إضاءة في المسألة الغينية

بغض النظر عن كل ما يقال عن قائد الانقلاب ممادي دومبيا وارتباطه بفرنسا وحمله للجنسية الفرنسية وكون زوجته فرنسية وتدربه هناك … كل ذلك صحيح وينبغي أن يتم وضع كل ذلك في الحسبان ..

لكن هنا أتساءل مَن مِن قادتنا ليس له ارتباط بفرنسا ومن من قادتنا لم يتكوّن ويتم تعليمه من فرنسا .. هذا ليس تبريرا للبقاء تحت الوصاية الفرنسية ؛ بالعكس هذه دعوة للقول أن لا نار بلا دخان .. وأن التزييف في البدايات ستنتهي بخلط الأوراق في النهايات ..

وهنا لنعترف أن القشة التي قصمت ظهر البعير هي هذه الخطوة التي قام بها الرئيس من تجديد رئاسته لفترة ثالثة … وهي رسالة لكافة رؤساء المنطقة ممن خطوا الخطوة نفسها في بلدانهم حتى وإن كانوا أفضل من ألفا كوندي كالرئيس السنغالي او الايفواري .. وحتى الغابوني …. كلهم على المحك .. وقد يتعرضون لما تعرض له بالامس رئيس غينيا ..

وأزعم هنا أن أنصار الرئيس ألفا كوندي لم يكن ينصروه العام الماضي بسبب أنه ينتمي لهم فقط وإنما كان يخافون من أن يكون البديل هو سيلو دالين جالو .. وفي رأيي ان هذا الانقلاب ليس لصالح المعارضة او الموالاة فلدي شعور أنه لجميع الغينيين بدون استثناء .. وطبيعي ان تهش المعارضة بها وتحتفل بها فهذا كان هدفهم ومنتهى أملهم أن يصاب بشلل او يموت الرئيس أو ينتهي بانقلاب .. فهذا يمكت فهمه ..

لكن خطأ الرئيس أنه عمل على تكريس القبلية في البلد محاولا اللعب على هذا الحبل رغم أنه ارتكب أخطاء سياسية كان يمكنه تفاديها رغم كل المبررات والمسوغات …

والانقلابي الجديد ينتمي من نفس القبيلة مامادي دومبيا لذلك فلا داعي إلى أن يأسفوا على الانقلاب ويبكو على ما حدث لأنهم يعرفون أن كوندي كان على خطأ فهو غيّر الدستور وعمره وصحته لا تسعفانه بالادارة الصحيحة للبلد ..

وأعتقد أن أهم شيء الآن ليس اتباع العسكر اتباعا أعمى لكنه الاهتمام بالمرحلة القادمة عبر حوار مجتمعي شامل ودون إقصاء والذهاب الى إلى انتخابات تكون مشرفة للجميع ..

لا تنسونا من صالح دعواتكم هذه الايام .

حمدي جوارا
باريس فرنسا .

اترك تعليقاً