نداء استغاثة لواحة نخيل ابحيره بالنعمة

علال أحمدو

توجد واحة ابحيره بالنعمة منذ سنة 1808 م  و توجد بها حوالي  4000 نخلة (أربعة آلاف ). ظل الأجداد منذ قرنين يعتمدون علي المردودية الاقتصادية لهذه الواحة . فتستصلح تمورها ويباع جزء منها في الأسواق المجاورة من جمهورية مالي لشراء الحبوب الضرورية لنفقة المواطن ( الزرع و الأرز و بعض التوابل المستعملة في المنطقة بكثرة)

وتشكل  الواحة  مصدرا اقتصاديا هاما لساكنة المدينة  حيث تنتج كميات معتبرة من التمور إضافة الي  من النبق و الحناء  و القمح و الشعير مما يجعلها رافدا اقتصاديا كبيرا يوفر ظروف عيش  كريم لملاكها.

كما يعتمد الشكل المعماري لسقوف المنازل في المدينة علي جذوع النخيل وسعفه، وتصنع الحصائر و بعض الأواني من جريده  مما يمثل إسهاما مميزا  في مكافحة البطالة و خاصة بين صوف العنصر النسوي.

و قد قيل سابقا : تمر النعم و اتمر تشيت تمر الرشيد و تجكجه .ثلاثة أماكن تشكل نموذجا للتمور.

تشهد واحة ابحيره هذه السنة ظاهرة غريبة تكاد تقضي عليها  ان لم  تحظى  بتدخل عاجل  من السلطات العمومية  و الجهات المختصة أي  مشروع الواحات التابع لوزارة الزراعة.

فالنخيل يتعرض لمرض لم يتم تشخيصه يقتل العشرات أسبوعيا كما يعاني من استنزاف المياه الجوفية التي تنتج لسقي المدينة من خلال الخزان الرئيس للمياه الصالحة للشرب المشيد علي أرضها في وسط الواحة.

زيادة علي هذه الوضعية فان واحة ابحيره أصبحت ضحية للخلافات بين الطوائف السياسية التي لم تستطع تجسيد خلافها  إلا عبر  استصلاح الواحة. فهجروها مما مكن الحيوانات و اللصوص و السفهاء من اتخاذها مكبا للنفايات المنزلية .و هو أمر يستدعي النجدة من كافة الفاعلين و بالخصوص من لدن وزارة الزراعة و البيئة،ومن المنتخبين المحليين .لفتة يأمل القائمون علي الواحة إن تتجسد من خلال :

– إنشاء تعاونية لصالح هذه الواحة للنأي بها عن الخلافات السياسية العقيمة.

– تسييج هذه الواحة بمئات أمتار السياج الممنوح سلفا من طرف الدولة  و لكن خلاف أعضاء التعاونية حال دون استعماله.

– إمداد  الواحة  بأنبوب ري  من بحيرة اظهر تعويضا للخسائر الناجمة عن استغلال المياه الجوفية التي تغذي هذا النخيل.

– استصلاح أراضي الواحة و تمكين مستغليها من زيادة دخلهم عبر زيادة و تحسين اللغات الإنتاجية.

– تمكين مزارعي الواحة من الاستفادة من القروض المقدمة من طرف صندوق الإيداع و القرض دعما لنشاطاتهم  الزراعية-الواحاتية.

 

 

اترك تعليقاً