صدّق عزيزي فأنت في موريتانيا
هل تعلم أخي القارئ أننا في موريتانيا نحتل المرتبة الأولى عربيا و 15 عالميا في إنتاج الحديد، وهل تعلم أننا نمتلك ثاني أغنى شواطئ العالم بالأسماك بعد اليابان طوله يبلغ قرابة 720 كلم وتقدر ثروتنا السمكية بنحو 1.8 مليون طن متمثلة في 700 نوع من الأسماك 200 منها ذات قيمة تجارية.
وهل تعلم أيضا أن ثروتنا الحيوانية تقدر بما يزيد على 20 مليون رأس أي ما يعادل 5 رؤوس لكل مواطن هذا إضافة إلى مساحات تقدر بنصف المليون هكتار قابلة للزراعة 137ألف هكتار منها تروى بمياه نهر السنغال و 240 ألف تروى بمياه الأمطار أنا الباقي فيروى بمياه السدود.
ولكن هل ستصدق أننا بالمقابل نعاني من العطش الشديد في جميع أنحاء الوطن حتى في العاصمة نفسها و أن نسبة الفقر عندنا تجاوزت 42٪ في إحصائيات لو أعيدت الآن لوصلت إلى 82٪ ،و هل تصدق أن البطالة بلغت 32٪ في إحصائيات لو أعيدت هي الأخرى لتجاوزت 92٪.
حسنا هل ستصدق أننا نستورد 70٪ من حاجياتنا من المواد الغذائية و50٪ من حاجياتنا من منتجات الألبان على الرغم حجم ثرواتنا الزراعية والحيوانية.
وهل تعلم أن كل واحد من ستة أشخاص حسب تحذير من برنامج الغذاء العالمي معرض لإنعدام الأمن الغذائي.
وهل ستصدق أن التعليم فاسد عندنا والصحة حدث ولا حرج، أدويتنا مزورة وغالية أيضا، الفساد والظلم والمحسوبية والقبلية والجهوية هي دستورنا وقانوننا، القوي يزداد قوة وتجبرا فينا والضعيف يزداد ضعفا وحاجة إلى رحمة الله التي وسعت كل شيء، لا مكان للكفاءات بيننا كُن فقط من سادة القوم ولا تخف على مستقبلك ولا مستقبل أبنائك.
كل هذه الأشياء يمكن أن يصدقها البعض لأنه وبكل بساطة في دولة من دول العالم الخامس، -اعذروني على التعبير لأنني أستحي أن أظلم دول العالم الثالث-.
ولكن هل ستصدق أخي الكريم أننا نناشد نظامنا البقاء لمأمورية ثالثة ورابعة، لا أظنك ستصدق ولكن صدّق عزيزي فأنت في موريتانيا.
سيدي محمد ولد عبدو ولد الإمام