صوت الشرق تنشر نص خطاب وزير التهذيب بمناسبة الافتتاح
قال وزير التهذيب الوطني إسلم ولد سيدي المختار، إن العمل يجري لاتخاذ جملة من الإجراءات في العام الدراسي الجديد، عدد منها بناء 56 ما بين مدرسة ومؤسسة ثانوية، وافتتاح 20 إعدادية في مختلف الولايات، وإطلاق برنامج لاقتناء 60.000 طاولة.
وأضاف ولد سيدي المختار في خطابه بمناسبة افتتاح العام الدراسي الجديد، أن العمل يجري من أجل توفير الكتاب المدرسي ووسائل الإيضاح وتأمين وصولها للمتلقي، مشيرا إلى أنه سيكون لصندوق دعم النشر المدرسي المنشأ أخيرا دور فعال في تحقيق ذلك.
وهذا نص الخطاب:
يسعدني بمناسبة افتتاح السنة الدراسية 2016 – 2017 أن أشاطركم أفراح عودة أبنائنا إلى مقاعد الدراسة متمنيا أن يكونوا قد قضوا عطلة صيفية ملؤها الصحة والسعادة بعد سنة دراسية زاخرة بالجد والعمل من أجل تحقيق الأهداف التربوية المنشودة.
لقد تميزت السنة الماضية بالعمل على تحسين أداء المنظومة التربوية انسجاما مع البرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز الذي يتصدر التعليم أولوياته وقد أعطى إعلان سنة 2015 سنة للتعليم دفعا قويا لمسار تطبيق ذلك البرنامج الذي تسعى حكومة معالي الوزير الأول المهندس يحيى ولد حدمين إلى تجسيده على أرض الواقع من خلال تنفيذ الخطة العشرية 2011-2020؛ بغية رسم سياسة تربوية تضمن تكوين مواطن يمتلك المهارات اللازمة لبناء الوطن وتنميته اقتصاديا، وكذا المعارف الضرورية للاستغلال الوطني الأمثل لثرواته ومقدراته الطبيعية، مواطن قادر على صيانة وحفظ ثوابت الهوية الوطنية، متسلح بعدة ثقافية كفيلة بإنقاذه من مخاطر الانزلاق في كمين أفكار الغلو والتطرف التي تمور في هذا العصر مورا.
وقد تمت ترجمة هذا التوجه السامي خلال السنة المنصرمة إلى واقع محسوس من خلال اتخاذ عدة إجراءات مكنت من تحسين الولوج والنوعية التربوية والتحكم في التسيير، ومن هذه الإجراءات:
– إطلاق برنامج تحسين الولوج ونوعية التعليم(باك) بغلاف مالي قدره 10 مليارات أوقية ممول بالكامل من ميزانية الدولة، وقد تم في المرحلة الأولى بناء 75 مدرسة ومؤسسة ثانوية كما تم في إطار تنفيذ مشاريع أخرى بناء 101 منشأة تعليمية لتكون الحصيلة 176 منشأة تربوية موزعة على النحو التالي: 106مدارس ابتدائية و50 إعدادية و18مؤسسة ثانوية ومدرستين لتكوين المعلمين.
– وضع وإقامة 19 شبكة للنجاح الدراسي في المناطق ذات الأولوية؛
– توزيع 207.684 نسخ من الكتب المدرسية
– توزيع 319.302 عدة مدرسية في عدة ولايات
– افتتاح مدرسة امتياز في انواكشوط الغربية وثلاث ثانويات امتياز في لبراكنه، كيديماغا ونواكشوط الشمالية، إضافة إلى الثانوية النموذجية في كيهيدي
– تنظيم بعثات للتفتيش التربوي والإداري وأخرى للاشراف على الافتتاح الدراسي
– تنظيم إحصاء مدرسي شامل لجمع معطيات يمكن الاعتماد عليها في التخطيط والبرمجة؛
– إعداد قاعدة بيانات صلبة مكنت من ضبط وضعية المدرسين ووضع حد لتغيبهم وتحويلهم أثناء السنة الدراسية
– وضع قاعدة بيانات لتنظيم التعليم الخاص وضبط المدرسين ومتابعة المسار الدراسي للتلاميذ
– التكفل ب 493 كفالة مدرسية يستفيد منها حوالي 90000 طفل في المناطق ذات الأولوية التربوية وصياغة وثيقة سياسة وطنية للتغذية
– تنظيم الامتحانات الوطنية في ظروف ممتازة اتسمت بإعادة إدراج مادة التربية الإسلامية في الباكالوريا
– إطلاق تجربة البث المدرسي المرئي بالتعاون مع قناة الموريتانية
تنضاف إلى ذلك جهود أخرى في اكتتاب المدرسين وتوزيع الطاولات وعقلنة تسيير الموارد البشرية، مما مكن من تسجيل نمو ملحوظ في أعداد التلاميذ والمدرسين والمدارس وقاعات الدرس، وهي الجهود التي أنبتت نباتا حسنا في تنشئة أبنائنا وتقبلها شركاء القطاع بقبول حسن مجسدين ذلك في تعاون مثمر وتشارك بناء يذكر لهم فيشكر.
وتأسيسا على المكتسبات السابقة ومواصلة للجهود المبذولة، سنعمل خلال السنة الدراسية 2016 – 2017 على إدخال إصلاحات لتعزيز الحكامة الرشيدة ووضع آليات للاستغلال الأمثل للموارد البشرية والمادية ودعم التكوين القاعدي من خلال تكوين المكونين والرفع من الانتقائية في ولوج مؤسسات تكوين المدرسين ومراجعة برامج التكوين الأولي ومراجعة وإعادة كتابة المناهج وفق أهداف المواد مع مراعاة ما يجب أن يكون بينها من تكامل دقيق ومنسجم وإصدار قانون توجيهي يحدد الإطار القانوني للتعليم لتحقيق أهداف أشمل وتوفير تعليم نوعي للجميع من أجل بناء موريتانيا عصرية مسايرة ركب الأمم المتقدمة علميا وتكنولوجيا.
كما سيتم اتخاذ عدة إجراءات نذكر منها مثالا لا حصرا:
– إطلاق المرحلة التكميلية من برنامج تحسين الولوج ونوعية التعليم(باك) لإعادة تأهيل وتوسعة 86 مدرسة ومؤسسة ثانوية
– بناء 56 ما بين مدرسة ومؤسسة ثانوية
– افتتاح ثانوية امتياز في انواكشوط الغربية وثانوية نموذجية في الشامي وثلاث مدراس امتياز في ولايات نواكشوط، حيث دلت مؤشرات النجاح في الامتحانات الوطنية أن تجربة مدارس ومؤسسات الامتياز مكنت من تكوين جيل علمي قادر على المساهمة الفعالة في بناء الوطن، وسنقوم بدعم هذه التجربة وتطويرها حتى تصبح كل مدرسة موريتانية مدرسة امتياز بحول الله
-افتتاح 20 إعدادية في مختلف الولايات
– توفير الكتاب المدرسي ووسائل الإيضاح وتأمين وصولها للمتلقي وسيكون لصندوق دعم النشر المدرسي المنشإ أخيرا دور فعال في تحقيق ذلك
– إطلاق برنامج لاقتناء 000ر60 طاولة.
– التسيير الأمثل للمصادر البشرية واحترام معايير الترقية والتحويل لضمان الإنصاف وتكافؤ الحظوظ وخلق ترتيبات لتطبيق مبدإ المكافأة على الإنتاجية والمردودية والعقوبة على التغيب وأشكال التحايل
– القضاء على ظاهرة الافتتاح العشوائي للمدارس وتشجيع نظام التجميع مع مراعاة خصوصية المناطق ذات الأولوية التربوية
– دعم تدريس العلوم التجريبية من خلال تزويد المؤسسات بالعدة والأدوات اللازمة لتجهيز المختبرات والقاعات المتخصصة وتشجيع تدريس العلوم استجابة لحاجات التنمية في البلد
– دعم التكوين المستمر للمدرسين وتكثيف التأطير عن قرب، وستتم في هذا الإطار لا مركزة مفتشية التعليم الثانوي
– تحسين إطار الحياة المدرسية وتنقية الفضاء المدرسي مما لا يمت له بصلة كالباعة والمتطفلين ومستخدمي المباني المدرسية بشكل غير شرعي
– ربط الصلة الوثيقة بين مؤسسات التعليم الخاص ومؤسسات التعليم العمومي
– دعم ومواكبة التلاميذ في تحضير الامتحانات لضمان أكبر فرص للنجاح
– مواصلة بث برامج التلفزة المدرسية بالتعاون مع قناة الموريتانية
زملاءنا المدرسين والمؤطرين
إن ثقتنا فيكم لكبيرة لأن بلوغ الغايات التربوية مرهون باستعدادكم للعب دوركم المحوري في أداء رسالتكم النبيلة التي تتطلب استكمال وتحيين زادكم العلمي ومهاراتكم التربوية واستشعاركم لجسامة مسؤولية إخراج أجيالنا من ظلمات الجهل إلى نور المعرفة الناصعة وتجنيبها خطر الوقوع في مستنقعات الانحراف وتثبيتها على سكة الوسطية والتفكير العلمي المستقيم والبناء. وهنا أهيب بتشبثكم بالروح المهنية والمواظبة وأعول عليكم في بناء نظام تربوي لا يعرف التغيب والتسيب، وأشير إلى أن جهود المجدين لن تضيع سدى وسيتم رصدها من خلال الإجراءات المتخذة لتطبيق مبدإ المكافأة والعقوبة.
أبناءنا التلاميذ الأعزاء
لئن كنتم أطفال اليوم فأنتم بذور الأمل ورجال الغد وقادة المستقبل وعماد الأمة فاغتنموا فرصة أعماركم الذهبية لتحصيل العلوم والمعارف والمهارات ولن يتحقق ذلك إلا بالاهتمام بجميع المواد المدروسة والجد والتخلق بالأخلاق المدرسية الفاضلة واحترام مدارسكم ومدرسيكم، فبذلك تتمكنون من امتلاك ناصية العلم والمعرفة وتتبوؤون المكانة اللائقة بكم وتصبحون سندا قويا لذويكم ولأمتكم التي تأمل أن تكونوا سر نهضتها و بناة حضارتها وخط الدفاع الأول والأخير عنها بنضجكم الفكري ومواطنتكم الصالحة واستشرافكم لحاجاتها العلمية.
أيها الآباء الكرام
إن تربية الأبناء مسؤولية مشتركة بين المدرسة والبيت ولن تكون تلك التشاركية مجدية حتى تعوا أن دوركم لا يقتصر على تربية الجسم بقدر ما يطال توفير الحضن الأسري الآمن والملائم لتحصيل المعرفة وغرس القيم الروحية و تنمية الفهم والابتكار واكتساب المهارات التي يحتاج إليها الفرد ليساهم في مسيرة البناء العلمي والتنمية، مما يتطلب مواكبة النشء ومسايرة مراحل نموهم وعقلنة استخدامهم لتقنيات العصر وإضفاء طابع تربوي على كل ممارساتهم المنزلية ومتابعة سلوكهم المدرسي، لذا فإننا نعول كثيرا على رابطات الآباء في مواصلة تعاونهم معنا حتى يتحقق ما نصبو إليه جميعا بفضل التكامل التربوي.
أيتها الأسرة التربوية الكريمة
السادة والسيدات شركاء القطاع من نقابات ومجتمع مدني ومنظمات…
تمشيا مع البرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز وتنفيذا لتوجيهاته السامية فإننا سنرتقي في سلم تعليم نوعي يوازن بين الكم والكيف ويفضي إلى تكوين مواطن قادر على النهوض بالبلد علميا واقتصاديا ولن يتأتى ذلك إلا بالانفتاح عليكم والتآزر والتشاور معكم في جو من الثقة المتبادلة لبذل المزيد من الجهود والإحساس بالمسؤولية الدينية والوطنية للنهوض بالقطاع، نابذين عقلية التحايل والتكاسل والمصالح الضيقة لنعيد بذلك للمدرسة الموريتانية ألقها ومكانتها المرموقة في المحافل العلمية العالمية.
وختاما فإني أدعو كل الضمائر الحية للتضحية والعمل التربوي الجاد آملا أن يكللَ النجاحُ مساعينا لتنشئة أبنائنا تنشئة صحيحة قوامها التفوق في العلم والمعرفة والقيم الفاضلة، وأعلن على بركة الله افتتاح السنة الدراسية 2016 – 2017.