الأسبوع الرعوي للتبادل حول إطار التشاور العابر للحدود يبدأ اليوم في مدينة سيلبابي

الأسبوع الرعوي للتبادل حول إطار التشاور العابر للحدود يبدأ اليوم في مدينة سيلبابي

بدأت اليوم الثلاثاء في مدينة سيلبابي، عاصمة ولاية كيدي ماغة، فعاليات الأسبوع الرعوي للتبادل حول إطار التشاور العابر للحدود، تنظمه بلادنا بالتعاون مع اللجنة المشتركة الدائمة لمكافحة آثار الجفاف في الساحل “سلس”، بدعم من البنك الدولي عن طريق المشروع الجهوي لدعم النظام الرعوي في الساحل 2PRAPS.

وتحضر هذا اللقاء التشاوري، الذي يدوم ثلاثة أيام، وفود من ولايتي تامباكوندا السنغالية وخاي المالية اللتين تحدان ولاية كيدي ماغة، وهي مناطق مرتبطة فيما بينها رعويا بفعل الانتجاع الحدودي الذي تفرضه أحيانا ندرة المياه وشح المراعي وبعض المعطيات الأخرى.

ويهدف الأسبوع الرعوي في كيدي ماغة إلى تعزيز التنسيق بين الولايات الثلاث في المجال الرعوي، نظرا للترابط اليومي بين المنمين المنحدرين منها في بعض فصول السنة.

ورحب معالي وزير التنمية الحيوانية السيد أحمديت ولد الشين، لدى اشرافه على افتتاح فعاليات اطلاق هذا الأسبوع، رفقة والي كيدي ماغة السيد أحمد ولد محمد محمود ولد الديه، بالوفود القادمة من الشقيقتين مالي والسنغال في بلدهم الثاني موريتانيا، وفي مدينة سيلبابي التي تحتضن الأسبوع الرعوي للتبادل حول إطار التشاور العابر للحدود في بلداننا والذي يعزز الروابط الثقافية والاقتصادية العريقة وعلاقات الأخوة التي تجمع بين شعوبنا الشقيقة في ظل الاهتمام الكبير الذي يوليه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لمتانة علاقات حسن الجوار والتعايش السلمي.

وأضاف أن قطاع التنمية الحيوانية ركيزة أساسية في المنظومة الاقتصادية والاجتماعية للبلد حيث يساهم بنسبة 10 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي، إضافة لدوره الفعال في الأمن الغذائي ومكافحة الفقر وتشغيل اليد العاملة.

وقال إن القطاع شهد حيوية جديدة حول تنميته منذ الخطاب التاريخي لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في مدينة تمبدغة بولاية الحوض الشرقي في شهر مارس 2021 والإصلاحات الأساسية التي تضمنها وإنشاء قطاع وزاري خاص للتنمية الحيوانية، وهو ما شكل نقلة نوعية مكنت من تطوير أساليب التنمية في القطاع وخلق قيمة مضافة للمنتج.

وأشار إلى أنه تم توقيع العديد من الاتفاقيات بين موريتانيا ومالي والسنغال ما سيمكننا من الاستفادة المثلى من مواردنا الرعوية خاصة وأن ولاية كيدي ماغه هي ولاية رعوية بامتياز وتستقبل قطعان الماشية من مختلف ولايات الوطن وكذا من ولايتي خاي المالية وتامبا كوندا السنغالية اللتين بدورهما تستقبلان المواشي القادمة من موريتانيا، وأن هذا الانتجاع ظل ولا يزال يجلب منافع اقتصادية واجتماعية لساكنة هذه المناطق.

وأضاف أن هذا النشاط يمثل نموذجا للاندماج بين بلداننا، مؤكدا أن البحث عن الكلأ والماء قد يتسبب في نزاعات مرتبطة باستغلال الموارد الطبيعية مما يفرض خلق إطار من المشاورات عبر الحدود بين هذه الولايات وهو ما ينسجم تماما مع جهود حكوماتنا الرامية إلى إيجاد حلول للمشاكل التي تواجه القطاع في بلداننا.

وتقدم بالشكر للشركاء الفنيين والماليين على دعم التنمية الحيوانية بشكل عام والنظام الرعوي بشكل خاص .

أما الأمين التنفيذي للجنة المشتركة الدائمة لمكافحة آثار الجفاف في الساحل، “سلس” السيد عبدولاي محمدو فقد ثمن، في كلمة له بالمناسبة، الأسبوع الرعوي للتبادل حول إطار التشاور العابر للحدود بين موريتانيا ومالي والسنغال، مؤكدا أن التشاور يبقى الوسيلة الأفضل للتكامل بين هذه الولايات الحدودية.

وأضاف أن النظام الرعوي يحتاج أكثر إلى مزيد من الرعاية والعناية خاصة في ظل الآثار السلبية للتغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة وهو ما يؤثر على النظام الرعوي في منطقتنا.

وبدوره أشاد ممثل شبكة عمد حوض النهر السيد باب سك بتنظيم هذا الأسبوع للفت الانتباه حول مدى ترابط هذه الولايات في عدة مجالات ولا سيما المجالات الرعوية.

وقال إن التشاور والتنسيق بين الولايات الثلاث قطع مراحل مهمة تتعلق بمسألة الانتجاع الحدودي بين البلدان الثلاث وهو ما يدر بمنافع اقتصادية واجتماعية للدول في هذه المناطق الحدودية.

أما رئيس الاتحادية الموريتانية للمنمين السيد المصطفى ولد عبد الله فقد نبه إلى الأهمية الكبيرة لقطاعات التنمية الحيوانية في البلدان الثلاث الشقيقة موريتانيا والسنغال ومالي.

وبين أن هذ الأسبوع ستستفيد منه هذه البلدان الثلاث في نظامها الرعوي المترابط لكونه لقاء تشاوريا بالغ الأهمية سيعزز التنسيق بين هذه الولايات الحدودية خاصة في مجال التنمية الحيوانية والنظام الرعوي والانتجاع الحدودي المتبادل بينها.

وكان عمدة سيلبابي السيد عمر حمادي با ألقى كلمة ترحيبية بالمشاركين، مبرزا أهمية هذا الأسبوع الرعوي في خلق إطار للتشاور العابر للحدود بين بلادنا ومالي والسنغال.

وأضاف أن هذا التشاور من شأنه أن يعزز التكامل الاقتصادي والاجتماعي بين بلداننا الثلاث خاصة في مجال التنمية الحيوانية والانتجاع الحدودي وهوما سينعكس إيجابا علينا بنتائج اقتصادية مهمة.

وكان معالي وزير التنمية الحيوانية قد قام مساء أمس الاثنين بزيارة لمباني المندوبية الجهوية للتنمية الحيوانية في سيلبابي، وتجول في مختلف مصالحها وتلقى شروحا مفصلة من طرف المندوب الجهوي محمد المختار ولد محمد حول سير العمل والنواقص التي تواجه المندوبية.

وتفقد مركز التهجين قيد الإنشاء قرب قرية أجار أهل سالم وتجول في ورشاته وتلقى شروحا فنية حول مكوناته.

وخلال وجوده في هذا المرفق شدد معالي وزير التنمية الحيوانية على ضرورة احترام الآجال المحددة وكذا معايير التقانة الفنية المتعارف عليها.

وجرى افتتاح الأسبوع الرعوي بحضور رئيس المجلس الجهوي عيسى كوليبالي وحكام سيلبابي وومبو وغابو والسلطات الإدارية والعسكرية والأمنية في ولاية كيدي ماغة.

اترك تعليقاً