كاتب ضبط رئيسي يكتب بلغة المغضوب عليهم

Exif_JPEG_420

ما كنت لأهتم اليلة بغير التهانىء والتبريكات لزملاء أعزاء أقران تم تعيينهم وترقيتهم إلى مناصب مستحقة لولا الشعور العميق بالغبن المتدثر بلبوس الحرمان ، والتوصل لحقيقة أنني من المغضوب عليهم من طرف وزارة العدل ، فليس بين من تم تعيينهم من هو أطول مني ممارسة ومراسا في عمل المحاكم ، قرابة العشرين عاما كلها ممارسة ، كلها عمل بتفان أشعر فيه أحيانا أنني أمتهن نفسي ، أنني أرضى بالدون ، كأنما هو قدري أن أظل بين المحاكم من شرق موريتانيا إلى غربها كنحلة حمقى تبني الهياكل في كل شجرة وترحل ،

ما فائدة أن يشهد الناس أنك مخلص للمهنة ، مواظب مجتهد مجيد مهني مثابر حتى تمنحك الجمهورية ميدالية شرف من الدرجة الأولى، إذاكانت آثا

ر كل ذلك معدومة ؟ حين لا ينعكس حسن الأداء والثناء على مسيرتك المهنية ترقية أو تطورا ماديا أو معنويا تتحول إلى كنز مهني يلهو به من لا يعرف قيمته ، كلعب الرضيع بأوراق العملة ، لربما مزقها أو أدخلها فرنا أو حاوية ماء أو بئر سحيق ،

أعرف أن طعام وزارة العدل لايزال دسما يقتات منه الذين ينشدون في رحلة بحث عن هلاك المنطقيات والمعقولبات ، كالتعيين على الكفاءة أو للمكافأة أو للترفية ، واعتماد الزبونية والمحسوبية والوساطة ، ليعين من يعين اعتبارا لموقع من يقدمه ، ويبعد من لا سند له أو من لم يتخذ سلما معروفا إلى جحيم الحرمان والإقصاء.

يبقى العزاء الوحيد في واقع كالذي أعيشه أنا وأمثالي القلائل أن نبذل مستقبلا جهد من لا ينتظر إلا راتبه الشهري ، ولا يهمه سوى أن يظل اسمه ضمن ذؤابة موظفي وزارة ” العدل” وكأنه من خياشيم مضر الحمراء ، حتى يولي زمن البلاهة المهنية ، أو يهلك فتلعب النسور على جدثه نيابة عن من قتلوه.

كاتب ضبط رئيسي باب أمان

اترك تعليقاً