مداخلة النائب عن مقاطعة النعمة البكاي ولد خو في البرلمان خلال عرض الوزير الأول لبرنامج الحكومة

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين

شكرا السيد الرئيس،

مرحبا بكم معالي الوزير الأول وبالسادة الوزراء وبالوفد المرافق لكم.

معالي الوزير الأول،

أهنؤكم جميعا علي الثقة التي منحكم إياها رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني،
وأشكركم على هذا البرنامج الشامل والطموح.

السيد الرئيس،

اسمحوا لي باديء ذي بدء أن أشيد من هذا المنبر بالبرنامج غير المسبوق الذي أعلن عنه فخامة رئيس الجمهورية في خطابه الأخير؛ هذا الكم من الاستثمار على مدى ثلاثين شهرا حري أن يحل كل المشاكل وحري بالحكومة أن تحسن استعماله حتى تتحق الآمال في المشروع المجتمعي الذي نصبو إليه جميعا ولن يكون ذلك إلا بتحديد المسؤوليات من القمة إلى القاعدة عبر خطاب تكليف واضح ومعايير للنجاح يرجع إليها دوريا لتقييم الحكامة.

السيد الرئيس،
معالي الوزير الأول ،
إن الوضع الاجتماعي والاقتصادي في دائرتي الانتخابية،مقاطعة النعمة، غير جيد والأهالي يعولون كثيرا على برنامج حكومتكم المنبثقة عن تعهدات فخامة رئيس الجمهورية؛
-إن الساكنة بحاجة ماسة إلى لفتة قوية وخاصة من تآزر بل من جل الوزارات فالغبن الحقيقي هناك حدث عنه ولا حرج نظرا لتراكم كثير من العوامل التي لا داعي لذكرها.
وحتى لا أطيل سأقتصر على بعض الملاحظات أو بعض المطالب الملحة التي لا تقبل التأجيل ‏ومما شجعنا على ذلك قولكم، سيدي الوزير الأول، إنه “سيتم تحديد الأولويات في إطار مقاربة عقلانية تنصب على ترقية الجهات المغبونة والحد من مختلف أشكال التفاوت، وتنمية عالم الريف، ومكافحة الفقر والتهميش”.

السيد الرئيس،

معالي الوزير الأول،

ساتناول في هذه المداخلة مجالات الصحة والتعليم والتنمية الريفية ومجال آخر لا يقل أهمية ألا وهو محاربة الفقر والتهميش.

في مجال الصحة،

هنا أشيد بجهود الوزارة التي تسعى إلى سد كل الثغرات غير أنها تحتاج إلى كثير من الوسائل المادية والبشرية.
-قطاع الصحة ضعيف ولا بنية تحتية تذكر سوى في مدينة النعمه أما البلديات والقرى فلا شيء يذكر ولا شيء يحصل عليه السكوت؛
ما زال السكان يموتون من حمى الخريف دون علاج؛ ونسبة الوفيات عند الولادة مرتفعة،
والدواء الجيد غير متوفر في الصيدليات بأسعار تناسب مستوى الدخل.
غير أن نجاح قطاع الصحة في التصدي لجايحة كورونا والرؤية الواضحة للقائمين علي هذا القطاع يجعلنا مطمئنين علي انهم سيتغلبون على كل العقبات باذن الله.

في مجال التعليم،

-هناك عشرات المدارس التي سقطت من جراء الأمطار،
والحقيقة المرة أن المدرسة عندنا فشل ذريع؛ -آلاف الأطفال في سن التمدرس لايذهبون إلى المدرسة،
-نسبة التسرب المدرسي عالية جدا نظرا لعدم توفر الكفالات المدرسية التي تمكن التلاميذ من العيش والسكن بعيدا عن قراهم أو بواديهم،
-نسبة النجاح في الباكالوريا تقترب من الصفر مما يشهد بضعف التعليم الثانوي،
-التعليم الجامعي منعدم كما التعليم المهني.
-لذا نطالب بافتتاح إعدادية وثانوية إضافية نظرا لاكتظاظ الفصول بشكل تخطى المعايير المقبولة، ونطالب بتحسين ظروف التلاميذ وخاصة الذين يحتاجون إلى المساعدة والذين لا يسكنون مع أسرهم كما نطالب بما أمكن من التعليم الجامعي والتكوين المهني .
إنه من المفارقات أن أولى المناطق من حيث الثروة الحيوانية لا يوجد بها أي تكوين بيطري.

في مجال التنمية الريفية،

-إن ولايتنا التي يعتمد اقتصادها على الثروة الحيوانية والزراعة الموسمية لتحتاج إلى كثير من إنتاج البذور وبناء المراكز البيطرية والإهتمام بأسواق الماشية وبالسدود والواحات وحملات التلقيح وتجارب التخصيب ودعم وحفر الآبار .

-لقد قمنا على مستوى الجمعية الوطنية بتكوين فريق برلماني لدعم التنمية الحيوانية ولي الشرف برئاسته وقد وجدنا تجاوبا وتشجيعا من وزير التنمية الريفية.
ونحن نطالب الحكومة بإعطاء الأولوية لقطاع الثروة الحيوانية ومضاعفة الاستثمار كما واعد بذلك رئيس الجمهورية.

هذه الثورة الحيوانية جعلت البلاد في اكتفاء ذاتي بالنسبة للحوم الحمراء ولو أحسن استغلالها لحصل الاكتفاء من الحليب بل ولكان هناك فائض للتصدير، هذا مع أن نسبة مساهمتها في الدخل الوطني مرتفعة وهي أول قطاع من حيث المساهمة في مراحلة الفقر إذ تقدر الزكاة السنوية بحوالي خمسة مليارات أوقية قديمة.
هذا وقد عانت هذه الثورة من أعوام الجفاف والتقلبات المناخية، وعانت من قلة الآبار ، وعانت من ضعف التغطية الصحية، وعانت من هجرة الشباب إلى المدن وعزوفه عن البوادي والأرياف.

لذا فإن فريقنا يرحب بما وعدتم به في مجال الثروة الحيوانية وينوي التفاعل الإيجابي والفعال مع السياسات المعلنة، كما نطالب بتكثيف حفر الآبار وإيجاد رؤية جديدة لاستغلال مياه الأمطار حتى لايكابد السكان والمواشي من العطش ما عانوا منه في فصل الصيف المنصرم.

في مجال محاربة الفقر والتهميش،

لقد أصبتم حينما أعلنتم عن أنه: “سيتم تحسين تغطية الحاجات الغذائية للمواطنين الضعفاء من خلال فتح مراكز الإنعاش الغذائي وترقية برنامج الكفالات المدرسية، إضافة إلى مواصلة عمليات التوزيع المجاني للمواد الغذائية والتحويلات المالية. وفي الوقت نفسه، سيتم العمل على تعزيز مناعة الجماعات الضعيفة عبر برامج خاصة تستهدف توفير نشاطات مدرة للدخل وخلق فرص عمل موسمي في الوسط الريفي”.

هنا ألفت انتباه معالي الوزير الاول وحكومته الموقرة أنه لاتوجد عندنا في دائرتي الانتخابية مشاريع مدرة للدخل ولا تخلق أي فرصة للعمل؛
-غالبية الشباب يهاجرون إلى انواكشوط وانواذيب أو إلى عواصم دول الجوار: باماكو و آبيدجان؛ -القرى خاوية إلا من النساء والأطفال والمسنين،
-البضائع التجارية غالية نظرا لبعد العاصمة وغلاء النقل،
-حوانيت أمل قليلة وضعيفة التموين.

أما فيما يخص تآزر فنحن نامل أن تنجح في أداء مهمتها النبيلة على أحسن وجه ولكنا نخاف أن تتشتت جهودها ومقدراتها نظرا لكثرة المشاريع . لذا فنحن نخاف على برنامج الشيله من داري ونخاف على التكافل من أمل ونخاف عليهم جميعا من صعوبة البدايات، فهذه تجربة فريدة لاتحتمل غير النجاح لذا وجب تكاتف الجهود قبل فوات الأوان وإشراك المواطنين وممثليهم والأخذ برأيهم ما أمكن ذلك.

معالي الوزير الأول،

قبل أن أنهي هناك أمور متفرقات تهم عدة مجالات لن يتسع لها الوقت وقد طرحناها من هذا المنبر على أسلافكم وما زلت المطالب قائمة من بنى تحتية وطرق (طريق النعمه ولاته الذي نطالب أن يربط كثيرا من القرى)، تفعيل المجلس الجهوي الذي نرجو أن يلعب دورا محوريا في إطار تآزر ومحاربة الفقر وتشغيل الشباب والتوزيع العادل للمشاريع الصناعية الصغيرة وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في المناطق النائية ذات الكثافة السكانية والمقدرات الطبيعية.

-وفي الختام، نرجو لكم التوفيق والسداد حتى تنجحوا في تنفيذ برنامجكم المتميز لتصير الوعود وأفعال المضارع واقعا ملموسا يعبر عنه بأفعال الماضي وحتى ينطبق قول المتنبي:
‏إذا كان ما تنويه فعلا مضارعا
مضى قبل أن تلقى عليه الجوازم.

سيدي معالي الوزير الأول،

الثقة فيكم وفي حكومتكم كبيرة غير أنه دعم مؤسس على مبادئ أخلاقية راسخة من القرآن: “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان” ، ومن السنة: “إنما الدين النصيحة”
لذا فسنبدي رأينا ونسائل ونعترض ونراقب في إطار المسؤولية الملقاة على عاتقنا جميعا؛ “إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن أن يحملنها وأشفقنا منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا” (صدق الله العظيم).

أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

من صفحة النائب البكاي ولد عبد ةلقادر ولد خو

اترك تعليقاً