كنت اليوم فى قصر المؤتمرات فى افتتاح فعاليات الأيام التشاورية حول إصلاح الصحافة.. لفتت انتباهى الورشات التى تتحرك كخلايا النحل داخل القصر وخارجه وعلى الطرق المؤدية إليه من كل الجهات.
تذكرت كلمة الرئيس محمد ولدعبد العزيز فى مدينة النعمة: “سنستقبل الزعماء العرب ونستضيف القمة العربية ولو فى الخيام”..موقف مشرف وشجاع من رئيس بلد لم يتعود الناس ذكره فى مثل هذه المواقف..كانت القمم تأتى القمة تلو القمة والحضور الموريتاني شكلي بلا رأي وبلا دور وكأننا عضو مراقب!!!
تلك المرحلة انتهت ولم يعد حضورنا شكليا بل أصبح عمليا وفاعلا وهاهي نواكشوط تستعد لاحتضان هذا الحدث الكبير وتجد نفسها أمام تحديات بمستوى الحدث فقررت قبولها:تحد أمني وتحد لوجستي وتحد فى كرم الضيافة المعهود عن الموريتانيين.
لقد راهنت موريتانيا وستكسب الرهان وتنجح فى رئاسة القمة العربية بحول الله كما كسبته ونجحت فى رئاسة الاتحاد الأفريقي وغدا تكسبه فى أحداث إقليمية ودولية مشابهة أخرى..كانت تنقصها الإرادة وتوفرت الإرادة وترجمها إعلان الرئيس محمد ولدعبد العزيز:”سنستضيف القمة ولو فى الخيام”.
وهاهي نواكشوط تستعد للحدث وستكون عاصمة الوطن العربي كما كانت عاصمة أفريقيا.
مطار أم التونسى جاهز لاستقبال الضيوف وطرق نواكشوط جاهزة وبناها التحتية جاهزة وشعبها المضياف مستعد..باختصار نواكشوط بأكملها مستعدة تفتح ذراعيها وصدرها للأشقاء.
سيناقش العرب مشاكلهم وقضاياهم فى نواكشوط..ويبحثون عن حلــولــها فى نواكشوط..ويتخذون قراراتهم المصيرية فى نواكشوط.
هذا القرار وضعنا نحن الموريتانيين أمام امتحان حقيقي..فالضيوف ضيوفنا جميعا..ضيوف الشعب الموريتاني..فهل نحن بمستوى المسؤولية فعلا لاستيعاب هذه المسلمة..وهل نخبتنا بمستوى الوعي الذى يجعلها تستقبل ضيوفها موحدة يدا بيد..وهل نعى أن المسؤولية هنا مسؤولية الجميع ؟؟
شكرا الرئيس محمد ولد عبد العزيز على هذا القرار الشجاع..وشكرا على ثقتك فى الشعب الموريتانى وفى قدرته على تحمل المسؤوليات الكبيرة..وشكرا لأنك أثبت للعالم أننا بمستوى المسؤولية وبمستوى التحدي.