القصة الكاملة لريال مدريد مع كيليان مبابي!

انتظر عشاق ريال مدريد تحقيق رئيس النادي “فلورنتينو بيريز” حلم جوهرة نادي موناكو “كيليان مبابي” بالانضمام لكتيبة زين الدين زيدان للعب جنبًا إلى جنب ملهمه “كريستيانو رونالدو”، إلا أن بيريز فشل بسبب مُغالاة موناكو ووالد اللاعب في مطالبهم المادية.

عشاق النادي الملكي يطالبون منذ العام الماضي بضم مهاجم جديد قادر على حسم أنصاف الفرص، ناهيك عن الفرص السهلة أمام الفرق المتواضعة، كي يشعر كريم بنزيمة بالتهديد ويبدأ في استعادة مستواه القديم، في ظل تراجع حصيلته التهديفية منذ نهاية عام 2015 عندما فجرت الصحف الباريسية فضيحته الاخلاقية مع زميله في المنتخب “ماتيو فالبوينا”، وهو ما عاد عليه بالسلب ووضعه تحت ضغط نفسي مستمر منذ ذلك الحين.

وفاجأ باريس سان جيرمان الجميع بخطف توقيع مبابي على سبيل الإعارة من موناكو مع خيار الشراء في الصيف المقبل بعقد يمتد حتى عام 2022 مقابل 166 مليون يورو دفعة واحدة.

وضمن صاحب الـ 18 عامًا لنفسه راتبًا سنويًا يُقدر بـ 18 مليون يورو من إدارة باريس، بعدما أثبت نفسه كأحد أفضل لاعبي العالم خلال الموسم الماضي، إذ سجل 20 هدفًا في جميع المسابقات المحلية من بينهم 15 هدفًا في الدوري، وستة أهداف في تسع مباريات بدوري أبطال أوروبا.

من الحائط إلى الواقع

البداية من غرفة نوم متواضعة مغطاه بصور للاعبيه المفضلين على ثلاثة حوائط. أبرزها لزين الدين زيدان وكريستيانو رونالدو بقميص ريال مدريد. بعد انتشار هذا المشهد عبر مواقع التواصل الاجتماعي “تويتر وفيسبوك” بحلول نهاية العام الماضي، وتطور مستواه في أولى مواسمه الاحترافية مع موناكو، ازداد ولع زيدان به، وطالب بالتعاقد معه على الفور.

مبابي أبدى استعداده للموافقة على العرض المُقدم من ريال مدريد، فقد شاهد بنفسه الطريقة التي تطورت بها المواهب الشابة رفقة الفريق في عهد زيدان، وكان يكفيه الإطلاع على مسيرة الثنائي أسينسيو وكاسيميرو للتأكد من المعلومة.

في يوم 21 يوليو الماضي، تواصل فلورنتينو بيريز مع خوسيه أنخيل سانشيز للاتفاق على السفر إلى الولايات المتحدة الأميركية من أجل حسم صفقة مبابي، وكان في اعتقادهما أن الصفقة في متناول اليد بسبب اجتماعهما المسبق مع إدارة موناكو والتعرف منهم على رغبة اللاعب في الرحيل هذا الموسم رغم تواجد النادي في التصنيف الأول لدوري أبطال أوروبا.

وقالت صحيفة ماركا المدريدية “مبابي غض الطرف عن عرض جاد من موناكو لتمديد عقده الذي سينتهي عام 2019، واختار ألا يؤجل الرحيل عن النادي بشكل تام إلا بعد نهائيات كأس العالم في روسيا الصيف المقبل. الريال اتفق في نهاية اجتماعه مع إدارة موناكو على ضم اللاعب، لكن بشكل مبدئي وليس بشكل كامل”.

وأضافت “الريال أراد التوقيع مع مبابي، وموناكو أراد الاحتفاظ به لسنة أخرى لعدم رغبته في رحيله للمنافس المباشر بالدوري الفرنسي (باريس سان جيرمان)، وحدد ملاك موناكو مبلغ 190 مليون يورو لبيع مبابي في محاولة لتعجيز الأندية الراغبة في ضمه، ورغم مُغالاة موناكو قدم الريال مبلغ 180 مليون يورو على هيئة 160 مليون كمقدم و20 مليون إضافات”.

وتجمع إدارة ريال مدريد وموناكو علاقة طيبة للغاية منذ أيام صفقة انتقال الكولومبي خاميس رودريجيز إلى سنتياجو برنابيو في صيف 2014 نظير 80 مليون يورو، والتي أعقبتها صفقة إعارة الظهير البرتغالي “فابيو كوينتراو” من الريال إلى موناكو، بالإضافة لبيع الريال للاعب الوسط البرازيلي “فابينيو” لموناكو بمبلغ بخس.

لكن تلك العلاقة لم تُسهل المفاوضات كما اعتقدت إدارة الريال، ففي الاجتماع التالي الذي عُقد في مدينة لوس أنجلوس يوم الاثنين 24 يوليو، اصطدم الريال بجشع والد مبابي الذي طلب الحصول على عمولة ضخمة وصلت لـ 14 مليون يورو.

وشوهد والد مبابي في الفالديبيباس عدة مرات للتحدث مع زين الدين زيدان قبل شهر من اجتماع الإدارتين، بالتحديد يوم 14 يونيه، عندما إلتقى فلورنتينو بيريز أيضًا في فندق بباريس على هامش اللقاء الودي الذي جمع بين فرنسا وإنجلترا آنذاك.

وطلب ريال مدريد التعاقد مع مبابي في ذلك الاجتماع لمدة ستة مواسم، وعرض راتبًا سنويًا سبعة ملايين يورو، وهو نفس المبلغ المتفق عليه بين اللاعب وإدارة موناكو فيما يخص تجديد عقده.

وعبر والد مبابي عن عدم اقتناعه بالعرض المقدم من الريال، وأشار خلال الاجتماع إلى استعداده لتحقيق حلم ابنه في ارتداء قميص النادي الملكي واللعب جوار قدوته الأولى “كريس رونالدو”، قائلاً أن ما يهمه هو المشروع الرياضي للنادي الراغب في التعاقد مع نجله أكثر من أهمية المال الذي سيتقاضاه.

ورأي كيليان نفسه في ريال مدريد وكاد يضع القلم على عقدانضمامه، ألا أن والده كان له رأي آخر، لتخوفه من دكة البدلاء وعودة تألق الـ (BBC) من جديد، الأمر الذي قد يؤدي لرؤية مبابي يُعاني كما عانى الموهوب الدنماركي “مارتن أوديجارد” وكان مصيره الإعارة لأندية متوسطة بل تحت المتوسطة!.

وفي مدريد قد فهموا أن أكبر عقبة في سبيل اتمام الصفقة تتمثل في إقناع الأب، لعدم قدرتهم على جعله يثق بأن مداورة زين الدين زيدان ستضمن عدة دقائق لابنه.

وعد زيزو

 

© متوفر بواسطة Goal.com
من شدة رغبة المدرب الفرنسي الشاب في ضم مبابي لصفوف الريال، وعد بدراسة مستقبل أحد لاعبي الخط الأمامي “بيل ورونالدو وبنزيمة” والتخلص منه.

وقيل أن الويلزي جاريث بيل سيكون هو الضحية بسبب كثرة إصاباته ولمواصلة أندية الدوري الإنجليزي بمحاصرته بالعروض الجادة لا سيما مانشستر يونايتد الذي حاول عليه في الأيام الأولى لديفيد مويس.

وتوقع الريال عرضًا ضخمًا من مانشستر يونايتد في الأسبوعين الماضين، لكن مورينيو عطل الصفقة لعدم تأكده من رغبة جاريث بيل في التحرك إلى ملعب أولد ترافورد، وهذا كان لب المشكلة.

وفي نهاية يوليو الماضي، اعتقدت إدارة ريال مدريد أيضًا أن الوقت لا يزال يلعب في صالحهم، لذا كانوا على ثقةبأنهم سيقنعون والد مبابي أو زيدان باللعب بأربعة مهاجمين.

وتقول صحيفة ماركا “نعم، ريال مدريد كانوا يعتقدون بأن الطريق ممهد نحو توقيع مبابي بعد انسحاب مانشستر سيتي وكذلك في ظل عدم إدراجه في قائمة أهداف برشلونة، والنادي توقع في نفس الوقت صرف إدارة باريس سان جيرمان لنظرها عن اللاعب بسبب التعاقد بمبلغ 222 مليون يورو مع نيمار جونيور من برشلونة، وبالتالي لن يذهب نحو انفاق نفس التكلفة تقريبًا على لاعب يشبه نيمار في نفس الخواص”.

الأب يحبط حلم الابن

لم يكن فلورنتينو بيريز على ثقة تامة من انسحاب باريس لأنه يعلم الإمكانيات الاقتصادية الهائلة التي يوفرها القطريين للنادي في السوق، ما فاجأ إدارة ريال مدريد حقًا كان تغير موقف والد مبابي في اجتماع كاليفورنيا حيث أبلغهم بأن لديه عرض هام جدًا من باريس سان جيرمان، وأكد أنهم عازمون على وضع 180 مليون يورو بالإضافة لمكافأة، كما وُعد بحصول ابنه على فرصة للعب في مركز المهاجم وليس الجناح. فجأة المال كان مهمًا جدًا بالنسبة له.

الموقف الجديد لوالد مبابي أعطى إدارة الريال انطباعًا بأنه لا يختلف عن والد نيمار جونيور، فالنادي كان سيضطر لبيع بيل وكسر سلم الرواتب من أجل إنجاح الصفقة، لكنه لم يكن على استعداد لدفع راتب أعلى من راتب سيرخيو راموس وضعف ما يدفعه للاعبين أكبر منه سنًا وأكثر خبرة أمثال مودريتش و كروس و بنزيمة.

بعد أسبوعين من اجتماع كاليفورنيا، وفي يوم الاثنين الموافق السابع من أغسطس، كان لدى الريال بصيص من الأمل باحتفاظ موناكو باللاعب لموسم آخر، ما كان سيقلص سعره في الصيف المقبل، لكن أصبح هذا غير ممكنًا، فقد أبلغ والده إدارة موناكو بأنه لن يلعب إلا في باريس سان جيرمان هذا الموسم، وأجبرهم على التفاوض، وهكذا أحبط الأب حلم الابن!.

اترك تعليقاً