المجلس الأعلى للشباب “أين هم الشباب؟؟”

في يومي 20-21 مارس 2014م تم اللقاء بين رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز والشباب في مباني جامعة نواكشوط الجديدة حديثة النشأة في مدرج “الأمل” تحت عنوان ” لقاء الشباب والرئيس … أنتم الأمل” حيث تم اختيار 400 شاب وشابة من كافة ولايات الوطن كما حضر بعض الشباب من الخارج، وقبل اللقاء أطلقت رئاسة الجمهورية موقعا الكترونيا من أجل تمكين الشباب الموريتاني في شتى ربوع الوطن وخارجه من المشاركة وذلك عن طريق تعبئة استمارة في الموقع “لقاء الشباب والرئيس…أنتم الأمل”، كان هذا اللقاء هو الأول من نوعه والأخير لحد الساعة.

هذا اللقاء مكن الشباب او نخبة الشباب على الاصح بشكل مباشر بالحوار والنقاش مع رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز حينئذ، وذلك من أجل نقاش القضايا التنموية للبلد وتبادل الآراء والاقتراحات والحلول المناسبة حول مشاكل الشباب بشكل خاص، ناهيك عن دمجهم في الوظائف وتمكينهم من التسيير المؤسساتي لأنهم هم جيل الغد وقادة المستقبل، كما انها كانت لفت من القيادة العليا للبلد الى الشباب المهمش منذ نشأة الدولة والمغيبين او الغائبين عن سياساتها المحلية والدولية.

تمثل نسبة الشباب حسب الاحصائيات الأخيرة حوالي 70% من السكان وهذا لعمري دليل يثبت ان انشاء المجلس الأعلى كان فكرة مناسبة أساسية في هذا عصرنا اليوم، تعزى لفخامة الرئيس فيشكر عليها وطاقة شبابية يلج بها معركته السياسية آنذاك، لكن يبقى السؤال دائما المطروح “أين الشباب المستهدف ” من طرف هذا المجلس.

نعم، تم انشاء المجلس الأعلى للشباب بمرسوم رئاسي صادر بتاريخ 28 إبريل 2015 وهو هيئة استشارية تتكون من جهازين هما المكتب تنفيذي ويتكون من 14 عضوا من بينهم الرئيس يتم تعيينهم بمرسوم رئاسي، والجمعية العامة وتتكون من ممثلين عن كل ولايات الوطن.
يرمي هذا المجلس إلى إدراج الشباب في صنع القرار، لكي يتمكن من المشاركة بطريقة ناجحة وفعالة وملموسة في سياسات واستراتيجيات تنمية البلد بشكل عام والشباب بشكل خاص.

 

ويتمثل دور المجلس في العناية بالشباب حيث تتواجد الطاقة والنشاط والقدرة على الابتكار، لأن فئة الشباب قادرة على تطوير الفكرة وانشائها على أرض الواقع لتكون نموذجا عابرا لتطور السياسة الشبابية.

لكن المجلس ركز على الفئة الشبابية المثقفة والتي تتمركز أساسا في العاصمة السياسية والعاصمة الاقتصادية للوطن. ونسي او تناسى أن هناك فيئة من الشباب هي الفئة التي كان عليه ان يهتم بها وهي التي بحاجة الى تطوير الفكرة والدمج والتوظيف ولن يتم ذلك بالندوات العلمية والثقافية التي يقوم المجلس بها داخل العاصمة نواكشوط، لأن هذه الفئة المجهولة والتي تعيش في الأرياف والبوادي يجب حسب وجهة نظري الضيقة ان يقوم المجلس بتسليط الضوء عليها والاهتمام بها ليرفع من شأنها حتى تتماشى وتواكب التنمية.

حينئذ يتحقق الامل ويكون كل شاب موريتاني سواء في الحضر او الريف يحس ان له نخبة شبابية قادرة على تحقيق أهدافه وطموحاته وافكاره، والاستفادة منه ميدانيا سواء كان ذلك سياسا او اقتصاديا او اجتماعيا.

 

سيدي محمد / محمد الطالب

طالب جامعي

اترك تعليقاً