رأي صوت الشرق : صــــراع الضـــــراة

    يصنف الفقهاء الحسد إلي سبعة أبواب كما لجنهم أبوابا سبعة. و لما كنا لا نريد تقديم درس فقهي نعرف فيه مفهوم الحسد و نتناول أبوابه بالتمحيص، فإنا سنقف  علي باب واحد و هو الذي يهمنا الكلام فيه و هو باب التحـــــبب. و من ذلك تنافس الضــراة مثــلا علي نيل محبــة الزوج و الحظوة عنده.حيث تعمل كل واحدة منهما ما استطاعت إلي ذلك سبيلا علي إحاطة الزوج باللين و الرضوخ و الاستكانة والحنان و العطف، إلي ما هنالك من خلق و أفعال مختلقة و مصائد لا تقدر سوى النساء  تصنيعها في عالمهن الأنثوي…

و ضراتنا اللائي نريد الكلام عليهما هما ليسا من هذا العالم، بل هما شخصيتان مرموقتان ومحببتين إلي رئيس دولتنا، وزير أول لاحق وزير أول سابق. لا سابقهما عند الرئيس بمتهم، و لا لاحقهما عنده بمبهم. سابقهما كثير الندى و لاحقهما كثير الصـدى. لاحقهما قليل المدى و سابقهما قليل العدى. ما ينقص اللاحق مخبوء في السابق،و ما ينقص السابق يرتجى في اللاحق.  متناقضين عن غير رفد و متكاملين عن غير قصد. إلي رضا المحبب هما أسرع من البرق،وإلي استمالته هما أطيب من العبق.كأنهما في رتبتيهما مشهر واحد ينتظر زيرا يعتلي  صهوته وإلي الوغى ينبو كره و فره. فلم  إذن التدابر؟ و لم إذن التباعد و التناظر؟ أم أنه عدم الرضا عن ترضية من إليه تطأطأ الرؤوس و تنفض الأعناق. أما يجدر بأو ليانا أن تتكاتف جهودهم مادام الهدف هو البناء الوطني والنهوض بالشأن العام. أما يجدر بأو ليانا أن يضعا صراعاتهم جانبا ويرضّيان حاكم القصر بالنصح القويم والرأي السديد والمشورة الخلاقة… حينها فقط يكونان علي قدر من المنة لدى الولي و علي قدر من الاحترام لدى عامة الناس و حتى يكون صراعهما صراع بنــــاة لا صراع ضــــراة.

التحــــــرير

اترك تعليقاً