رأي صوت الشرق : قمة انواكشوط العربية: من الحاضر-الغائب؟
تعقد قريبا في العاصمة الموريتانية انواكشوط القمة العربية في ظل توترات عميقة في ما بين الدول الأعضاء في المنظومة. فهل ستنجح الغيرة البريئة لولد عبد العزيز علي الشأن العربي في رأب التصدعات و الجمع بين المخلفين المتخالفين علي طاولة واحدة و تحت سقيفة واحدة و في قاعة بيضاوية واحدة ؟
و الذي نستطيع الجزم به حتى الآن هو أن الرئيس المزور يمتلك من قوة الإرادة و ثقب النظر و الحنكة في تسيير الشئون الجمعوية ما قد يفيد في تذليل العقبات إلم نقل تخطيها و تناسي بعض الخلافات العرضية . كما نجزم أن الجانب الأمني و التنظيمي مخكمين جدا و لا غبار عليهما فبالتالي لا نخاف علي سكينة و طمأنينة الوفود و لا نحن إن شاء الله نحزن.
إن روح التسامح و التسامي فوق الضغائن و حب الذات القومية أمران يجب إرساؤهما لتلافي ما أمكن تلافيه لجمع شمائل أمتنا العربية بعد الذي ينخر جسمها من داء القطيعة و الاختلاف و اختلال التوازن مما يجعل بلداننا لقيمات سهل استساغها علي أعداء البشرية و الحضارة.
يتعين بل يتحتم علي زعمائنا العرب ملوكا و أمراء و أصحاب سمو و رؤساء ( منتخبون كانوا أم غاصبون للحكم) استخلاص العبر من دروس الماضي أو علي الأقل درس الثيـــران الثلاثة… و إلا كيف سيجمع ولد عبد العزيز بين قلوب اشمأز بعضها من البعض فتنافرت فتطايرت فتباعدت. لتتصور مثلا السيــــسي إلي جانب أمير القطر ( هذا البلد العربي الطيب المتهم بالتخابر إلا مع إسرائيل)، لنتصور الوفد الفلسطيني في مقابلة وفد سجّـــان أطفال و حرائر غزة ، و ذا الرئيس الجزائري يعانق الملك محمد السادس و حيث لم يعد من ذكر لقضية الصحراء( الغربية أو المغربية ؟)، هل حقا أن ملك المغرب سيحضر الجلسة العربية و هو الذي مانع في استضافتها؟ ثم هل يمتلك رئيسنا المغوار من الكياسة و اللين ما يقنع به الملك سلمان لحضور القمة؟ و من سيحضر عن الجانب اليمني : ألشرعية الهادية أم الإنقلابيون الحوثيون و صالحهم ؟ أنى لولد عبد العزيز في الجمع و الضرب و الكسر و المحاباة بين عمر البشير و القائد السوداني الجنوبي؟ لنتصور دول التحالف العربي ودول التحالف الإسلامي تحت سقف واحد مع بشار الأسد. كلا لن يحضر الأســد (اللهم في جوف صاروخ س400 روسي).لكني أشك في أن تــرى بثينة شعبان تترنح بين سوق النساء و محلة بانا ابلاه. و أستبعد أن ينكس بشار الجعفـري نظاراته علي مداخل فندق آزلاي أو فندق اطلنتيك. و أشك قطعا أن يقوي شيخنا ذي الثعنون الأبيض وليـد المعلم علي عناء السفر اللهم إلا يكون يحمل للشعب الموريتاني في جعبته حبيبنا و زميلنا إسحــــاق ولد المختار….ثم ماذا عن ليبيـــا الجريحة : أيهما سيحضر المـــأدبة انواكشوطية : الســــّراج المساند أمميا ؟ أم حكومة طبــرق ؟ و هل سيستسيغ الإمارات و السيـسي غياب أجناد طبرق؟ و ماذا عن بلاد الرافدين:هلا يحصل رئيس الوزراء العراقي علي مباركة خامني ئي لحضور قمة عربية جل من يحضرها هم من السنة ؟ و ماذا عن الكويت التي لا تريد أن تنسى أو تتناسى موقف موريتانيا القديمة من اجتياح المرحوم صــدام لها. و البحرين، فجزر القمر، فلبنان….
تصوروا معي أكرمكم الله نبيــل العربي في قمة عربية ، في بلد مثل موريتانيا بعد الذي قال عن الثورات العربية و عن الإسلام (السياسي) و المسلمين و عن خطرهما علي الأمن القومي المصري و علاقاته الحميمة مع(نور عينينا زي إسرائيل).
… إن الحدث جــلل و الموقف صعب و الموازين مشاكسة في ظرفية كذي يبلغ فيها سيـــل الانقسام العربي الزبى.اللهم، قد يفاجئ ولد عبد العزيز المراقبين بحصان طروادة أو بعصا سحرية تقـــوّم الصف العربي بعد فلتاته و انتكاساته و انكساراته. أو علي الأقل حيـــة تلقف حدة الطبائع و شوكة الأنـــا و الأثرة باستعلاء الذات القومية النرجسية.
من ذا منا يدل الرئيس محمد ولد عبد العزيز علي تينك العصا حتى لا يقع الكسكس علي الكفتة و المشوي علي الــرّز فيدمغانهما فيزهقانهما.
سوف تكشف لنا الأيام القادمة عما فاتنا تصوره ، و إلي ذلك الحين سنجلس و نسبح بحمد ربنا و نستجديه في انتظار مرور موكب اخنــــاثه.