خطاب وزير الزراعة بمناسبة إشراف الرئيس على وضع جحر الأساس لإعادة تأهيل سد ولاته ومزرعتها
بسم الله الرحمن الرحيم…الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم…
صاحب الفخامة السيد رئيس الجمهورية
أصحاب المعالي الوزراء،
السيد والي ولاية الحوض الشرقي
السيد رئيس الجهة ،
السادة أصحاب السعادة أعضاء السلك الدبلوماسي
السيد الحاكم
السيد العمدة
السادة المنتخبون
أيها السيدات والسادة ،
حضورنا الكريم ،
سكان مدينة ولاته التاريخية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنه لمن دواعي الغبطة والسرور أن أرحب بكم فخامة رئيس الجمهورية، في هذا الحفل الذي ستضعون خلاله لبنات جديدة في صرح العملية التنموية الشاملة، التي أطلقتم لها العنان منذ حظيت هذه البلاد بتسلمكم مقاليد قيادتها فحولتم كل ولايات الوطن إلى ورشة كبرى، يتواصل فيها العمل التنموي بوتيرة متسارعة، وفي شتى مناحي الحياة، حتى يتحقق النمو الاقتصادي المنشود، وينعم المواطن اينما كان بالرفاه الاجتماعي، مع منح عناية خاصة للفئات الأكثر هشاشة.
هكذا كان تعهدكم لأبناء وبنات موريتانيا أمس ، واليوم يستيقنون أن للعهد حقا عندكم معنى ، و ما المشروعات التنموية الكبيرة والمتعددة التي انطلقت بمناسبة تخليد الذكرى الثالثة والستين لعيد الاستقلال الوطني الا أنصع برهان وأكبر دليل على ذلك ،ومنها هذه المكونة التي تشرفون على إطلاقها اليوم في مدينة ولاته التاريخية بمناسبة النسخة الثانية عشرة من مهرجان مدائن التراث، فقد أدركتم صاحب الفخامة تمام الإدراك أن مدننا التاريخية لها دين كبير في أعناقنا جميعا يجب أداؤه دون تأخير، فقد صانت هذه المدن على مدى حقب طويلة تراثنا التاريخي وحافظت على وجه بلادنا الحضاري، وذادت عن منظومتنا القيمية ، ومن هذا المنطلق استحقت علينا رد الجميل لها بتوفير سبل عيش كريمة لأبنائها حتى لا يضطروا للهجرة عنها مكرهين، تاركين رباطهم على ثغور رصيدنا التاريخي والمعرفي .
فخامة رئيس الجمهورية
سعداء باستقبالكم اليوم والوفد المرافق وأنتم تشرفون على وضع الحجر الأساس لإعادة تشييد سد ولاته وتأهيل مزرعتها النموذجية، تزامنا مع الذكرى الثالثة والستين لعيد الحرية والانعتاق، وهي مناسبة تجعل سكان جوهرة الصحراء يعيشون العيد عيدين عيد الاستقلال الوطني وعيد الإنجازات الكبرى التي سترى النور بمقدمكم المبارك.
فبهذه المشاريع التنموية الهامة تفتحون باب الأمل على مصراعيه وتؤكدون من جديد عهد التنمية الذي قطعتموه على أنفسكم وستواصلونه بكل حزم وأمان ــ بحول الله ــ في مأموريتكم الثانية التي أصبحت مطلبا لأغلبية الشعب الموريتاني الطامحة لاستمرار مسيرة النماء.
فخامة رئيس الجمهورية،
حضورنا الكريم ،
إن هذه المشاريع التي تشرفون على إطلاقها اليوم، تبرهن بما لا يدع مجالا للشك، على إيمانكم بأن ثنائية الغذاء والماء معادلة لا غنى للوطن عنها، وقد ترجمت حكومة معالي الوزير الأول السيد محمد ولد بلال مسعود خياركم هذا إلى واقع ملموس مكرسة جهودها من أجل ديمومة عناق هذا الثنائي النفيس.
وتحقيقا للغاية الأسمى الاكتفاء الذاتي الذي كان نداء لكراير مستند عمله فقد تم وضع البرامج والخطط تسهيلا للوصول له في أقرب الآجال.
وهنا بولاية الحوض الشرقي التي تعتبر ولاية مطرية بامتياز فقد تم إنجاز 25 سدا زراعيا اكتملت الأشغال في تسعة عشر منها وستة منها قيد الإنجاز ضمن إحدى عشر سدا أعطيت إشارة انطلاقها باسمكم فخامة رئيس الجمهورية من سد فيلة ببلدية بوكادوم في مقاطعة أمرج بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثالثة والستين لعيد الاستقلال.
كما تم إنجاز 1300 حاجز رملي و256 كلم من السياج منها 61 قيد الإنجاز بالإضافة إلى توفير كميات معتبرة من البذور التقليدية وبذور الخضروات ومكافحة الآفات الزراعية وإنشاء مزارع خضروات وكذا إدخال زراعة الأعلاف ضمن النظم الزراعية في الولاية .
وتنفيذا لتعليماتكم السامية ستستفيد شعبة الزراعة المطرية على المستوى الوطني من إدخال المكننة الزراعية حيث تم اقتناء عديد الآليات الزراعية من جرارات ومحارث استلمت الدفعة الأولى منها والثانية ستستلم أواخر الشهر الجاري والأخيرة مع بداية العام القادم، وستحظى الولاية بنصيب معتبر منها نظرا للمقدرات الزراعية الكبيرة التي تتمتع بها .
وعلى هذا الأساس وتنفيذا لتعليماتكم السامية فإننا نعتز بإشرافكم الشخصي على وضع حجر الأساس لسد ولاته الذي يعتبر منشأة حيوية لتنمية المقاطعة، ستنجز بسواعد وخبرات وطنية.
صاحب الفخامة ،
إن هذا السد يتميز بخصائص هيدرولوجية من أبرزها مساحة حوضه الساكب الذي يبلغ طوله أكثر من كيلومترين.
وتتلخص طبيعة الأشغال المبرمجة لإعادة تأهيل السد، في إزالة الحاجز الرملي القديم وبناء مصب مائي ومنشأة للتفريغ وحائطين للحماية إضافة الى ترميم وإصلاح المصب القديم ويتم إنجاز هذه المنشأة بخرسانة مسلحة.
ويتعلق المشروع الثاني بإعادة تأهيل مزرعة ولاته حيث يعكف القطاع على القيام بالنشاطات المتعلقة ب:
- اقامة سياج للحماية وبناء خزان مياه بسعة خمسين متر مكعب،
- حفر بئر ارتوازية جديدة وتجهيز أخرى كانت متعطلة وإقامة شبكة للري للتمكن من ري المزرعة وإنجاز مصدات للرياح.
- توفير معدات وآلات زراعية و بذور الخضروات والأسمدة و المبيدات الحشرية وأدوات الرش الضرورية،
هذا بالإضافة الى تنظيم التعاونية من جديد مع توفير الارشاد الزراعي اللازم .
وفي الأخير اسمحوا لي صاحب الفخامة أن أدعوكم بتشريفنا بعد حين بوضع الحجر الأساس لترميم سد ولاته وإعادة تأهيل مزرعة مدينة ولاته التاريخية.
والله ولي التوفيق، أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .