وهم التنمية وخلية الوهم / محمد ولد بيايه

تتالت الزيارات وإجتماعات الوفود الوزارية رفيعة المستوى طوال عقد من الزمن لوضع الخطط والبرامج للرفع من المستوى المعيشي والخدمي لولاية الحوض الشرقي.
ولكن على ما يبدو لم تكن هذه المبادرات جادة بما فيه الكافية او على الاقل لم يعطى لها الوقت الكافي من الدراسة والتمحيص والعناية اللازمة التي تخرجها من وهم الخيال والترنح الى الواقعية والجدية، فظلت تراوح مكانها دون جدوى وهو ما ولد تململا وإحبتطا في الساكنة أفقدها الأمل في كل شيء.
صحيح أن ولاية الحوض الشرقي من أكثر الولايات تخلفا وأكثرها تأخرا في مجال الخدمات، كالتعليم والصحة والمياه ….الخ
ويبدوا أن هناك إهمالا وترديا غير مسبوقين في مجال التعليم لا الحصر، في ربوع الولاية لا يمكن أن يكون صدفة مقارنة مع باقي الولايات وهذا ما يثير الشك والريبة في نفوس بعض نخب شباب الولاية من أنه ربما يكون متعمدا لحاجة ما، ويصدق هذه الفرضية تجاهل أغلب الانظمة لمعاناة هذه الولاية مما جعلها خارج إهتمامات اغلب صناع القرار في البلد رغم محاولات خجولة من هنا وهناك يقوم بها البعض بعد خروج بعض الاصوات عن المألوف وسرعان ما تموت في المهد غالبا بعد هدوء تلك الاصوات.
ومن الغريب أنه مع دخول المجالس الجهوية على الخط كرافعة جديدة للتنمية الجهوية على أمتداد التراب الوطني وبدء المجلس الجهوي في الولاية اعماله كذراع تنموية محلية بالتنسيق مع السلطات الادارية بالولاية تم خلق جسم غريب سموه “خلية تنمية ولاية الحوض الشرقي” هدفه وضع العراقيل والإجهاز في وقت مبكر على أي حلول قد تأتي مع هذا المولود الجديد الذي أنشئ أصلا لهذا الغرض الذي طالما أرق صناع القرار الجادين منتهجا سياسة التخطيط والدراسات الفارغة لقتل الوقت دون جدوى
إن مثل إنشاء هذه الخلايا التي اشبه ماتكون بالسرطانية هدفه فقط زيادة الاعباء المالية على خزية الدولة وارباك التنمية الجادة، في الوقت الذي كان بالامكان تفعيل المجالس الجهوية للقيام بكامل مسؤولياتها بتنسيق محكم مع السلطات الادارية في كل ولاية مع المتابعة والتقييم من السطات الوصية.

محمد ولد بيايه المدير الناشر لموقع صوت الشرق

اترك تعليقاً