كلمة النائب البكاي ولد خو بمناسبة إجتماع الصلح في أم إفنادش

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على من بعث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين.

مشائخَنا، إخوتَنا،
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
ومرحبا بكم وأهلا وسهلا عند أهليكم؛
مرحبا بكم عدد ما قطعتم من المسافات للوصول إلينا ؛
مرحبا بكم بقدر ما تحملتم من عناء السفر فقاموس الترحيب عاجز عن التعبير عن غبطتنا وامتناننا لهذه الزيارة الميمونة؛
فبقدومكم حلت البركات وتنزلت السكينة وحل البِشْرُ؛
ههنا لكم التقدير والاحترام، ورثتموه كابرا عن كابر؛ ورثتموه من رجال لم يسعوْا في الأرض فسادا بل بنوا المجتمعاتِ وبنوا جسور المحبة والإخاء ووأدوا الشحناء وأخمدوا نار الفتنة، فكانوا القدوةَ وكانوا بردا وسلاما فعسى الله أن لا ينزِعَ البركة من موضع قد جعلها فيه.
شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.

مشائخنا، إخوتنا،
لقد حللتم أهلا ونزلتم سهلا بين أهليكم وخاصة أولي الركابِ الأقطابِ، حفظةِ القرآن، علماءِ الفقه واللغة والبيانِ، معدنِ الزهد والتقى، مَحلّةِ الورع والشهامةِ، موطنِ الكرم والإباءِ…
وليس من الصدفة أن سموْا قريتهم بالعدالة مستحضرين قوله تعالى: “ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى” (صدق الله العظيم).
لقد ورثنا عن السلف الصالح مجموعة من القيم هي رأسمالنا الحقيقي؛ ومنها إطعام الطعام وإفشاء السلام والإحسان على الجار وكفالة الأرامل والأيتام.
لقد ورثنا عن السلف الصالح التعاونَ على البر والتقوى والترفع عن التفاهات وعن سفاسف الأمور فنزيلُ ولاتة حط الرحال بهذه الأرض من أجل الدعوة إلى الله.

هكذا وجدناه مجتمعا فاضلا، غني النفس رغم فَقره، عزيزا ومكرّما بين جيرانه، مؤمنا بقيمه، ثابتا على أخلاقياته واللهُ لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
الحمد لله على لقائكم بخير، الحمد لله على إخماد نار الفتنة بعد أن نزغَ الشيطان بين الإخوة فاليومَ عفا اللهُ عما سلف؛ عسى الله أن يؤلف بين قلوبنا وأن نبقى كما كنا دائما وكما يجب أن نكون منْ عباد الرحمان الذينَ يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهمُ الجاهلون قالوا سلاماً.
الحمد لله عل لقائكم بخير، على لقائكم في جو ودٍ ومصالحة لنعطي للآخرين صورة تليق بنا، صورةً مشرفةً ورثناها ومن الواجب علينا المحافظة عليها جيلا بعد جيل.
قال تعالى : -بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم- “وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُواْ وَٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَآءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِۦٓ إِخْوَٰنًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍۢ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم منها كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ” (صدق الله العظيم).
فالحمد لله على نعمة الإسلام .

لا يليق بنا إلا ما عُرِفنا به من الحكمة، وإطفاء نار الفتنة، وإشاعة السلام والمحبة بين الأمة.
لا يليق بنا إذا تنازعنا في شئ ، مهما كانت قيمته، إلا أن نرده إلى الله ورسوله ثم نرضى بحكم الله ورسوله.

كان هذا من البديهيات عندنا لكنه اليوم صار فرضُ عين على كل منا أن يدعو إلى الإخاء والتسامح، من حولنا، حتى يدرك الجميع أننا في المحصلة أسرةٌ واحدة مهما تعددت المسميات؛ ولا شئ في الدنيا يبرر ما آلت إليه الأمور فهناك خطوط حمر يجب أن لانصل إليها أبداً.
عسى الله أن يعفوَ عن ما سلف وأن يزيل عنا العداوة والبغضاء ويُنزل علينا المحبة والسكينة والوئامَ ، إنه وليُ ذلك والقادر عليه.

مشائخنا، إخوتنا،
مرة أخرى، مرحبا بكم فههنا لكم من الود والاحترام ما يليق بكم،
وهنا أهلُكمْ مهما تباعدت الديار فالقلوب تأبى البِعادَ والذاكرة الجمعية ما زالت حية وقد أودعتموها ما نعتز به؛
وما قدومكم اليوم دعاةَ صلح ووئام إلا دليل واضح على إدراككم لأواصر القربى وإحياءٌ لسنة السلف في إصلاح ذاتِ البين.

وفي الختامِ لا يسعني إلا أن أشكر السلطات الإدارية على كل ما قامت به سرا وجهرا وأنوه بالدور الرائد الذي قام به السيد الوالي وأثمن التوجيهات التي أعطاها رئيس الجمهورية للإدارة حيث حثها على القرب من المواطن ونحن اليوم والحمد لله نجني ثمارَ ذلك القربِ.
أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

وهذه الكلمة بالصورة والصوت

أضغط هنا لمتابعة الفيديو

اترك تعليقاً