الصحة خراب!


عدت لتوي من مستشفى الأمومة والطفولة حيث كنت أخذت أحد أطفال المسلمين للمعاينة هناك، بعد إصابته بقيء وحمى مفاجئين… وبعد اشتراط شراء وصل الدخول ب 500 أوقية، قبل الطبيب المداوم اخيرا معاينة الصبي .
في نهاية المعاينة قام بطرح جملة استفسارات عن معلومات عامة من بينها منطقة إقامة الطفل، وما إذا كانت الأعراض الحالية مصحوبة بإسهال… إلخ… ثم قام بكتاتبة وصفة الدواء المرفقة (الصوره) مشددا على عدم شراء الدواء الثاني -حسب الترتيب- في الوصفة ، إلا بعد الأصابة بالإسهال! سألته: وهل سيصاب بالإسهال؟ أجابني: “بصراحة، حسب توقعاتي، نعم؛ هناك حمى فيروسية تنتشر بشكل ويائي منذ شهر تقريبا بين الأطفال في أغلب مناطق العاصمة، تبدأ بحمى وتقيؤ وتنتهي بإسهال، وقد قمنا بتشخيص حالات عديدة، بعضها اضطررنا لحجز أصحابها بعد الوصول لمرحلة نقص معدل المياه في أجسامهم الصغيرة والضعيفة أصلا.. وعلى العموم أنبهك فقط إلى ضرورة شراء الدواء المذكور فور ملاحظة إسهال طارئ، وهو بالمناسبة غالي الثمن، كما أن الفحص السريري للمرض نفسه يكلف مبلغا ماليا معتبراً” إنتهى رد الدكتور.. قبل ان اساله أخيرا : مادامتم كأطباء سجلتم و تسجلون هذه الحالات الوبائية التي تجتاح العاصمة منذ أكثر من شهر على حد تعبيرك، وتعصف بعافية أضعف الناس مناعة، فلم لاترفعون تقارير إلى قطاع الصحة لاتخاذ مايلزم ؟! أجابني بعفوية وهو يغادر غرفة المعاينة: “قطاع الصحة خراب!” وخرج إلى الردهة دون ان يزيد ببنت شفه…

من صفحة مغلاها منت الليلي

اترك تعليقاً