السنغال تعتمد على مالي لتأمين 60% من واردات الأضاحي استعدادا لعيد الأضحى
في إطار التحضيرات المكثفة لتأمين احتياجات السوق السنغالية من الأضاحي قبيل عيد الأضحى، حلت بباماكو، بعثة رسمية سنغالية يقودها الدكتور ألفا با، كاتب الدولة المكلف بالتعاونيات وتأطير الفلاحين، في زيارة عمل ذات طابع اقتصادي واستراتيجي.
وتأتي هذه الزيارة في سياق العلاقة الاستراتيجية والتاريخية التي تجمع بين جمهورية مالي وجمهورية السنغال، خاصة في مجال تربية وتجارة المواشي، حيث يعتمد السوق السنغالي بشكل كبير على المواشي المالية لتغطية الطلب المحلي خلال عيد الأضحى. ففي عام 2024، بلغت نسبة المواشي المالية المصدّرة إلى السنغال 36,95% من إجمالي الواردات السنغالية، أي ما يعادل حوالي 110 ألف رأس من أصل نحو 297 ألف.
خلال هذه الزيارة، عقد السيد يوبا با، وزير الثروة الحيوانية والصيد، اجتماعاً موسعاً مع نظيره السنغالي الدكتور ألفا با، بحضور ممثلين عن الإدارات الفنية ومهنيي قطاع اللحوم والماشية في مالي. وقد تميز اللقاء بروح أخوية وبحث معمق لأوجه التعاون المشترك، مع التركيز على الجوانب التنظيمية واللوجستية لتسهيل حركة المواشي بين البلدين.
وفي كلمته الترحيبية، عبّر الوزير يوبا با عن تقديره الكبير لهذه المبادرة، ناقلاً تحيات رئيس المرحلة الانتقالية، الجنرال أسيمي غويتا، ورئيس الوزراء الجنرال عبد الله مايغا. كما شدد على أن مالي ملتزمة تماماً بتوفير كميات معتبرة من المواشي للسنغال ضمن شراكة تقوم على احترام السيادة والخيارات الوطنية والمصالح الحيوية للشعب المالي.
واستعرض الوزير المالي جملة من التحديات التي تواجه قطاع الثروة الحيوانية في بلاده، أبرزها التغير المناخي، وانعدام الأمن، والضغط الديمغرافي على المراعي. كما سلّط الضوء على الجهود المبذولة لتحسين الإنتاج، من خلال إنشاء مراعٍ محمية وتطوير الزراعة العلفية، إلى جانب إنشاء أنظمة مائية رعوية متقدمة لتحسين ظروف سقي المواشي.
وأكد الوزير على نجاح تطبيق الاتفاقيات الموقعة بين مالي والسنغال في مجال الصحة الحيوانية وتنظيم الترحال الرعوي، مما ساهم في خلق بيئة هادئة وآمنة لحركة الرعاة والماشية بين البلدين.
من جانبه، أكد الوزير السنغالي أن حكومته اتخذت جملة من التدابير لتسهيل استيراد المواشي من مالي، أهمها إعفاءات جمركية على رؤوس الماشية المخصصة لتبسكي، وتسهيلات على مستوى العبور الحدودي، والسماح بمرافقة ثلاثة رعاة لكل شاحنة لنقل المواشي. وتمتد هذه الإجراءات من 18 أبريل إلى 22 يوليو 2025.
وأوضح الدكتور ألفا با أن السوق السنغالية تحتاج هذا العام إلى ما يقارب 830 ألف رأس من الأغنام، منها 250 ألف ستُستورد، وعبّر عن شكره العميق للسلطات والشعب المالي على الدعم المتواصل والمساهمة القيمة في تلبية هذا الطلب الحيوي.
أشاد الجانبان بنجاح النموذج القائم للتعاون في مجال تربية وتجارة المواشي، معتبرين أن هذه الشراكة تمثل ركيزة أساسية للأمن الغذائي في منطقة الساحل وغرب إفريقيا، فضلاً عن كونها تجسيداً للتكامل الإقليمي بين شعبين يجمعهما التاريخ والثقافة والمصير المشترك.
اختُتمت الزيارة بتمنيات الوزير المالي للوفد السنغالي بإقامة طيبة و”حصاد وفير” من خراف العيد، في خطوة تؤكد عمق العلاقات الثنائية والإرادة السياسية المشتركة في تحويل التعاون في قطاع الثروة الحيوانية إلى رافعة اقتصادية لصالح الشعبين.