رمضان /وثنائية الجود والقرآن ح 1/ أبوبكر بيجاه

في البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال:(( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل عليه السلام وكان جبريل يلقاه كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة ))
نلحظ الارتباط الحاصل بين زيادة جوده صلى الله عليه وسلم ولقائه جبريل لمدارسة القرآن.
كما نلمح أن من أعظم القربات إلى الله في هذا الشهر سخاوة النفس والجود، ولحصول ذلك شرع لنا القدوة الحبيب صلى الله عليه وسلم زيادة الارتباط بالقرآن في رمضان، ولا عجب فالقرآن علة كل خير، وكلما قوي الارتباط به وازداد قوي اليقين فأثمر عملا صالحا..
لكن لما ذا الجود بالخصوص؟
طبيعة الإنسان أنه كنود (…إن الإنسان لربه لكنود وإنه على ذلك لشهيد وإنه لحب الخير لشديد) والقرآن خبير بأدواء النفوس عليم بأشفيتها وسبل معالجتها، فأسلوبه في الأمر بالنفقة والحض على الجود أسلوب خاص ينطلق من حقائق غيبية ويعالج اختلالات نفسية نلحظ بعض ذلك في الأساليب التالية:
١_ ادخر وخذ أرباحا مضاعفة: وهو مجرد إعلان غير معوض عن فرصة ربح نادرة “من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له…” ” مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة…”…
٢_ أنفق مما استخلفك الله فيه: وهذا أسلوب عجيب يكثر في القرآن الكريم فحين يكون الأمر بالإنفاق يضاف المال إلى الله وحين تكون الإشادة بالإنفاق يضاف المال إلى منفقه، فمن الأول “…ومما رزقناهم ينفقون” ” وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه” ومن الثاني:” الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله…” ” الذين ينفقون أموالهم باليل والنهار…”
٣_ أبخل البخل أن تبخل عن نفسك وقد قضى الله أن تسد خلة الضعيف بك أو بغيرك ” هانتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم…”
يتواصل بحول الله.

اترك تعليقاً