صوت الشرق النعمة / مركز الاستطباب بالنعمة الذي أصبح يعرف عند أغلبية سكان المدينة بمركز أفلام الرعب أمام رواده من مرضى 7 مقاطعات من الطبقات الهشة يهددون مرة من طرف المستقبلين وينهون مشوار علاجهم بفاتورة دواء أودعها الدكتور سيدي عند بعض الصيدليات .
حسب المعلومات و الشكاوى التي وصلتنا عن د.سيدي أنه بعد تحويله الى مركز الاستطباب بالنعمة اتخذ من المحطة الجهوية لإذاعة موريتانيا منبرا لترويج نفسه ،يحلل ويناقش’ حتى حظي بمكانة في نفوس أغلب ساكنة المدينة وانتهزها فرصة لبيع أدويته التي قسمها على بعض الصيدليات حيث يصف الوصفة من ثم يقوم بإرسال معاونين له ( استأجرهم خصيصا لهذا الغرض) مع المريض إلي إحدى الصيدليات التي تبيع الأدوية المودعة لها مسبقا من طرفه هو. ناهيك أن الوصفة لا يقل متوسط تكاليفها عن العشرة آلاف أوقية..!
وأما عن الجــراح فحدث و لا حــرج… حيث تتواصل منــــذ أشهر عدة ، بل منذ سنــة كاملة، الشكاوي من السيد العيساوي، هذا الطبيب الحراج الذي لم تثبت له قدم إلا في النعمة. و كان أول تصرف مشين قام به العيساوي هو أنه حين تحويله مجراح و كنائب للمدير ، بدأ بمضايقة الجــراح السوري الدكتور أنـــــس ذو الخبرة العالية و الأخلاقيات الطبية الفاضلة ، انتهت المضايقة بطرد الطبيب السوري نهائيا من المركز. وقع هذا بالتواطؤ مع سلطات المركز و بعلم من وزارة الصحة رغمـــا عن اعتراض السكان علي طرد هذا الطبيب السمحة أخلاقه.ننوه علي أن العيساوي هذا و في الوقت الراهن ينحو نفس المنحى مع الجراح السوري الذي حوّل مؤخرا إلي المركز: التضييق و المكابرة و الإستغـــــوال…..دون أي رادع لا من طرف إدارة المركز و لا من طرف السلطات المحلية و لا من قبل وزارة الصحة و لا من قبل دولــــة القانون..
فكم من أشخاص أجريت لهم عمليات جراحية علي يد هذا الطبيب التـــاجر و حيث ما كانوا يحتاجون لأي عملية ! و كم من مريض وصفت له أمراض و بعد عرض أنفسهم علي المراكز و المستشفيات في انواكشوط و غيرها تبين عكس ذلك تماما . و لنـــا في المعلم الزعيم بن سيد أحمد خير دليل حيث أصيب بوعكة في الحنجرة وصفها جراحنا المحترم بأنه مصاب بالكبد…! وكم من امرأة أصيبت بالبشم ( التخمة) و يصف الجراح بأنها مصابة بالمرارة و أن لا بد من عملية جراحية مستعجلة و إلا الموت العاجل…! وكم من مواطن أكل طعاما متعفنا فأصيب بآلام حادة في البطن، قام جراحنا “الخبير الذي لا يشق له غبار، أبو الطب الجراحي” بشق بطنه بحجة الإصابة بالذائدة الدودية…!
و كم من مريض من يتمكن من الحصول علي المعاينة لأنه لا يملك نقودا… و كم من حامل لبطاقة الضمان الصحي منع منه الــدواء إلا يــدا بيد “سوق فوق”و دليلنا علي ذلك المعلم الداه الذي أحترقت أطرافه السفيلة و لم يحصل علي الدواء و من ثم الرفع إلا بعد جهـــد جهيد…. أو كالمعلمين و العسكريين الذين ما زالت قضيتهم المرفوعة ضد مدير مركز الأستطباب بين أيدي القضاء في انتظار جلسة حددت لتاريخ 6-12- 2016.
هل يعقل ألا تكون وزارة الصحة علي اطلاع كامل لمعاناة سكان الحوض الشرقي من تصرفات باعتها و جزاريها ؟
هل يعقل ألا يكون وزيرنا الأول ( ابن التراب) علي علم من تغافل بعض أعضاء حكومته عن انتهاك حقوق المواطنين، في الريف و بالأحرى في عاصمة الولاية الأولى ؟
أيعقل أن يكون ولد عبد العزيز الذي زار مركز الإستطباب بالنعمة في أكثر من مناسبة و استمع بأم إذنيه و رأى بأم عينه إلي معاناة زوار المركز،و شكاويهم من سوء المعاملات، أيعقل ألا يكون علي علم كامل من صدى شكاوي و أناة ساكنة النعمة و ما حولها…الأخبار تتداول عبر وسائل الإعلام، عبر شبكات التواصل الإجتماعي، عبر التقارير الأمنية و الإدارية….. اللهم إلا إذا كان فخامة الرئيس و حكومة وزير الأول ليس لديهم من الوقت الكافي لسماع مشاكل مواطنيهم… خارج الغايات السياسية. ربما.
فمتى سيبقى مركز الاستطباب النعمة لعبة في أيدى عابثين دون حسيب ولا رقيب.
العلم اليقين هو السكان بلغ سيل غضبهم الربى.
المرضى يئنون و خاصة ذوو الجيوب المقعرة.
التخمة في الحوض ابرمت صفقة مع مركز الإستطباب تتحول بموجبها إلي الذائدة الدودية.
القرحة المعدية تتحول إلي مرض المرئ.
الباراستمول أغلى منتج صنّعته المختبرات الطبية العالمية..ناهيك عن الكلوروكين و جرعات علاج حمى الملاريا،و الضمادات و إبر الوخز…
فهل تسمتمر الأوضاع و يظل السكان تحت رحمـــة المتاجرين بأعضائهم و أرواحهم في دولة القانون و حماية المواطن و حقوقه و أمنه و استقراره و طيب عيشه؟
هذه الصور ليست في أدغال إفريقيا ، و لا في صحاري كلهاري، و لا في هايتي التي لم تستفق من زلزال 2010، و لم تلتقط في مخيم للنازحين الروهانغيا…. إنها صور في موريتانيا، في الحوض الشرقي، في الولاية الأولى، في النعمة، من داخل أكبر مرفق للصحــة العمومية : مركــز الإستطباب الجهوي بالنعمة!
و لا حيث لا مسائلة …. ولا محاسبة.
……فمهما يكن…. لن تكلّ أقلامنــا ….لن تنضب كلماتنا…. و لن يؤودنا إيصال معاناة مواطنينا.. لأننا نحن صوتهم و عينهم و أذنهم…لا تأخذنا في نقل الحقيقة لومة لائم.