الحوض الشرقي : الجفاف يهدد والدولة تتفرج

عانت ولاية النعمة من نقص حاد في الأمطار هذه السنة، مما أثر سلبا على المراعي هناك من حيث قلة الكلأ، وعدم توفر المياه في بعض المناطق، مما ينذر بجفاف يهدد المواشي، والمحاصيل الزراعية في الولاية.
ومن تجليات هذا الجفاف الذي يهدد المناطق الشرقية، ظاهرة هجرة المواشي إلى دولة مالي التي  يلجأ إليها الرعاة؛ لأنها عادة ما تكون

أفضل من حيث توفر الكلأ والمياه.. ، وهذا الانتجاع دائما ما يكون في فصل الصيف، ونادرا ما يقع في هذه الفترة ؛ لأن فصل الخريف لم يمض على انقضائه أكثر من شهرين، أما قد وقع فإن هذا ينذر بجفاف خطير لا قدر الله.
والأخبار الواردة من هناك تؤكد أن رحلة الانتجاع متواصلة يوميا في مشهد يعبر عن واقع الجفاف الشديد الذي يهدد آلاف المواشي، وقد  كانت هناك أسباب مختلفة أدت إلى هذه الظاهرة.
منها قلة الأمطار ومنها أيضا الحرائق التي تأتي على الأخضر واليابس.
وهناك مفارقة عجيبة وهي أن هذه الحرائق في أغلب الأحيان تكون بسبب الرعاة  والمنمين لإهمالهم المتمثل في رمي بقايا السجائر أو ترك النار موقدة !
والحكومة لم تحرك ساكنا  كما هي العادة لمواجهة هذا الجفاف المتوقع، للتخفيف من وطأته أو الحد من مخاطره المتمثلة في نفوق المواشي الذي وقع في بعض السنوات الماضية، وتسبب في الهجرة إلى المدن وترك الأرياف من قبل الكثير من المنمين الذين فقدوا حيواناتهم.
وتزداد مخاوف المنمين في هذه المناطق الشرقية ـــ التي تحتضن الجزء الأكبر من ثروة موريتانيا الحيوانية ــــ من تعرض هذه الثروة للنفوق والهلاك بفعل الجفاف، ونقص الأعلاف، وخوف انتشار الأمراض، مما أدى إلى الانتجاع المبكر إلى الدول المجاورة كما أشرنا إليه آنفا.
ومن الأمور الخطيرة التي يخشاها المنمون في تلك المناطق مضاربات التجار واحتكار مواد الأعلاف وهذه المخاطر على الدولة مواجهتها.
وفي الأخير أود أن أشير إلى أمرين أساسين على الدولة القيام بهما أو بأحدهما على الأقل لمواجهة نقص الكلأ وهما:
توفير الأعلاف للمنمين بأسعار مناسبة تكون في متناول الجميع.
وضع سعر محدد لبيع الأعلاف لا يتعداه التجار.

أحمد سيلوم عبد الرزاق

اترك تعليقاً