بعد زينب القصة..زينب الواقع…
كتب الأخ ابراهيم كبادي اهل كبادي
أصبحنا ندرك جميعا أن قصة زينب من نسج الخيال رغم أنها آلمتنا كثيرا وتفطّرت القلوب لها ورغم أن الكاتب لم يبْخل حيلةً تنهمرُ بها دموع الإنسانية فجعل زينب من فاجعة لفاجعة أمَرْ، وزينب صابرة محتسبة راضية بالقضاء والقدر ، وجعل كلماته في ثوب من الحزن قل نظيره وانتشرت القصة على مواقع التواصل الإجتماعي كانتشار النار في الهشيم وأصبحت حديث الساعة حتى تغنى بها الشعراء و علق عليها السياسيون ، كل هذا وزينب مجرد قصة نسجها إعلامي واسع الخيال أراد من خلالها تجسيد واقع معاش وزينب ليست مثل (تلهي بنت سيدي فال) فتاة على أرض الواقع تسكن توجنين تلك التي توفيت صباح اليوم بتاريخ 06/08/2018 في حادث سير أليم على طريق الألم …
تلهي بنت سيدي فال فتاة متزوجة توفي والدها منذ زمن بعيد وبقيت هي ووالدتها وأخوين فقط ! لم يرزقها الله بأخت وقبل أشهر من الآن مرضت والدتها العزة بنت سيد بكر مرضا شديدا كان سببا في وفاتها وقبل 45 يوم من الآن رُزقت بطفل وقبله بنت وكانت هنا في انواكشوط هي وصغارها وبالأمس دار حديث بينها وبين أهل زوجها وترجوها أن تأتيهم في كيفة مع العلم أن صغيرها لم يكمل شهرين بعد …
لبت (تلهي) نداء أهلها وعزمت صباح اليوم على الرحيل بُغية تطييب خاطر أهل الزوج ومن جهة أخرى هذا موسم الخريف والأرضى حبلى بالخير …
تلهي على طريق الألم ومرورا بعثراتها وقع حادث سير ونجى صغيرها وراحة هي ضحية الحادث رحمة الله عليها…
أيهم أكثر تألما ؟؟؟
أخواها وهي وحيدتهما ؟؟؟ أم زوجها وهي أم صغاره ؟؟؟ أم أهله وهي قرة أعينهم ؟؟؟ أم الصغار وهذه الأم ؟؟؟ أم جرانها الذي يبكونها بكاء الخنساء لأخيها لكثرة حبهم لها وتعلقهم بها ؟؟…
نعم هذه تلهي الطيبة رحلت عنا فجر اليوم تاركة ورائها دوع اليتامى وأسى الأحبة …
ترى هل ستلقى قصة تلهي وقْعاً في قلوب هذا الشعب أم أننا أصبحنا نتأثر للخيالِ فقط ؟؟
*******************
الصورة هي من الحادث الذي توفيت فيه المرحومة “تلهي” ونجت فيه ابنتها التي تظهر أيضا في الصورة.
صفحة
Issa Habib Fa