ولاتة تستغيث فهل من مغيث ( افتتاحية جديد اليوم)
يأيها العزيز مسّنا وأهلنا الضر …..
السيد الرئيس ؛ مقاطعة ولاتة هي المنبر التاريخي لموريتانيا وهي واسطة عقدها و كنزها المستلب ؛ وفقيدها الذي لم يوارى بعد ؛ وحلمها الذي لن يتبدد..
لم تشفع لولاتة مآذنها ؛ ومحاظرها ؛ ومكتباتها التي تزخر بالكتب النفيسة؛ ولم تشفع لها مدافنها حيث يوجد بها كبار الأولياء والصالحين والعلماء ؛ ما جعلها قبلة للزائرين من كل وجهات العالم..
مؤامرات حيكت على هذه المدينة التاريخية تمثلت في التجاهل التام من قبل جميع الأنظمة المتعاقبة دون استثناء ؛ مما سبب في هجر معظم ساكنتها بسبب الجفاف والعطش والتصحر ..
لا توجد في مقاطعة ولاتة سوى بلدية يتيمة ظلت إلى وقت قريب حكرا على حدود المدينة – عشر كيلومترات من الأطراف – الأمر الذي ساعد بشكل كبير في غياب التنمية في المقاطعة بشكل عام ..
لا توجد طريق معبدة تربط هذه المقاطعة بعاصمة الولاية في وقت تم ربط ربط آمورج بعاصمة الولاية وتم ربط باسكنو كذلك بالنعمة رغم أنه يبعد عنها حوالي 200 كيلومتر ؛ في وقت لا بعد ولاتة سوى حوالي 100 كيلومتر ؛ وتم تجاهلها في وقت تقدمت الأشغال في طريق أعوينات أزبل جيكني في زبونية مكشوفة وتجاهل منظم لهذه المدينة الضاربة في أعماق التاريخ والشامخة كرما وكبرياء…
تشهد هذه المدينة عطشا شديدا منذ سنوات وقد تراكمت معاناتها بعد منعها من مياه الظهر التي لا تبعد منها سوى عشرات الكيلومترات في وقت استفادت منه مدينة النعمة ؛ وتمبدغة ؛ وآمورج وعدل بكرو وجيكني ولا حقا مدينة لعيون التي تبعد 300 كيلومترا من النعمة و500 كيلومترا من بحيرة الظهر ؛ في حين تم تجاهل هذه المدينة التي لا بعد من عمق البحيرة سوى 60 كيلومترا تقريبا..
في هذه السنة تمت برمجة بئرين ارتوازيين للمدينة وتم ذلك من خلال اللجنة الجهوية للتنمية التي يرأسها الوالي وبعضوية ممثل البيطرة والزراعة والمياه ؛ إلا أن الحفارة تم احتكارها من طرف سياسيي أنبيكت لحواش وتم منعها من المغادرة إلى ولاتة رغم أنها حفرت حتى الآن أكثر من 10 آبار لغرض الزراعة وليست للتنمية ؛ في وقت يعاني فيه منموا ولاتة الأمرين وسط تجاهل تام من وزارة المياه المشرفة على العملية.
وقد لوحظ عجز قطاع الأمن الغذائي عن مواكبة خطة الجفاف رغم أن الدولة بذلت عشرات المليارات لتلك العملية ؛ حيث ارتفعت أسعار القمح بشكل صاروخى فى المدينة ، بحيث بلغ سعر الخنشة الواحدة عشرة آلاف أوقية بفعل استعماله من طرف الماشية والبشر بشكل مكثف خلال الفترة الأخيرة ، فى ظل انعدام الأعلاف وغياب أي مواد يمكن استخدامها مع الأرز كاللحوم والفاصوليا والزيت، وتحولت السكان إلى استخدام مشتقات القمح فى مجمل الوجبات اليومية ؛مع المتوفر من الماء الصالح للشرب بحكم الواقع المر الذى آلت إليه الأمور جراء الجفاف، وغياب أي اجراءات حكومية يمكن الركون إليها
وتقول التقارير الواردة من ولاية الحوض الشرقي إن المعاناة فاقمها انشغال البعض بالسياسية فى لحظة حرجة من تاريخ المنطقة، مع هشاشة قطاع الأمن الغذائي المكلف بتسيير الوضعية الراهنة، وعجزه عن اتخاذ تدابير مقنعة لحماية البشر والثروة الحيوانية مما آلت إليه الأمور جراء الجفاف وانهيار القوة الشرائية للسكان.
سيدي الرئيس سكان ولاتة ينتظرون تدخلكم الشخصي لإنشاء الآبار الإرتوازية المبرمجة لهذه السنة ؛ وتوجيه الحفارة حالا لهذه المدينة ؛ وبرمجة مياه الظهر في أقرب فرصة ممكنة حتى تنقذ هذه المدينة من هذه الورطة التي تعيشها الآن.
جديد اليوم