قراءة في فحوى خطاب رئيس الجمهورية! / حمادي ولد عاشور

تابعت بإهتمام كغيري من المهتمين بالشأن الوطني خطاب ولد عبدالعزيز أمام ساكنة انواكشوط الذين عبروا في مسيرة المواطنة ونبذ خطاب الكراهية عن تشبثهم بقيمنا الإسلامية والموريتانية الحاثة على السلم والتآخي والمحبة بين المسلمين ،
ولتفادي الإطالة سأتناول الموضوع من خلال المحاور الأربعة البارزة التي دار حولها الخطاب:

١-حصر المتطرفين في ثلة قليلة تعد على أصابع اليد كما وصفهم ولد عبدالعزيز ،وهذا بالفعل ما أثبتته الجماهير التى حضرت من كل حدباً وصوب في المطار القديم،فالساحة كانت تعبر عن ألوان موريتانيا وثقافات مكوناتها الإثنية المتعددة كما كانت مزيجا بين”بالمحلية”(شمتي chemti،والملحفة ،ودمي سيزوه والدراعة،والعمامة والكمبورة والميسورة …)كل المكونات الوطنية عبرت بصدق أن ما يجمعها أكثر بكثير مما يفرقها _رغم المظالم التاريخية و ما أنتجته من ظلم لا يزال جُل شعبنا يرزح تحته_
كما أكدت على نقطة أساسية ذكرها رئيس الجمهورية وأكد عليها هو الآخر أن أصحاب خطاب الكراهية ودعاة التفرقة لا لون لهم ولا فئة معينة تقصد بهم .وهذا الوتر هو الذي لعبت عليه بعض جيوب معارضة شخص ولد عبدالعزيز في العالم الافتراضي بغرض التمييع وبدافع التحريف.

٢-تطبيق المسطرة القانونية الرامية إلى عقاب كل من تثبت عليه ممارسة العنصرية وإشاعة الكراهية بين أبناء الشعب الواحد مهما كانت مكانته الاجتماعية والاقتصادية وعلاقته .فالقانون سيكون درعا حصينا في وجه ممتهني الغلو والتطرف ومن يعملون على زرع بذور الشر والكراهية بين أبناء الشعب والدين الواحد بدافع التكسب و الحصول على فتات ما تجود به أيادي أعداء موريتانيا من سموم ،فموريتانيا فوق الجميع وقبل مصلحة الحكومة والشرائح والأشخاص.

٣-تحدث ولد عبدالعزيز عن ما وصلت له موريتانيا من تقدم ونمو على أصعدة متعددة بفضل جهود كل أبناءها _لا بفضل شريحة ولا جهة معنية _(المرابطون) فالهدف ينبغي أن يكون أسمى وأرقى وأعلى من التموقع والإنتماء الضيق فسمعة موريتانيا تحسب الموريتانيين جميعا.
في إطار ما وصلت إليه موريتانيا من تقدم في العشرية الأخيرة لا يكمن حصره في كتاب أحرى في تدوينة مرتجلة لكن لا ضير إن أخذنا الجانب الحقوقي بوصفه المادة الدسمة التى جعلت من نفسها نقطة الإنطلاق والإنتهاء ،عمل نظام ولدعبدالعزيز على تدعيم الجانب الحقوقي من خلال تجريم العبودية و التعذيب والإخفاء القسري و تقليص مدة الإحتجاز عند مخافر الشرطة من 
اللا محدود إلى ثمانية واربعين ساعة كأقصى حد كما بسط الحريات و أطلق العنان للمعارضين ودعاة الحقوق والكتاب ،صان حرية الصحافة والصحفيين بغض النظر عن مشاربهم وإنتمائاتهم السياسية والأيديولوجية.

٤_الأخيرة والأهم خلص ولد عبدالعزيز كما غالبية عقلاء البلد أن التعليم هو أسهل الوسائل وأسلك الطرق للوصول إلى أي هدف منشود مهما عظمت التحديات .وهذا ما ترجمه إهتمامه بالتعليم من خلال الإصلاحات التى شهدها : على مستوى تكوين الكادر البشري من خلال زيادة مدة التكوين و تطوير المنهاج و إنشاء المرافق المخصصة من جامعات وبناء عديد المدارس في القرى والأرياف وآدوابه وبين منازل المحرومين والفقراء في الترحيل وأحياء الصفيح سابقا .هذه حتما لا يعني أن كل شيء مكتمل بل هناك الكثير من النواقص والاختلالات والتمييز خاصة في مدارس الامتياز والمدرسة العسكرية والطامة الكبرى تكمن في المدارس الحرة فقد كانت الأداة الفاعلة في الفصل بين طبقات المجتمع وفي ذالك الصدد أشدُ على دعوة رئيس البرلمان التي طالب فيها بالعودة للمدرسة الجمهورية بعد ما فشل التعليم الخاص.
أكد رئيس الجهورية على أن القضاء على الفوارق الاجتماعية لن يكون إلا من خلال التعليم ثم التعليم ونحن لنؤكد على ذالك.
في الأخير لا يسعني إلا أن أزف إلى الموريتانيين فرحتي وسروري بنجاح مسيرة المواطنة ونبذ الكراهية وعن كامل امتناني بما عبروا عنه من خلال تلاحمهم خلف قيادتهم في وجه دعاة التفرقة والكراهية ورفضهم ما يحاولون إشاعته و نشره من سموم وكما أأكد على أن الرسالة الضمنية من المسيرة قد وصلت لمن يهمه الأمر فتأكيد الرئيس على أن جيش موريتانيا في كامل جاهزيته لأي تحدي أمني هي نقطة في غاية الأهمية ومطمئنة لنا جميعا.
إن حافظنا على موريتانيا سنحقق فيها جميعا ما نصبوا إليه وإن فقدناها لا قدر الله سنخسر كل شيء .

من صفحة المدون

Hamady Achour

اترك تعليقاً