صوت الشرق تنشر نص خطاب وزير التهذيب في افتتاح فعاليات “يوم التعليم”

ألقى وزير التهذيب وإصلاح النظام التعليمي، السيد إبراهيم فال ولد محمد الأمين، خطابا هاما خلال افتتاح فعاليات “يوم التعليم”، المنظم تحت شعار” المدرسة الجمهورية للجميع وبالجميع” بقصر المؤتمرات/ المرابطون، وذلك تحت إشراف رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.

نص الخطاب:

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم
فخامةَ رئيسِ الجُمهوريةِ
معالي الوزير الأول
السيد رئيس الجمعية الوطنية

أيها السادةُ والسيدات،
كَمْ أنا سعيدٌ بأن أُرَحِّبَ بِكُمْ، بِاسْمي وبِاسْمِ زُملائي الوُزراءِ الْمُكلَّفينَ بِقِطاعاتِ التَّعليمِ، في بدايةِ هذا اليومِ الميمونِ، يومِ التعليمِ، وَنَحْنُ عَلَى بُعْدِ أَيَّامٍ مِن افْتِتاحِ سَنَةٍ دِراسيَّةٍ جديدةٍ. وَقَدْ دَأَبْتُمْ مُنْذُ تَقَلُّدِكُمْ السُّلْطَةَ على الإشرافِ شخصيًّا على الأنشطةِ الْمُحَضِّرَةِ لِكُلِّ افْتِتاحٍ مَدْرَسِيٍّ، وَفِي مَواقِعَ مُخْتَلِفَةٍ؛ وَتِلْكَ – لَعَمْرِي – رِسالَةٌ مُؤَدَّاهَا أنَّ الْمَعارِفَ هِيَ أَساسُ التَّنْمِيَّةِ، وَأَنَّ أَنْجَعَ السُّبُلِ لِرُقِيِّ الْأمَمِ وَنُهوضِها هُوَ الاسْتِثْمارُ فِي الْمَصادِرِ الْبَشَرِيَّةِ. وَيَأْتِي إِشْرافُكُم الْيَوْمَ على هَذَا النَّشاطِ لِيُؤَكِّدَ مَرَّةً أُخْرَى الْأَهَمِّيَّةَ الْقُصْوَى الَّتِي تُولُونَها لِهَذَا الْقِطاع.
وَبِهَذِهِ الْمُناسَبَةِ، يَسُرُّنا أنْ نُشارِك الأُسْرَةَ التربويَّةَ أفْراحَها، وَهِيَ تَسْتَعِدُّ لِبَدْءِ مَرْحَلَةٍ جَديدَةٍ مِنَ الْبَذْلِ وَالْعَطاءِ لِتَحْقيقِ الْمُسْتَقْبَلِ الْواعِدِ لِهَذَا الْبَلَدِ الْغالي.
فخامةَ رئيسِ الجُمهوريَّةِ،
أيُّها السادةُ والسيدات،
يَكْتَسِي هذا اليومُ أَهَمِّيَّةً خاصَّةً، لِمَا يُتيحُ مِنْ فُرَصٍ لِتَقاسُمِ الرُّؤْيَةِ وَالتَّوَجُّهاتِ الكُبْرى، والإنْجازاتِ والآفاقِ المُسْتَقْبَلِيَّةِ الخاصَّةِ بِإِرْساءِ المدرسةِ الجُمهوريةِ، آملين أن يكون سنة حميدة للتبادل حول هذا المشروع الذي تعهدتم به منْ أجْلِ الجميعِ، وَيَجِبُ أن يُساهِمَ فيهِ الجميع.
إنَّ حجم المنجزات التي تتراءى لنا اليوم ثَمْرَة جُهود جَبَّارَةٍ بُذِلَتْ خِلالَ الْفَتْرَةِ الْمُمْتَدَّةِ مِنْ شَهْرِ أَغُشْت 2019 إلى وَقْتِنا الْحاضِر. وسَأُشيرُ في هذا السِّيَاقِ إلى جُمْلَةٍ مِن تلك الإنجازات طِبْقًا لِمَحاوِرِ عَمَلِ الْقِطاع:
فَفِي مَجالِ تَوْسيعِ الوُلوجِ وَرَفْعِ الطاقةِ الاسْتِيعابِيَّةِ للمؤسساتِ، تَمَّ دَعْمُ المدرسةِ الجمهوريةِ بأرْبَعينَ (40) مِلْيارَ أوقيةٍ قديمةٍ رَغْمَ صُعوبةِ الظُّروفِ النَّاجِمَةِ عنْ جائحةِ كُورونا، حَيْثُ أُطْلِقَ، في إطارِ بَرْنامِجِ الْأَوْلَوِيَّاتِ المُوَسَّعِ، مَشْروعٌ هامٌّ لِلْبِنْيَةِ التحْتِيَّةِ مَكَّنَ مِنْ إِنْجازِ ما يُناهِزُ أَلْفَيْ (2000) حُجْرَةٍ دِراسِيَّةٍ، مِمَّا زادَ الطاقَةَ الاسْتيعابِيَّةَ لِلْقِطاعِ، وَخَفَّفَ نِسْبَةَ الاكْتِظاظِ في المُؤَسَّساتِ التَّعْليمِيَّةِ.
وفي مَجالِ الرَّفْعِ مِنْ جَوْدَةِ التعليمِ وَتَحْسينِ أَداءِ الْمُدَرِّسينَ، أَطْلَقَ الْقَطاعُ مَسارًا لإِصْلاحِ مَنْظومَةِ التَّكْوينِ الْأَوَّلِيِّ لِلْمُعَلِّمينَ، شَمِلَ مُراجَعَةَ شُروطِ الْوُلوجِ وَمَسارَ التَّكْوينِ وَإِجْراءاتِ الْإشْهادِ وَالتَّرْسيمِ. وَقَدْ بَرْهَنَتْ نَتائِجُ أَوَّلُ دُفْعَةٍ لِلْإِصْلاحِ، تَخَرَّجَتْ هذه السَّنَةَ، على نجاحِ الْمَسارِ الْمُتَّبَعِ في هذا الْمَجالِ. كَما شَهِدَتْ السنةُ الْمُنْصَرِمَةُ انْطِلاقَ بَرْنامِجٍ لِلتَّكْوينِ الْمُسْتَمِرِّ لِلْمُدَرِّسينَ اسْتَفادَ مِنْهُ حَتَّى الْآنَ أَرْبَعَةُ آلافِ (4.000) مُدرِّسٍ، وَسَيَشْمَلُ، بِشَكْلٍ تَدْرِيجِيٍّ، جَميعَ المُدَرِّسينَ بَعْدَ تَحْديدِ حَاجاتِهِمْ في التَّكْوين.
وَقَدْ عَمِلَ القطاعُ على تَحْسينِ ظُروفِ الامْتِحاناتِ وَالْمُسابقاتِ الوطنيَّةِ، مِنْ خِلالِ جُمْلَةٍ مِنَ التَّدابيرِ مَكَّنَتْ مِنْ مُحارَبَةِ الْغِشِّ وَمِنْ تَوْفيرِ الشروطِ المُلائِمَةِ لِلامْتِحاناتِ، مِمَّا انْعَكَسَ إِيجابِيًّا على النَّتائِج.
وَفي إطارِ دَعْمِ الاسْتِبْقاءِ وَمُكافَحَةِ التَّسَرُّبِ وَالانْحِيَازِ لِلْفِئاتِ الْهَشَّةِ، تَمَّ رَفْعُ عَدَدِ الْمُسْتَفيدينَ مِنَ الْبَرْنامِجِ الْوَطَنِيِّ لِلتَّغْذِيَّةِ الْمَدْرَسِيَّةِ لِيَصِلَ إلى مِائةٍ وتِسعينَ ألفَ (190.000) تلميذٍ في اثْنَتَــــــيْ عَشْرَةَ (12) وِلايَةً.
فخامةَ رئيسِ الجُمهوريَّةِ،
لقد تم في مجالِ الحَكامَةِ الرَّشيدَةِ وَتَحْسينِ ظُروفِ الْعَمَلِ وَتَعْزيزِ الثِّقَةِ في الْقطاعِ، إِدْخالُ نِظامِ الْمعْلوماتِ لِتَسْييرِ التَّعْليمِ (SIGE) مما مكن مِنْ ضَبْطِ الْأَشْخاصِ وَتَرْشيدِ اسْتِغْلالِ الْمَصادِرِ، وَالتَّسْييرِ الْمُعَقْلَنِ لِلْمَوارِدِ الْمُتاحَةِ.
وَفي إطارِ الْأَوْلَوِيَّةِ الْتي تمْنحونها للتَّعْليمِ، تَمَّتْ زِيَادَةُ الْمِيزَانِيَّةِ الْمُخَصَّصَةِ لِلْقِطاعِ، حَيْثُ بَلَغَتْ 18% سنةَ 2021، مِمَّا سَمَحَ بِاكْتِتابِ سِتَّةِ آلافِ (6000) مُدَرِّسٍ، وَزِيَادَةِ عَلاواتِ الْمُدَرِّسينَ الْمَيْدانِيِّينَ زِياداتٍ مُعْتَبَرَةً، فَضْلًا عَنْ تَرْقِيةِ الْمُعَلِّمينَ الْمُكَلَّفينَ بِالتَّدْريسِ وَأَساتِذَةِ السِّلْكِ الْأَوَّلِ، وَالدَّمْجِ التَّدْريجِيِّ لِمُقَدِّمِي خَدَماتِ التَّعليمِ وَإِنْشاءِ سِلْكِ الْمُعَلِّمِ الرَّئيس.
كَمَا تَمَّ إِطْلاقُ مشروعِ “تَثْمينِ مِهْنَةِ الْمُدَرِّسِ” الَّذِي يَتَضَمَّنُ خِطَّةً لتَلْبِيةِ مُعْظَمِ مَطالِبِ عُمَّالِ الْقِطاعِ، فَضْلًا عَنْ تَنْصيبِ لِجانِ تَسْيِيرِ الْمَدَارِسِ وَإِرْساءِ التَّسْيِيرِ التَّشَارُكِيِّ الَّذِي أَصْبَحَ مِنْ ضَرُوراتِ نَجَاحِ الْمَرْفَقِ الْمَحَلِّيِّ.
وفي إِطَارِ تنفيذِ الْمَزيدِ مِنْ تَعَهُّداتِكُم الْمَيْمونَةِ، فَخامَةَ رَئيسِ الجُمْهوريَّةِ، تَمَّ تَنْصيبُ الْمَجْلِسِ الْأَعْلَى ِللتَّهْذيبِ الَّذِي بَاشَرَ مَهَامَّهُ خِدْمَةً لِلْقِطاعِ وَتَوَجُّهاتِهِ الْعَامَّةِ.
وَفِي جَوٍّ تَمَيَّزَ بِرُوحِ الانْفِتَاحِ وَبِنَاءِ الثِّقَةِ، نُظِّمَتْ مُشاوَراتٌ مُوَسَّعَةٌ حَوْلَ إِشْكالِيَّاتِ التَّعْليمِ، شارَكَ فِيها مُخْتَلِفُ مُكَوِّناتِ الطَّيْفِ السِّياسِيِّ والاجْتِماعِيِّ، أَفْضَتْ إلى إِصْدارِ قانونٍ تَوْجِيهِيٍّ صَادَقَ عَلَيْهِ الْبَرْلَمانُ وَتَضَمَّنَ مَلامِحَ الْمَدْرَسَةِ الَّتِي نُريدُ.
فخامةَ رئيسِ الْجُمهوريةِ،
سَتَشْهَدُ هَذِهِ السَّنَة بِدَايَةَ التَّجْسيدِ الْفِعْلِيِّ لِمَشْرُوعِ الْمَدْرَسَةِ الجُمْهورِيَّةِ من خِلالِ تَعْميمِ الزّيِّ الْمدْرَسيِّ في مَرْحلةِ التَّعليمِ الأساسيِّ، إيذانًا بِمَرْحَلَةٍ جَديدةٍ تَنْمَحِي فيها الفَوارِقُ وتَتَعَزَّزُ فيها قِيَمُ الجُمهوريَّةِ والْوحْدةُ الوَطنيَّةُ. وَفِي هَذا الإطارِ، سَيَتِمُّ الْعَمَلُ على تَحْسينِ خِدْمَةِ التَّعْليمِ مِنْ خِلالِ جُمْلَةٍ مِنَ الْإِجْرَاءاتِ مِنْ ضِمْنِهَا:
– تَنْفيذُ مَشْروعِ تَطْويرِ الْمُؤَسَّساتِ التَّعْلِيمِيَّةِ؛
– إِطْلاقُ مَشْروعِ تَجْريبِ الطَّريقَةِ النَّسَقِيَّةِ في تَعْليمِ الْقِراءةِ وَالْكِتابَةِ لِلْمُبْتَدِئين؛
– تَوْزيعُ ما يَزيدُ على ثَلاثَةِ مَلايين كِتابٍ مَدْرَسِيٍّ؛
– رَبْطُ النِّظامِ الْمَعْلوماتِيِّ لِتَسْييرِ التَّعْليمِ بِنِظامِ الْحالَةِ الْمَدَنِيَّةِ الْوَطَنِيَّةِ؛
– تَعْميم الزِّيِّ الْمَدْرَسِيِّ الْمُوَحَّدِ تَعْزيزًا لِلُّحْمَةِ الْوَطَنِيَّةِ، وَلِمَحْوِ الْفَوارِقِ وَتَحْسينِ الْبِيئَةِ الْعَامَّةِ لِلْمَدْرَسَة؛
– تطوير التعليم الرقمي الذي أصبح ضرورة من ضرورات العصر لما يتيحه من مواكبة التطور ومن ضمان استمرار خدمة التعليم إبان حالات الطوارئ.
فخامةَ رئيسِ الْجُمْهورِيَّةِ،
أيُّها السادةُ، أيَّتُها السَّيِّدات،
شهد قطاع الشُّؤونِ الإسْلامِيَّةِ وَالتَّعْليمِ الْأَصْلِيِّ إنجازات هامة من بينها:
– إِنْشاءُ جَائِزَةِ رَئيسِ الْجُمْهُورِيَّةِ لِحِفْظِ وَفَهْمِ الْمُتونِ الْمَحْظَرِيَّةِ؛
– زِيَادَةُ عَدَدِ الْمَحاظِرِ الْمُسْتَفِيدَةِ مِنَ الرَّاتِبِ الشَّهْرِيِّ، من خَمْسٍ وسبْعينَ (75) محظرةً سنةَ 2019 إلى ألْفٍ وسَبْعَ عَشْرَةَ (1017) سنة 2022.
– فَتْحُ أربعةِ (4) مَعَاهِدَ جِهَوِيَّةٍ للتَّعْليمِ الْأَصْلِيِّ؛
– زِيَادَةُ الطاقةِ الاسْتِيعَابِيَّةِ في التعليمِ الْجَامِعِيِّ وَفَتْحُ مدرسةٍ لِلدُّكْتوراه.
وسيتم بناء مُرَكَّب جامعي في أكْجوْجتْ، وَفتَحُ مِائَة وخَمْسُينَ (150) قِسْمًا للتعليمِ ما قَبْلَ الْمَدْرَسِيِّ بِالشَّراكَةِ مَعَ وِزارةِ العَمَلِ الاجْتِماعِيِّ والطُّفولَةِ وَالْأُسْرَةِ. كَمَا سَتُراجَعُ الاسْتراتِيجِيةُ الْوَطَنِيَّةُ لِمَحْوِ الْأُمِّيَّةِ.
وفي قِطاعِ التَّشْغيلِ والتَّكْوينِ الْمِهَنِيِّ وقَعُ التَّرْكِيزُ في التَّكْوينِ الْفَنِّيِّ وَالتِّقْنِيِّ على:
– زيادة أعداد مؤسسات التكوين الفني والمهني وزيادة أعداد الملتحقين بها؛
– تنويع التخصصات؛
– تكوين وتَأْهِيلِ الشباب وَإِدْماجِه في الْحَياةِ النَّشِطَةِ؛
– دَعْمِ الاقْتِصادِ الوطني بِالْيَدِ الْعَامِلَةِ الْمُؤَهَّلَةِ؛
– مُوَاءَمَةِ التَّكْوينِ الفني والمهني مَعَ مُتَطَلَّبَاتِ سُوقِ الْعَمَل.
وشهد قِطاعِ التعْليمِ العالِي والبحثِ العِلْمِيِّ إِنْجازاتٍ مَلْموسَةٍ نَذْكُرُ مِنْها:
– إنشَاءَ ثَلَاثَةِ (3) مَعَاهِدَ مِهنِيَّةٍ في تَخَصُّصاتِ الْإِحْصَاءِ وَالطَّاقَةِ وَالرَّقْمَنَةِ، وَمَدْرَسَةٍ عُلْيَا لِلتِّجارَةِ؛
– تحْوِيلَ كُلِّيَّةِ الطِّبِّ إلى كُلِّيَّةٍ لِلطِّبِّ وَالصَّيْدَلَةِ وَطِبِّ الْأسْنَانِ؛
– اكْتِتاب 137 مُدَرِّسًا في مُخْتَلِفِ مُؤَسَّسَاتِ التَّعْلِيمِ الْعَالِي؛
– إِنْشاء وكَالَةٍ لِلْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ وَالابْتكارِ، وَصُنْدُوقٍ لِدعْمِ الْبَحْثِ العِلميِّ والابْتِكارِ وَسُلْطَةٍ لِضمانِ جَوْدَةِ التَّعليمِ الْعَالِي؛
– تَحْسِين ظُرُوفِ المُدَرِّسينَ مِنْ خِلالِ زِيَادَةٍ مُعْتَبَرةٍ لِلرَّواتِبِ وَرَفْعِ سِنِّ التَّقاعُدِ، بِالْإِضافَةِ إلى تَحْسينِ النُّصوصِ الْمُنَظِّمَةِ لِلْمِنَحِ والتَّوْجيهِ وَلِلْخَدَماتِ في مَجَالِ السَّكَنِ والْمَطْعمِ وَالنَّقْلِ.
أمَّا قِطَاعُ الْعَمَلِ الاجْتِمَاعيِّ وَالطُّفُولَةِ وَالْأُسْرَةِ، فَقَدْ قَامَ بِاعْتِمادِ مُخَطَّطٍ اسْتراتيجيٍّ للنُّهوضِ بِالقطاع أسْفَرَ عنْ تَوْقيعِ اتِّفاقِيَّةٍ مُتَعَدِّدَةِ الْقِطَاعاتِ، تَسْعَى إلى تَنْسيقِ جُهُودِ مُخْتَلِفِ الْفاعِلينَ في الْحَقْلِ مِنَ الْقِطاعَيْنِ الْعامِّ والْخَاصِّ وَالْمُجْتَمَعِ الْمَدَنيِّ، لِضَمانِ وُلوجِ ثلاثينَ ألفَ (30.000) طِفْلٍ لِلتَّعْليمِ مَا قَبْلَ الْمَدْرَسيِّ هذه السَّنَةَ، سَبِيلًا لِتَحْقيقِ تَعَهُّدٍ أَصيلٍ لِفَخامَتِكُمْ يَسْعَى إلى وُلوجِ مِائةِ ألْفِ (100.000) طِفْلٍ لِلتَّعْليمِ ما قَبْلَ الْمَدْرَسيِّ في أفُقِ 2024 وَيَسْتَهدِفُ أَطْفالَ الْأوْسَاطِ الْمَغْبونَةِ.
كما يُوَفِّرُ قِطاعُ الْعَمَلِ الاجْتِمَاعيِّ خَدَماتِ التَّكوينِ الْمِهنِيِّ لِلْفَتَياتِ ضَحايا التَّسَرُّبِ الْمَدْرَسيِّ، فَضْلًا عَنِ التَّعْليمِ الْمُتَخَصِّصِ لِلْأَطْفَالِ ذَوِي الْإِعاقَةِ، بِمَنْ فِيهمْ أَطْفَالُ التَّوَحُّدِ.
فخامةَ رئيسِ الْجُمْهُوريَّةِ،
أيُّها السادةُ، أَيَّتُها السَّيِّدات،
إنَّ مَشْروعَ إِصْلَاِح النِّظامِ التَّرْبَوِيِّ مَشْروعٌ فِي خِدْمَةِ الْجَميعِ، وَيَنْجَحُ بِجُهُودِ الْجَميعِ. لِذَلِكَ، أُريدُ أَنْ أُخاطِبَ جَميعَ الْهَيْئاتِ وَالْمُنَظَّماتِ ذاتِ الصِّلَةِ بِالشَّأْنِ التَّرْبَوِيِّ، فَأَقُولُ لَكُمْ أَيُّهَا السَّادَةُ أَعْضَاءَ هَيْئَاتِ التَّدْريسِ وَالْإشْرافِ وَالتَّأْطيرِ: إِنَّكُمْ قَاطِرَةُ الْعَمَلِيَّةِ التَّرْبَوِيَّةِ الَّتِي يُعَوَّلُ عَلَيْهَا فِي تَشْيِيدِ الْمَدْرَسَةِ الْجُمْهورِيَّةِ، فَمِنْ خِلالِ عَطائِكُمْ وَجُهُودِكُمْ نَتَمَكَّنُ مِنْ تَكْوِينِ مُوَاطِنٍ مُعْتَزٍّ بِقِيَمِهِ الثَّقَافِيَّةِ، مُنْفَتِحٍ على مُحِيطِهِ، قَادِرٍ على مُوَاكَبَةِ عَصْرِهِ. أَمَّا أنْتُمْ أَيُّهَا السَّادَةُ الْآباءُ، فَإِنَّكُمْ، مِنْ خِلاِل التَّرْبِيَّةِ الرَّشيدَةِ وَالتَّأْطيرِ الْواعِي ِللتَّلامِيذِ وَالْمُشارَكَةِ فِي تَسْيِيرِ الشَّأْنِ الْمَدْرَسِيِّ، تُسَاهِمُونَ مُسَاهَمَةً لَا تُعَوَّضُ فِي ِإنْجَاحِ الْمَدْرَسَةِ الْجُمْهُورِيَّةِ. كَمَا أَنَّكُمْ، أَيُّها السَّادَةُ الْمُنْتَخَبُونَ وَالْإِعْلَامِيُّونَ، وَأَصْحَابَ الْمُبَادَراتِ الْمَدَنِيَّةِ وَالاقْتِصادِيَّةِ، تَلْعَبونَ دَوْرًا هَامًّا في تَأْطيرِ الْمُجْتَمَعِ وَتَوْجِيهِهِ، مِمَّا يُهَيِّئُكُمْ لِلْمُشارَكَةِ الْبَنَّاءَةِ في تَجَاوُزِ الْعَقْلِيَّاتِ الَّتِي لَا تَتَمَاشَى مَعَ إِقَامَةِ نِظامٍ تَرْبَوِيٍّ فَعَّالٍ يُلَبِّي حَاجاتِ الْجَمِيعِ وَيَضْمَنُ، بِعَوْنِ اللهِ سُبْحانَهُ وَتَعَالَى، مُسْتَقْبَلًا زَاهِرًا لِأَجْيَالِنَا الصَّاعِدَةِ. وَلَيْسَ يَخْفَى أَنَّ التَّرْبِيَّةَ وَالتَّعْليمَ هُمَا السَّبِيلُ الْأَمْثَلُ لِحَلِّ جَميعِ الْمَشَاكِلِ وَالتَّحَدِّيَاتِ الَّتِي يُمْكِنُ أَنْ تُوَاجِهَ أَيَّ بَلَدٍ.
وَلا يفُوتُني هنا أن أُثَمِّنُ لِشُرَكَائِنَا فِي التَّنْمِيَّةِ مُسْتَوَى الشَّراكَةِ بَالِغَةِ الْأَثَرِ في الرَّفْعِ مِنْ نَوْعِيَّةِ وَفَاعِلِيَّةِ نِظامِنَا التَّعْلِيمِيِّ، مُتَطَلِّعًا إلى مَزِيدٍ مِنَ التَّعاوُنِ في الْمُسْتَقْبَل.
وَفِي الْخِتامِ،
أَدْعُو الْجَميعَ، كُلٌّ مِنْ مَوْقِعِه، إلى مُضَاعَفَةِ الْعَطَاءِ وَالْفَاعِلِيَّةِ لِلدَّفْعِ بِمَنْظُومَتِنَا التَّرْبَوِيَّةِ إلى الْأَمَامِ، خِدْمَةً لِلْبَلَدِ، وَضَمانًا لِمُسْتَقْبَلِهِ ومُسْتَقْبَلِ أَبْنَائِهِ.
– عَاشَ نِظَامُنَا التَّرْبَوِيُّ سَبيلًا إلى الرُّقِيِّ وَالتَّقَدُّم.
– عَاشَتْ موريتانيا مُوَحَّدَةً وَمُزْدَهِرَة.
والسلامُ عليكُمْ ورحمةُ اللهِ تعالى وبَرَكَاتُهُ

اترك تعليقاً