سَبْعٌ عِجَافٌ!

سقط العرب في مونديال روسيا وسقطت معهم آمال شعوبهم في المنافسة،كما تساقط البقر في الشرق الموريتاني بعد أن تخلت الحكومة عن واجبها في دعم المنمين وإمدادهم بالعلف حيث أخذت على نفسها عهدا بذلك.
رأى عزيز مصر في منامه “سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ”،،،فسر نبي الله يوسف عليه السلام تلك الرؤيا فتبنت الدولة حينها سياسة رشيدة لتسيير ثروتها وجعلوا على خزائن مصر قوي أمين حتى تكيفوا مع تلك الأزمة الاقتصادية الخانقة بسلام سنوات الفقر والقحط التي دامت سبع سنين.
وعلى الوجه المعاكس ومنذ سبعة أشهر وموريتانيا تقرع فيها أجراس الخطر بدنو أيام عجاف فلا عزيزنا تبنى سياسة رشيدة لمواجهتا ولا خزائن بلادنا جعل عليها من يتحمل مسؤولية مكافة الجفاف أو التقليل من وقعه.
اكتفت الحكوم بنسج وعود هزيلة بتوفير العلف وتخفيض أسعاره إلى أقصى حد ممكن بيد أن الكارثة مافتئت تتجلى حتى نكصت تلك الوعود على عقبها وأضحت سرابا في قيعان يحسبه الظمآن ماء.
إن بلادنا اليوم  تعيش أزمة جفاف موجعة يصاحبها ارتفاع غير مسبوق في أسعار العلف حيث بلغ سعر خنشة “ركل” في بعض مدن الداخل 1500 أوقية جديدة، وهو أمر غير مطاق بالنسبة لصغار المنمين.
وغير بعيد من ذلك تعصف المجاعات وتأكل أجساد البشر في أرجاء أخرى من هذا الوطن كما هو الحال في منطقة أزرافية حيث نشرت الكثير من الصور المؤلمة من عين المكان على الكثير من صفحات مواقع التواصل الاجتماعى.
إن الكثير من أموال هذا البلد تنفق اليوم على القصور والقمم التى لاتقدم لهذا الشعب إلا أعباء على أعبائه في الوقت الذي تموت فيه أعداد كبيرة من الماشية، الثروة التي يعتمد عليها 2/3من سكان هذا البلد.
ألم يئن للحكومة أن تدرك أن صمت المواطن لايعني بالضرورة عدم  شعوره بالظلم والغبن …ألا تدرك أن عدم تدخلها لمواجهة أزمة الجفاف قد ينتج عنه سيناريو مخيف وهو نزوح تيارات كبيرة من الهجرة نحو المدن والمراكز الحضرية خاصة العاصمة نواكشوط كماحدث في ستينات وسبعينات القرن العشرين ،،،في المقابل ستنتشر الأحياء العشوائة وأحزمة الفقر حول المدن الكبرى الأمر الذي يؤدي إلى مزيد من الضغط على الخدمات الحضرية الهشة في طبعتها أصلا(التعليم ،الصحة،الصرف الصحي).
الأستاذ/محمدو ولد بوبكر

اترك تعليقاً