رأي صوت الشرق: مــا بعد القمة…

نجحت القمة العربية في انواكشوط العربيـــة  عاصمة العزائم العربية و ملتقى الشهامة العربية. نجحت و كان  كتب لها  أن تنجح كيف و لا و قد انتظرها شعب شيمته الصبر و الأناة، فظفر بها، فهب لها هبة الأســــد الكريمة ،فحضر لها أحسن تحضير في ظرف زمني لم تصدقه قرائن المشككين ولن تناله عين الحاسدين. نجحت  قمـــة العرب في موريتانيا الرمــال العربيــة و الخيام العربية الضاربة في جذور الأصالة العربية، موريتانيا الضــــاد الفصيح و كنوز سيبويه و الأصمعي و الرازي، و الفراهيدي،……لا موريتانيا كمـــا وصفها البعض( تخفض المرفوع و تنصب المجزوم). نجحت يا قمتي بعناية الله أولا، ومن ثم  بكبر همم حكيم العرب محمد  ولد عبد العزيز،و نباهة شعبه و  طيب أرضه الراسخة في غوث الضريك.

شكك بعضهم في أن القمة لم تؤت ما كان ينتظر منها مما فسروه بغياب زعماء و اعتذار آخرين، و تقاعس زعماء آخرين.

و أطــلق مشككون العنان لألسنتهم يزعمون أن القمة أجهضت نظرا لتهديدات أمنية محتملـــة.

وذهب بعض المتشائمين إلي القول بأن القمــة مادام المغرب رفض استضافتها هذا يعني أنها لم تعط لموريتانيا إلا لأنها بقيت لقيطة تجوب شوارع و أزقة المحروســة تستجدي من يكتنفها فيصون مـــاء وجهها من سبـــّة الكرى.

قال هذا… و تقول هذا … و بادوا …و تبادلوا القوقلة… و نادوا زبانية استهجانهم … فوجدوا أن في موريتانيا شعب و قيادة أسمى من الأقاويل، اقرب إلي الأفعال، أصدق النيات ، أطهر العرائك من أن يفت في عضدهم البائسون يرقات  الخيبة و العجز عن تحمل مسئوليات أمور الأمـــة إذا ما تعين حملها.

مــا كنت لقيطـة  أيتها قمة انواكشوط و ما كنــــا مزبلة لنحوي ما أنف عنه الآخرين.

مــا كنت رهيبة الفشل و ما عدنـــــا مغارة ليرقد في فجواتها  الفشل.

مــا كنت مضيعة للوقت كما يزعمون و ما كنا و ما نحن و لم نعد ملهى للظاعنين و لا ملعبا للغافلين و لا مصحة للعابثين. كيف و نحن الذين نقطع سيف الوقت قبل قتله الوقت…

هنيئا لشعبي و لقائده الذين رفعوا ذكرك عاليا، رفعوا ذكر العرب ففاخروا بهم شعوب المشرقين و المغربين.

هنيئا لموريتانيا العظيمة التي استطاعت أن تثبت للعرب أنها حقا سنام العروبة و بــــلاط  مخملي يسع كل العرب و مجمع علمي يحفظ  لغــــة حافظ إبراهيم و الكواكبي و شوقي والشابي و المسعدي والبدوي و القرطبي و الطائي …. لغة الكتاب الذي “لا يا تيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد”، لا لغة المستعربين اللقطاء   و لا المستشرقين الغرباء.

 آمنة كنت يا قمة العرب في بلد العرب، محفوظة من كل  الذي تمناه لك الأعداء من عدوان و أذى، من كل ما تشوّق إليه  و سوّق له القالون.

عودوا لا تصرموا حبال وصلكم  إن شئتم غدا  أو بعد غد أو رضيتم عودوا إلينا لحن القول ستجدوننا يا  إخوة العرب  عند الوعد و علي قدر العزائم ستبصرون أننا :

علي قدر أهل العزم تأتي العزائم         و تأتي علي قدر الكرام المكارم.

الفخر لك كل الفخر يا موريتانيا لما قدرت أن تكوني و شعبك :

                  تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا           و إذا افترقن تكسرت أفرادا

التحرير

اترك تعليقاً