الثروة الحيوانية في الحوض الشرقي وأهمتها في التنمية المحلية

تعتبر الثروة الحيوانية إحدى الركائز المهمة لضمان التنمية المحلية في ولاية الحوض الشرقي وقد إنصب إهتمام الكثير من سكانها الى تربية المواشي ومايزال النشاط الرئيسي المهيمن ويتوارثه جيل عن جيل الى جانب التجارة والزراعة المطرية.

إن نظام تربية المواشي في ولاية الحوض الشرقي بدائيا يعتمد على الإنتجاع وتتبع المراعي كما يخضع لشروط تطرحها دولة مالي المجاورة التي يلجأ لها عادة المنمين في فصل الصيف .كما تتوقف أيضا على حالة الامطار وتدبير ماهو متوفر من المراعي والمياه السطحية خاصة في الاحواض.

مع التحولات الإجتماعية والإقتصادية وآثار الجفاف في الولاية بدأت اليد العاملة في المجال تندثر وتتلاشى من رعاة ومروضي الدواب والخبراء في علاجها مما اثر سلبا على نشاط تربية المواشي ولجأ البعض الى التجارة او الهجرة للمدن الكبرى.

تواجه تربية المواشي في الحوض الشرقي تحديات كبيرة من أبرزها الإحتلال الفوضوي للمحميات في مناطق الرعي وتوسع البلدات على حساب الموارد الطبيعية والمراعي تجاهلا للمادة 17  التي تنص على ان المجال الرعوي يجب ان يحدد ويحمي .

إن دعم الشركة الموريتانية لمنتجات الألبان بالنعمة (إسنيم الشرك ) وتوسعتها ومصنع للأعلاف و إنشاء مصنع للجلود سيشكل قفزة نوعية لتحقيق تنمية مندمجة شاملة متكاملة الأركان لتقليص البطالة في صفوف الشاب ودعم المنمين وتحسين الظروف المعشية لهم وخاصة في الأوساط الريفية الذين يعتمدون على تربية المواشي.

تتطلع ولاية الحوض الشرقي وهي تنتظر إنطلاق معرض وطني حول مخزونها الرعوي الهائل لأول مرة إلى إنشاء مشاريع مهمة اخرى تهتم
بشعبة الوبر والصوف وتثمين القرون والأظافر والعظام والجلود إضافة إلى للحوم.

إن السياسات الجديدة والهادف للدولة وإختيارها إستراتجية مستقبلية واعدة حددت من خلالها مناطق مخصصة لتربية المواشي في إطار خطة عقلانية مدروسة تشمل متابعة دقيقة للمراعي والصحة الحيوانية والغذاء والشعب وإنتاج بذور الاعلاف إضافة إلى تجديد اليد العاملة في مجال تربية المواشي والعمل على التموين وطنيا ودوليا بمنتجات التنمية الحيوانية لامحال سيكون بداية حسنة للحفاظ على المخزون الرعوي وحمايته .

إن إختيار ولاية الحوض الشرقي لإقامة اكبر معرض للحيوانات سيساهم بشكل كبير في رد الإعتبار لاحد ركائز التنمية المحلية فيها كما سيكون بداية شاملة للتحسين من دخل المنمين وتطوير مهاراتهم مما يضمن للساكنة معيشة كريمة ويكون كذلك بداية لاستقطاب الآلاف من ابناء الولاية الذين أضنتهم البطالة وهجرتهم خارج البلاد .

اترك تعليقاً