الهدروجين الأخضر آفاق واعدة للتنمية الإقتصادية / كابر النينين
يتجه العالم اليوم بوتيرة متزايدة نحو التحول إلى الطاقة النظيفة المتجددة كبديل عن الوقود الأحفوري ما جعل التركيز متسارع على تطوير تقنيات لإنتاج الهدروجين الأخضر باقل كلفة ويعتبر الهدروجين من أهم مصادر الطاقة النظيفة وينصب الإهتمام اليوم بالهدروجين كناقل للطاقة يمكنه تخزين الطاقة المولدة من الألواح الشمسية وتربونات الرياح بدل البطاريات المرتفعة التكلفة وسنتناول الموضوع من عدة محاور
ا.تعاريف ومفاهيم عامة
الهدروجين هو غاز عديم اللون والرائحة من النوادر وجوده نقيا بل مرتبط بعناصر كيميائية أخرى في حالات الطبيعية العادية سائل الماء وغازي الغاز الطبيعي و صلب المركبات الاهدروكربونية الصلبة جل ما ينتج اليوم الهدروجين من الغاز الطبيعي عبر عملية تسخين الغاز الطبيعي بوجود بخار الماء ومادة محفزة وهو ما يعرف بالهدروجين الرمادي وفي حالة احتجاز ثاني أكسيد الكربون في هذه العملية فإنه يسمى الهدروجين الأزرق
ومن أهم استخدامت الهدروجين هو إنتاج وتخزين الطاقة وإنتاج الصلب و الامونيا الضرورية للأسمدة الزراعية…
ب. القيمة المضافة الهدروجين الأخضر على الإقتصاد الوطني
حبا الله بلادنا بخواص مناخية تعتبر من أهم المتطلبات الضرورية لإنتاج الهدروجين الأخضر منها سطوع الشمس لساعات طويلة من النهار وهبوب الرياح في أكثر الأوقات وشريط بحري وللاستفادة من الهدروجين الأخضر بدأت البلاد تخطو خطوات في هذا الإتجاه ابتداء من هذه السنة بدأ بمطالبة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني خلال طاولة دولية في مايو 2021 عبر تقنية الفيديو كونفرانص حول الصناعات الإستخراجية وتمويل التنمية بضروة التركيز على الاستفادة من الطاقات النظيفة بدل الوقود الأحفوري ثم وقعت البلاد بعد ذالك مع شركة wcp global المتخصص في المجال مذكرة تفاهم لأكبر مشروع للهدروجين الأخضر لإنتاج 30 جيغاوات من أشعة الشمس و الرياح و تتضمن المذكرة نقاط ذات أهمية كبرى بالنسبة الإقتصاد الوطني ابرزها
1.إنتاج الهدروجين الأخضر كانت العقبة الكبرى لإنتاج الهدروجين هي انه ينتج من مادة هدروكربونية وبطاقة مصدرها هدرو كربوني مما يجعلها غالية التكلفة مؤثرة على البيئة بعكس التقنية الجديدة المعتمدة على فصل جزئيات الماء H2O بإستخدام التحليل الكهرباء إلى هدروجين واكسجين وبطاقات متجددة وهو ما يضمن بيعه كمنتج وستكون للدولة حصة من ذالك المنتوج وكذا تصدير الطاقة إن شاء الله
2.الطاقة لاتزال البلاد تعاني في تنمية العديد من المقدرات الاقتصادية من نقص كبيرة في الطاقة مثل الحديد الذي تنتج منه سنيم 13مليون طن سنويا وتباع خامات وإذا توفرت الطاقة فإنه يمكن تحويل 3 مليون طن إلى صناعات تحويلية وخاصة الصلب… وكذالك معامل الصيد البحري و انتاج الشعب الحيوانية وتحلية مياه البحر….
وهو ما سيرفع من النمو الاقتصادي والاجتماعي
3.الامونياك او الامونيا التى تنتج منها للأسمدة والمواد العضوية للقطاع الزراعي
4.المجال البيئي سوف يكون لهذا الإستخدام اثرا إيجابيا كبيرا على البيئة إن شاء الله بخفض انبعاثات الكربون
ج الآفاق المستقبلية والعقبات
على الرغم من الإهتمام المتزايد وتوقع على الطلب الكبير على الهدروجين الأخضر والأسواق الواعدة في الأفق المتوسط وبروز مشاريع استثمارية عربية وعالميةفي إنتاج الهيدروجين الأخضر مثل نيوم في السعودية وكذالك أمريكا وأستراليا التى يشبه السياق الجيولوجي لها كثيرا السياق الجيولوجي الموريتاني وتعمل cwp global على مشاريع مماثل فيها واهتمام الكثير من الحكومات العالمية بالطاقات النظيفة الا ان إنتاج الهيدروجين الأخضر يواجه عقبات لابد من تذليلها منها ماهو على مستوى تقنية إنتاجه حيث لاتزال البحثوث والتجارب جارية على طرق إنتاجه الوصول إلى إنتاجه بأقل كلفة من أجل بيعه بأسعار تنافسية وحلول مشاكل التخزين والتوزيع خاصة على مستوى إسالته او أنابيب التوزيع ومعدات نقله وهو ما تتطلب استثمارات كبيرة وراس مال يتحمل الكثير من المخاطر ودراسات فينية وتقنيات متطورة من أجل استمرارية الإنتاج والتموين
خلاصة فإن موريتانيا امامها اليوم لإنتاج الهدروجين الأخضر فرصة مؤشراتها مشجعة لله الحمد مزالت وهو مايتطلب منها يقظة كبيرة تتمثل فى قدرة الكفائة الوطنية على إبرام عقود استثمارية نموذجية تضمن إستفادة الدولة والمستثمر دون شعور اي منهما بالغبن او التدليس يحكمهم إطار تشريعي وتنظيمي محكم يواكبه تكوين كادر بشري مهني ورؤية لفهم وتحديد حاجة البلاد من الهدروجين الأخضر من أجل اكبر استفادة من هذه الثروة الجديدة إن شاء الله
حفظ الله موريتانيا
محمد كابر ولد النينين
خبير معلوماتية باحث في الإقتصاد الرقمي