صغيري… على الشاطئ تنتهي رحلتك التي لم تبدأ

(صغيري… على الشاطئ تنتهى رحلتك التي لم تبدأ !)
صغيري… رحلت …
بحثا عن الكرامة قبل أن تعرف معنى الكرامة رحلت !
بحثا عن سماء لا ترعد قصفا… ولا تمطر موتا… ولا تكون بلون الدخان رحلت !
بحثا عن أطفال لا ترى أشلائهم… ونساء لا تسمع عويلهم… ورجال لا تمر بك مواكب استشهادهم رحلت !
بحثا عن أيام لا تعد بالمجازر.. وأطلال لا يعلوها الركام… وسهول لا تزرع بالألغام رحلت !
بحثا عن شمس لا تحجبها سحب الدخان.. وهواء لا تكدره السموم… وربيع أزهاره غير محترقة رحلت !
صغيري… أردت أن ترحل عن كل ذلك… وأراد الله لك أن ترحل لجنة عرضها السموات والأرض…
بها كرامة زرعت بيد الرحمن، وسماء سقفها عرش الديان…
بها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر…
ذاك عزائي فيك، الذي أبرد حرقت قلبي عليك، وأنا أرى فيك الإنسانية تنزف، وقناع النفاق عن وجه العالم يسقط…
إلا أن صدري ما لبث أن اشتعل عندما قذفت شاشة الحاسوب… بأقوال العالم القلقة ! والمحذرة ! والمستنكرة !
إلا أن أفعال الصادقين من أمتك شفت صدري… لأنهم لرفع الظلم عنك تناثرت أشلائهم على شواطئ الكفر، قبل أن تفكر بالرحيل، ولتطبيق شرع ربك نزفت دمائهم نورا سيبلغ ما بلغ الليل والنهار.
صغيري… على الشاطئ تنتهي رحلتك التي لم تبدأ، لتبدأ رحلة الخلود التي لا تنتهي.

صفحة Seifdine Al-Chinguity