كلمة النائب البكاي ولد الخو بمناسبة انطلاق أعمال الفريق ‏البرلماني لدعم قطاع الثروة الحيوانية

 

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه

السيد رئيس الجمعية الوطنية،
معالي وزير التنمية الريفية ،
حضرات النواب المحترمون،
السيد رئيس الاتحاد الوطني للمنين الموريتانيين،
السيد رئيس التجمع الوطني للرابطات الرعوية،
أيها السيدات والسادة،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
باسم الفريق البرلماني لدعم قطاع ‏الثروة الحيوانية أشكركم على حضوركم لمشاركتنا في انطلاق أعمال فريقنا.
‏تشكل الثروة الحيوانية ‏العمود الفقري للاقتصاد الوطني و يعيش على هذا القطاع أكثرية من المواطنين ويساهم مساهمة معتبرة في الحد من الفقر. 
فحسب آخر الإحصائيات الرسمية والتي تتعلق بسنة 2016،
تنعم بلادنا بحوالي واحد وعشرين مليون رأس من الماعز والضأن،
مليوني رأس من البقر
ومليون ونصف رأس من الإبل،
هذه الثورة جعلت البلاد في اكتفاء ذاتي بالنسبة للحوم الحمراء ولو أحسن استغلالها لحصل الاكتفاء من الحليب بل ولكان هناك فائض للتصدير. 
وقد عانت هذه الثروة من أعوام الجفاف والتقلبات المناخية،
وعانت من قلة الآبار ،
وعانت من ضعف التغطية الصحية،
وعانت من هجرة الشباب إلى المدن وعزوفه عن البوادي والأرياف.

ورغم كل هاته المعاناة، ما فتيء المنمون مصممون  على العمل والمثابرة مع ضعف السياسات الرسمية التي لم تعط الأولوية الكافية للقطاع وذلك رغم مساهمته المعتبرة في الناتج الوطني، في محاربة الفقر وفي التشغيل، فجاءت نسبة الاستثمارات ضعيفة جدا، والمشاريع المعلن عنها تموت قبل أن تولد.
وهنا لا بد أن أذكر على سبيل المثال لا الحصر تدشين مصنع الأعلاف في النعمه بمناسبة عيد الاستقلال سنة 2018
وقد بقي المشروع حبرا على ورق والأمثال كثيرة ، لا داعي لتفصيلها. 

معالي الوزير،

يحدونا أمل كبير أنكم ستنصفون هذا القطاع الاستراتيجي بعد ما عانى من تراكمات الإهمال والتهميش فتضعون خطة وطنية بعيدة الأمد، خطة طموحة تتماشى مع برنامج السيد رئيس الجمهورية الذي قال :
” وفي مجال التنمية الحيوانية، ستنصّب الجهود على صياغة استراتيجية لتحديث هذا القطاع الحيوي لاقتصادنا الوطني، بحيث يتم تطوير شعبه (الألبان، اللحوم الحمراء، المنتجات المشتقة) وتعزيز تنافسيتها.

وفي هذا الإطار سأحرص على:
-زيادة الغلاف المالي المخصص للتنمية الحيوانية – وخاصة فيما يتعلق بالصحة الحيوانية؛
-الإعفاء من الرسوم والحقوق الجمركية لكل منشأة – حديثة للذبح أو لإنتاج الألبان؛
-تشجيع تنويع وتحسين السلالات من أجل زيادة – الإنتاج.” (انتهى الاستشهاد))
‏إن التفعيل لهذه المحاور الثلاثة الواردة في خطاب رييس الجمهورية  لكفيل بالنهوض بهذا القطاع.
المحور الأول: الاستثمار
وهذا هو أهم المحاور وهو الشرط الأساسي ‏والضروري  الذي يتحكم في كل شيء.
فالغلاف المالي المخصص للتنمية الحيوانية يجب أن يكون على مستوى التحديات وليس مشاريع بيروقراطية تذوب ملياراتها بدون نتائج ملموسة.
-أولا الاستثمار  في إنتاج الأعلاف سيوفر على الدولة – مبالغ طائلة وليست أزمة هذه السنة منا ببعيد فالمليارات ترصد كل سنة لاستيراد الأعلاف وهذا حل غير مستدام ؛
– ثانيا الاستثمار في الصحة الحيوانية شرط أساسي ؛- ‏ فالصحة الحيوانية وصحة الإنسان مترابطتان بقوة فكم من مرض عضال انتقل إلى الإنسان عن طريق الحيوان وهنا تكمن أهمية تنبيه المنمين على أمراض الحيوانات والتعامل معها بما يناسب من الحيطة والحذر، وهو جانب يحتاج إلى كثير من التوعية والتحسيس باستخدام الحملات والإعلام وجميع القنوات؛
– ثالثا الاستثمار في توفر  الأدوية الجيدة بأثمان مناسبة، وهذا جانب يحتاج إلى كثير من اليقظة والمراقبة إذ الوضعية الراهنة تتطلب لفتة صارمة لا تتساهل مع المضاربات على حساب المصلحة العامة؛
-رابعا الاستثمار في البنى التحية من حظائر ونقاط – مياه وأسواق ماشية ومسالخ  وفضاءات للذبح والنحر؛
-خامسا الاستثمار في التكوين إذ من غير  المعقول أن – البلد لا يتوفر إلا على مدرسة واحدة من ستينيات القرن الماضي مقتصرة على تكوين الكادر المتوسط. لقد آن الأوان أن تنشأ  كلية للبيطرة وقد تم الاعلان عن إنشائها مرات عدة؛
-سادسا الاستثمار في الكادر البشري سيعطي إدارة – مقتدرة، تختصر المسافات وتضع الخطط على أسس علمية، مستفيدة من تجارب العالم وخاصة البلاد المماثلة ذات السياسات الناجحة.
المحور الثاني: تشجيع الاستثمار
نحن نساند تشجيع الاستثمار الخاص في قطاع التنمية الحيوانية وحبذا لو كان ذلك ضمن دفتر التزامات يتحمل بموجبه المستثمر بعض الامور التي تحددها الدولة كالتشغيل ومحاربة الفقر.
وهنا على الدولة أن تقوم بدراسات تبين فرص الاستثمارات سواء في مجال تصنيع الألبان. ومشتقاتها أو مصانع الجلود أو تربية المواشي
وقد يشمل هذا المحور ‏تشجيع القروض الميسرة حتى يتسنى للمستثمرين الصغار الاستفادة من قطعانهم.
المحور الثالث: تنويع وتحسين السلالات
لقد قيم ببعض التجارب للتخصيب الصناعي لبعض الأبقار الحلوبة، و حان الوقت لاستخلاص الدروس من هذه التجارب وتشجيع تعميمها.
كما نرجو تقييم مشروع المركز الوطني لتربية الإبل حتى تعمم الأساليب الناجحة.

معالي الوزير، سيداتي، سادتي، لا أريد أن أطيل عليكم ولكنا نطالب من هذا المنبر بتفعيل المحاور المشار إليها آنفا في برنامج السيد رئيس الجمهورية حتى يلعب قطاع التنمية دوره كاملا في محاربة الفقر كما نرجو أن تتعاون كل الجهات الرسمية من أجل بلوغ هذا الهدف
مع الاستفادة من جميع الاتفاقيات الدولية في مجال تنمية المواشي والتي تربطنا بالدول الصديقة ، والاستفادة كذلك من جميع الشركاء. 
أملنا أن يشرك المنمون وممثلوهم في رسم هذه السياسات حتى يكتب لها النجاح.

وفي الختام أشكركم والسلام عليكم.

اترك تعليقاً