“مركز بوصطيلة يستغيث”/ حسام الشيخ أحمد محم

باختصار وبدون مقدمات..! يامن تقرأ هذه الكلمات أعرني انتباهك ودعنا نحلق معا لنحط الرحال في “صنعاءِ يمنِ الحوض الشرقي ومخلاف أبينه ومرأف عدنه..” كما يقول المختار ولد حامدٌ رحمه الله “مقاطعة ” تمبدغة” وتحديدا جنوب المقاطقة على بعد 80 كلمتر حيث يقع مركز بوصطيلة الإدراري الذي تأسس قبل استقلال موريتانيا بحوالي 20 سنة لأحدثك عزيزي القارئ عن معاناة أهالي هذا المركز الإداري البالغ عدد سكان بلديته حوالي 40 ألفا يقع هذا المركز على هضبة استيراتجية على الحدود مع دولة “مالي” ويتعتبر من أهم المعابر الحدودية بين الدولتين و من أكبرها بحيث يدر هذا المركز على الخزينة الوطنة أموالا طائلة سنويا عن طريق “الجمركة” فقد احتل المرتبة الثانية في الحوض الشرقي بعد مركز عدل “بكرو” في إنعاش “الخزينة الوطنية” ورغم ذلك عانى سكان بلدية هذا المركز طيلة عقود عانوا الفقر والجهل والتهميش والإقصاء والتمييز الجهوي والمناطقي ولم يجد أهل هذا المركز من الأنظمة المتعاقبة على الدولة منذ نشأتها إلي يومنا هذا سويى المواعيد الفارغة والإبتسامات الزائفة في المهرجانات والمواسم الإنتخابية التي يستخدم أصحابها أهالي هذ المركز المغلوبين علي أمرهم والمكلومين كوسلية وكورقة يستخدمونها عند الحاجة للتربع على المناصب عن طريقهم وبأصواتهم وإليكم أهم وأبرز معنات هذ المركز موجزة في النقاط التالية: 1 – التعليم : يوجد في هذ المركز الكبير مدرستان ابتدائيتان فقط وإعدادية واحدة سبق وأن فتحت في هذ المركز #ثانوية مطلع الألفية الثانية واستفاد منها جيل واحد فقط تخرجت أغلبية هذا الجل من الجامعة ولكنها سرعان ما سحبت عن المركز مع مجيء هذا النظام ليبقى أبناء وبنات هذا المركز في الشوارع وسنعطي مثالين اثنين فقط من باب الإيجاز – السنة قبل الماضية 2015 -2016 لم ينجح أحد في الثانوية العامة من أبناء بلدية مركز بوصطيلة الإداري البالغ عددهم حوالي 40 ألفا -السنة الماضية 2016-2017نحج في الثانوية العامة ثلاث أشخاص فقط وهم: *محمد ولد اسماعيل الذي كان يدرس في ثانوية النعمة التي تبعد عن المركز حوالي 200 كلمتر *افّاه محمد يرب الذي كان يدرس بالعاصمة انواكشوط التي تبعد 1000 كلمتر من المركز *حنان منت محمد التي كانت تدرس بالعاصمة انواكشوط بعيدا عن أمها وأبيها العشرات بل المآت من أمثال “محمد، وافاه، وحنان،” ضاعت أحلامهم وضاع مستقبلهم الدرساسي بعد أن عجزت أسرهم عن منحهم إلي المقاطعة “تمبدغة” أو إلى الولاية”النعمة” أوإلى “العاصمة” لتبقى أجيال بأكملها في الشوارع أضف إلى ذاك أن قراى و “آدوابَ” تابعين لهذا المركز مثل: “ادْشيره، والجديدة، وبتزكرايه، والمدينة، وأهل انبارك، ودباي أهل الدوت، وأهل الخير، وأهل اعل بوطو، ولخريزه، وحاس أهل محمد للحاج، وصكني، ” وغيرهم الكثير لايوجد في بعضها مدارس أصلا والبعض الآخر لاتوجد فيه رقابة ولا تدريس لذلك لم يتجاوز أيٌ من أطفالهم الإبتدائة منذ 1980م إلى يوم الناس هذا 2 – الصحة: يوجد في هذه المركز الكبير مركز صحي واحد لا يحتوى على أي تجهيزات طبية بحيث لايتوفر فيه علاج لحالات عادية ومستعجلة مثل: _مرض السكري فقبل أشهر توفى المواطن #حمّه_ولد_ييوه بسب عدم توفر علاج مرض السكر الذي يعاني منه هذا المسكين والذي ارتفع فيه لدرجة أصبحت حالته حرجة لدرجة استحال معها نقله “للمقاطعة” قبل وفاته _ ترفع من هذا المركز غالبا النساء الحوامل للولادة إلى المقاطعة “تمبدغة” الذي تبعد منه 80 كلمتر أو إلى الولاية”النعمة” الذي تبعد منه 200 كلمتر والذي لا تربط المركز بأي منهم طرق معبدة ينقل هؤلاء في ظروف لا يعلمها إلا الله _وحالات عادية أخرى كضيق التنفس فلا يوجد جهاز ضيق التنفس في هذا المركز البالغ عدد سكان بلديته حوالي 40 ألفا تنقل من هذا المركز حالات حرجة كهذه الحالات إلى المقاطعة وإلى الولاية الذي لاتربطهم به طرق معبدة قد تدرك أصحاب هذه الحالات الموت قبل وصولهم للمقاطة أو للولاية 4 – الكهرباء : رغم أن هذا المركز تجاوز عمره 70 سنة لا توجد فيه إنارة إلى يومنها هذا فقد أعلن عن تدشين مشروع إنارة لهذه المركز خلال حملة الإنتخابات البلدية والبرلمانية الماضية وتوعدت الحكومة أنذاك والسياسين أن هذه الإنارة ستكتمل قبل 28 نوفمبر من نفس السنة ومزالت أهل المركز يقبعون في ظلام دامس إلى يوم الناس هذا بل إن الأعمدة التي تم تنصيبها في المدينة أعلنت ناهية صلاحيتها وتساقط أغلبها في الشوارع 5- الطرق: بالرغم من أهمية مركز بوصطيلة الإداري باعتباره نقطة للتبادل التجاري مع دولة “مالي” وبرغم من أهميته للدولة الموريتانية باعتباره ثاني ممول للخزينة الوطنية في الحوض الشرقي عن طريق “الجمركة” إلا أنه لايزال معزولا لا توجد طرق معبدة تربطه بالولاية ولا بالمقطة التابع لها وهذا ما جعل أهله يعيشون عزلة تامة في فصل “الخريف” بسبب المياه التي تغمر الوديان المحيط به وقد يسبب هذا وفايات في المواطنيين الذين يعتمدون في صحتهم على المقاطعة والولاية بسبب عدم توفر المركز الطبي على أبسط التجهيزات أضف إلى ذلك أنه لا يوجد تخطيط في هذا المركز ولا نظافة فقد أودت البرك المائية داخل المدينة بحياة عدة أطفال كان آخرها الخريف الماضي في الوقت الذي يعناني فيها هذا المركز هذه المعاناة ومحرومون أهله البالغ عددهم حوالي 40 ألفا من ثانوية تجاوزت ميزانية “المدرسة النموذجية” في مدينة #الشامي 71.000.000 والبالغ عدد سكانها 3000 نسمة والذي تم إنشاؤها قبل سيّات فقط فإلى متى سيظل هذا المركز يئن تحت وطأة الجهل والفقر والتهميش والإقصاء والتمييز الجهوي والمناطقي ؟

حسام الشيخ أحمد محم

اترك تعليقاً