رأي صوت الشرق| التصويت علي التعديلات الدستورية :حقيقة أم للإستهلاك السياسي؟
اعتاد الرأي العام الموريتـــــاني الخرجات المباغتة لرئيس حزب الإتحــــاد من أجل… ليعلم علي مسامع الصمم البكم أن ولد عبد العزيز كتب له في لوح السماسرة برئاســـــة موريتانيا مــدى الحياة.، متناسيــــا أن الحيـــاة خيط عنكبوت.
السيــد حزب الإتحاد يذهب في خرجاته إلي أبعد من ذلك ليتحدى الدولة و الرئيس و الشعب و الدستور و القوانيـــــن الوضعية و العرفية ، بل يتحدى المنسيين إلا من رحمة الله و زبالة الغنم و مجانيـــــن البقر بأن التصويت علي التعديلات الدستورية بنعم فــرض عيـــن يعاقب المعترض عليه طبقا لمقتضيــــات مدونة الأحوال الذرائعيـــة و صنــــاعة المثالية السياسية, سيادة رئيس المتقولين تنـــــاسى أننا نعيش ظرفيـــة اجتماعية و اقتصادية و أخلاقيـــة حتي نحــن أحوج فيها إلي صنــــاعة الواقعية السياسية التي لوحدها تضمن لنا اتخاذ قرارات تخدم الدولة الموريتانية و تخدم مصالح و لحمة الشعب الموريتاني. لا قرارات شنفـــرية يتقولها علينا من يتكشف خبث سلوكياته حيال وحدتنا و رفاهنا واتحاد مكوناتنا في السراء و الضراء
هل نحتــــاج لمــن يمسينا و يبيتنا بالقيل و القال علي و لد عبد العزيز؟
هل نفتقــــــر لقانونيين بيض الأكف يذكروننا بالدساتير و الشــــورى بعيدا عن خلسات الدنانير والمواربة؟
هل يعتقد ولد محم و من علي شاكلته أن ثقتنا فيهم أكبر من إيماننا في تأكيد ولد عبد العزيز مرارا بعدم الترشح لمامورية ثالثة؟ ولد عبد العزيز الذي قال لنا يوما ، نحن الفقراء و المنسيين، أنه جاء من أجلنــا. وإن كنا لا تفتأ ننتظــر مجيئه و خاصــة في هذا الصيــف البارزة أضلاعــــه
هل بلغ بنا الفضول و حماقة النعاج حــدّ الركون لرئيس أكبر حزب علمناه حزب مناسبات و خــــداج و قلة وفاء وسرعة تقلب مع أول ريح تغيير ؟
هل نحتــــاج، علي الأقل نحن ساكنة الشرق المغمض فيه قبل و بعد المنافسات السياسية، هل نحتاج إلي عصا مسحورة من رئيس حزب الإتحاد لينسينا في الوقت الحالي صياح ساهله و سايلة وأم بوط و أم ادلال و . .. بقرات عجــــاف ياكلهن خطاب ولد محم الخارج علي المألوف و غير المألوف من الصبر علي الأخوة وقت المحن،و عن مألوف قولوا للناس حسنا. و إن أكبر إساءة يوجهها لنا اليوم ولد محم هو دعوتنا إلي صنــــدوق غير صندوق مليء بالورق يمكننا من اقتناء و تخزين أعلاف الكســرة والكتــــان….
الثروة الحيوانية اعتمادنا الأكبر وصنعتنا الأغر تضيع أمام أعيننا و نقف عاجزين عن توفيــر العلف و الماء و الدواء، عاجزين عن مواساة أنفسنــــا لأن المــال شقيق النفس ،و أن البقر عبـــد يوما ما عبر تاريخنا المنسي إلا بحلول الخطابات الفوق بنفسجية و الزيارات الفلكانية . و رغما عن تقلبنا في الحر ورياح الهرمطان الجهنمية و رغم إدلاجنا إلي آبار لا تنض إلا بيسير المياه… هابذا يسخر منا السياسيون، يجهدون علي عقولنـــا ليحدثونا عن السلطان و السلطة و التسلط و الدساتير و الطراطير و الفرافير وصناديق الخداع و التزوير، و الشعبوية الناشئة المزيف مثواها.
كنت في إحدى ليـــالي الصيف الطويل أنفاســه، الجــــافة أضلاعه، السوداوان ابتسامته و قسماته… كنت إذن في رحلة داخل إحدى بلــديات و قرى الوطن من جهة الشــــرق العميق فإذا بسرب من السيارات رباعيــة الدفع ترزح تحت ثقل الرجال الكاسيـــين العاريين وأحمال العلف.
… الموكب كان يسيــر بخطي متعثرة كأنما يساق إلي جنــازة عدو مات بداء طــاعون آموس…
كــلا، لم يكن الموكب المتخبط ســـوى جيــــش من محبي البقر، و صنـــاع العجول يتتبع القطعان ليقدم لها العلف و ليحنّ علي البقيرات الائي أجهدهن السير و الهزال وطول انتظار خريف ما إن تلوح بشائره في الأفق حتى تلقفها ريـــاح السموم. أو لربمـــا رياح أبواق دعاة رئيس الجمهورية إلي زيارة الخــــزان الشرقي الهين اقتياده.
لوحــــة صيفية تنخــــدع من السياسة و الساسة و السياسيين و الدساسيـــــن.
لوحـــة صيفيــة بريئــة براءة رئيس حزب الإتحــــاد لمــــا يقف معاتبا سكــــان الشرق المجهدين مطمئنــا إياهم بأن تصريحاته للإستهلاك السياسي فقط وأنما أراد بها إرغام أنوف المشككين في سرعـــة تلون الشـارع الموريتاني.
لا نريد من ولد عبد العزيز أن يظل كالذي اشترى عشرة حمير فركب واحدا منهاو ساق تسعة أمامه، ثم عدّ الحمير و نسي الحمار الذي يركبه فوجدها تسعة، فنزل عن الحمار و عدها فوجدها عشرة، فركب مرة ثانية وعدها فوجدها تسعة ثم نزل و عدها فوجدها عشرة و أعاد ذلك مرارا. فقال : أنا أمشي و أربح حمارا خير من أن أركب و يذهب مني حمار.