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية واعتماد الثقافة وتطوير الفكر فضلا عن التهذيب المدني والسياسي والديمقراطي وتفرض هذه الأهمية على السلطات العامة وعلينا كصحفيين وإعلاميين وأولئك الذين يمارسون أي نشاط يتعلق بهذه المهنة الشريفة وخاصة في بلادنا وهي تعاني الكثير من المشاكل من بينها :

– التوقيف
– عدم الالتزام بعقود العمل علاوة على فوضوية هذا القطاع وخاصة الصحافة المستقلة وتردي أوضاعها وأدائها بما في ذلك منح التراخيص بغض النظر عن المعايير والشروط الواجب توفرها بالنسبة للمتقدم للحصول على ترخيص سواء كانت صحيفة أو إذاعة أو تلفزيون
– عدم وضع شروط واضحة للحصول على البطاقة الصحفية
– عدم التقيد والاهتمام بأخلاقيات المهنة وانطلاقا من هذا فلابد للسلطة أن تسن قوانين جديدة ونظم تضمن ممارسة هذه المهنة
هذه النظم يتعلق بها الكثير من الحقوق والواجبات ومن أجل ذلك فلابد أن يتحلى بها جميع الأطراف سواء كانو سلطات أو صحفيين منتخبين أو جميع المستفيدين من حق الإعلام.
وهنا ألفت الانتباه وأقول أن من واجب الصحفيين أن يوحدوا الجهود وأن يسموا على الصراعات والمصالح الذاتية والتفاني في الصالح العام كما أنه لا ينبغي لأي شخص (أو لجنة) أو (سلطة) مهما كانت طبيعة أهدافها سواء كانت (مفروضة أو منتخبة) أن تستأثر بالتحكم ولو عن بعد وكذلك الإقصاء أو حتى مصادرة الآراء عن قرب وأن تفرض آراءها على شكل بيان مسيء وتمنع الحوار .. وتلجأ إلى الحصار لتأكد لنا أن أهدافها نبيلة وتخدم الوطن ولكن المستهدفين ليسوا مغفلين لكي ينخدعوا بالشعارات الجوفاء لأن طبيعتهم البدوية – بغض النظر عن مدى وعيهم ونضجهم الفكري – علمتهم أن السراب لا يسقي وكان من الأجدر أن يكون هناك اعتراف بجميع السلطات والعناية بها ودعمها بما في ذلك السلطة الرابعة التي هي منتج ديمقراطي وأن تفهم الحكومة وسلطاتها بأن الذي نصبهم في تلك المناصب وجعلهم أصحاب قرار هو الذي جعل السلطة الرابعة أصحاب شأن وأعطاهم الحق في ذلك فإن إرادة مصادرة السلطة الرابعة عن طريق الترغيب والترهيب عبر البيانات المسيئة لكي تذل من تشاء.. وتعز من تشاء .. وتحجيمها وفق الأهواء والأغراض والميول وجعلها أبواق ومزامير تلهث وراء كل من هب ودب وتصادر النظام الديمقراطي كما تصادر جميع وسائل الإعلام الشعبية الحرة (بما في ذلك المقروءة والمسموعة والمرئية) وتسجن أصحابها مع الإساءة إليهم وهنا أنتهز الفرصة لأعلن تضامننا الكامل واللامحدود مع جميع الزملاء بما في ذلك الزميل والكاتب الكبير الأستاذ يحيى ولد الحمد وبناء على ذلك فإننا ندعو كافة الأطراف والسلطات سواء كانت تنفيذية أو تشريعية أو قضائية …إلخ أن تعود إلى رشدها وتعلم بأن المسؤولية جسيمة والتحديات جمة وما تحتاجه السلطة الرابعة في هذه الظرفية هو العناية والاهتمام بها وبالعاملين فيها من أجل الرفع من مستواهم المعيشي والمهني والعمل البناء وليس الصراع والتهميش والتآكل والبيان رقم واحد الصادر عن لجنة دعم الصحافة الذي جاء فيه :
(يحرم من الدعم كل مؤسسة أو هيئة تنشر أو ترعى إساءة المقدسات الدينية أو الرموز الوطنية أو تبث خطابا متطرفا أو تنشر ما يهدد السلم الأهلي والحوزة الترابية أو تسرب أسرار عسكرية للدولة أو تنشر قذفا أو سبا شخصيا لرئيس الجمهورية أو رجال القضاء أو أعضاء الحكومة أو القيادات العسكرية والأمنية أو رئيس و أعضاء السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية أو أعضاء اللجنة المكلفة بتسيير وتوزيع موارد صندوق دعم الصحافة الموريتانية الخاصة أو تقوم بنشر يهدف إلى التأثير أو التشويش على سير ونتائج أعمال القضاء أو السلطة العليا للصحافة و الهيئات البصرية أو اللجنة المكلفة بتسيير وتوزيع موارد الصندوق الدعم العمومي للصحافة الموريتانية الخاصة…) هل هذا هو دعم الصحافة ..!؟ أم هو إعدامها ..!؟ وأين هي السلطة الرابعة ..!؟ وهل ما زلنا نعيش في أجواء البيان رقم (1) ..!؟

———————–
بقلم / محمد عبد الله ولد أحمد مسكه / كاتب وصحفي مهتم بالقضايا الوطنية

اترك تعليقاً